الثلاثاء 2018/01/02

آخر تحديث: 12:08 (بيروت)

أسطح البيوت تضيء صيدا

الثلاثاء 2018/01/02
أسطح البيوت تضيء صيدا
يحتل لبنان المرتبة الثالثة عالمياً لناحية انقطاع الكهرباء (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

في ظل فشل الحكومات المتعاقبة، منذ العام 1992، في تحقيق وعودها بتأمين الكهرباء من دون انقطاع، يحاول بعض اللبنانيين طرح مبادرات بديلة يساعدون من خلالها الحكومة والمواطن على تحقيق هذا الحلم. ومن هؤلاء، الدكتور أحمد عنتر (37 عاماً) الذي بادر إلى طرح طريقة بديلة لتوليد الكهرباء، لا لمساعدة المواطن والحكومة فحسب، بل للمحافظة على البيئة والمساهمة في التنمية المستدامة في مدينة صيدا، التي تركها حين كان في 18 من عمره للدراسة في الولايات المتحدة الأميركية.

وفي حين يحتل لبنان المرتبة الثالثة عالمياً لناحية انقطاع الكهرباء، وفقاً لدراسة أجراها البنك الدولي في العام 2016، ويحتل المرتبة 125 بين 127 دولة لناحية أداء هندسة الطاقة، وفق دراسة أجراها المنتدى الاقتصادي العالمي، توصل عنتر إلى دراسة جدوى مع فريق من الباحثين في مركز الدراسات التحليلية الجغرافية التابع لجامعة هارفرد بشأن توليد الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية للمباني والتجمعات السكنية في مدينة صيدا. يتميز اقتراح عنتر بأنه "حل لامركزي ومستقل، ولا يعتمد على المعمل أو شركة الكهرباء. كذلك هو صديق للبيئة وقابل للتنفيذ قانونياً ومادياً وتقنياً"، وفق ما يقول لـ"المدن".

وخلال الدراسة، تم مسح 1245 سطح بناء سكني في مدينة صيدا قابلة للاستثمار من خلال تركيب نظام الطاقة الشمسية الذي استحدثه عنتر. "لا يدخل السطح كجزء من الثقافة الاجتماعية في لبنان، خصوصاً أننا لا نستخدمه للقاءات الاجتماعية. لذا، من الأفضل استثمار هذه المساحات المعرضة لـ360 يوماً مشمساً خلال السنة لتوليد الطاقة البديلة". فالنظام الذي يقترحه عنتر يلغي الحاجة إلى الاعتماد على مولدات المازوت المنتشرة في الأحياء السكنية المقتظة بالسكان، التي تزيد من احتمال تعرض السكان للأمراض التنفسية وتحديداً السرطان. إذ أثبتت دراسة عنتر أنه خلال ساعات من تشغيل هذا النوع من المولدات تنتشر في الهواء نسبة عالية من "الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات"، وهي مادة مسرطنة تعادل كل 3 ساعات من استنشاقها تدخين سيجارة أو اثنتين. وفي حين تراوح ساعات التقنين في صيدا بين 6 و8 ساعات، فإن نسبة تلوث الهواء بهذه المادة تزداد في صيدا عن نسبتها في بيروت، حيث يبلغ معدل التقنين 3 ساعات يومياً. واستمرار انتشار هذه الغازات السامة في الهواء سيزيد حدة المشاكل البيئية التي نعاني منها في لبنان.

كما أن كلفة الكيلوواط ساعة المنتجة من هذا النظام أقل من ذلك المنتج من كهرباء الدولة. إذ تبلغ تكلفة الكيلوواط ساعة من شركة كهرباء لبنان 11 سنتاً أميركياً، و29 سنتاً أميركياً من مولدات المازوت، و10 سنت من النظام الذي يقترحه عنتر. وفي حين أن شركة كهرباء لبنان هي في عجز يبلغ نحو 27 مليار دولار، تراكم خلال الـ25 سنة الماضية، بسبب "خسارتها نحو 40% من الطاقة التي تنتجها، نتيجة تردي البنى التحتية والسرقة وعدم الجباية، وفي ظل وجود 11 محطة توليد كهرباء في لبنان تفتقر إلى الصيانة اللازمة ويعود بعضها إلى العام 1950، خصوصاً في مدينة صيدا حيث البنى التحتية المتعلقة بالكهرباء قديمة ومهترئة"، وفق عنتر، فإن هذا النظام قد يغذي شركة الكهرباء نفسها ويقلل الاعتماد عليها بنسبة تراوح بين 40 و60%.

قد تبلغ كلفة تنفيذ مثل هذه الدراسة ما يفوق 100 ألف دولار، وفق عنتر، الذي عرضها على بلدية صيدا، مانحاً إياها فرصة ذهبية لتنفيذ مشروع فريد من نوعه، لا يحتاج إلى جهد كبير للحصول على تمويل في ظل ارتفاع وعي المجتمع الدولي حول الطاقة المتجددة وأهمية ايجاد مصادر طاقة بديلة ومستدامة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها