النشاط التجاري: تراجع بأسرع وتيرة

أظهر مؤشر مديري المشتريات الرئيسي بلوم في لبنان تراجع النشاط التجاري بأسرع وتيرة في ثلاثة أشهر، خلال شهر آذار. وعلقت الخبيرة الاقتصادية في بنك بلوم إنفست ميرنا شامي على نتائج مؤشر PMI لشهر آذار 2018، فرأت أنه "رغم تقدم مستويات مؤشر PMI خلال أول شهرين من 2018، فإن الانخفاض الذي شهده شهر آذار أظهر بقاء متوسط الربع الأول من العام دون المستوى التاريخي السائد"، مشيرة إلى بداية محبطة للقطاع الخاص هذا العام".

ولفتت إلى أن ضعف الطلب والضغوط التنافسية دفعت الشركات إلى خفض أسعار منتجاتها رغم ارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج والتأثير التضخمي الطفيف الناتج من الزيادات الضريبية في كانون الثاني. وفي حين ظلت شركات القطاع الخاص متشائمة في شأن الاثني عشر شهراً المقبلة، فإن الانتخابات البرلمانية في أيار قد تشكل حافزاً للنشاط التجاري في الفترة المقبلة.

وجاءت النتائج الرئيسية لاستبيان شهر آذار كما يلي: "انخفض مستوى النشاط التجاري في اقتصاد القطاع الخاص بأسرع معدل في ثلاثة أشهر خلال شهر آذار، وجاء تراجع الإنتاج بسبب انخفاض حاد ومتسارع في الأعمال الجديدة الواردة. الأمر الذي كشفت الدراسة عن أنه ناتج من ضعف الطلب المحلي وتراجع طلبيات التصدير الجديدة.

وأدى نقص الأعمال الجديدة الواردة التي تحل محل المشروعات المكتملة إلى استمرار انخفاض مستوى الأعمال غير المنجزة على مستوى القطاع الخاص. علاوة على ذلك، وفي ظل عمل الشركات بأقل من قدرتها الاستيعابية الكاملة، كان هناك تراجع جديد في مستوى التوظيف بعد تحسن قصير الأمد في منتصف الربع الأول من العام.

وقامت الشركات بتقليص نشاطها الشرائي في شهر آذار، لتمتد بذلك سلسلة تراجع مستويات الشراء الحالية إلى 26 شهراً. وشهد مخزون المشتريات ارتفاعاً في أسرع وتيرة في عامين.

وتماشياً مع تراجعات الإنتاج والطلبيات الجديدة والتوظيف، فقد أشارت البيانات الجديدة إلى تجدد ثقة الشركات في مستقبل الاقتصاد مدى 12 شهراً المقبلة. وكانت التوقعات هي الأكثر سلبية منذ شهر تموز العام الماضي، وتوقع عدد كبير من الشركات المشاركة في الاستبيان أن تستمر التحديات الجديدة.

أما على صعيد الأسعار، فقد شهد شهر آذار انخفاضاً في متوسط أسعار السلع والخدمات، للمرة الأولى في ثلاثة أشهر، وكان معدل التراجع متواضعاً، لكنه كان أسرع معدل مسجل منذ شهر آذار 2017.