الأربعاء 2018/01/17

آخر تحديث: 07:19 (بيروت)

السوريات ينافسن الرجال في مهنة الوساطة العقارية

الأربعاء 2018/01/17
السوريات ينافسن الرجال في مهنة الوساطة العقارية
لا يخلو العمل في الوساطة العقارية من الصعوبات (Getty)
increase حجم الخط decrease

روجت الحرب في سوريا مهناً عدة كانت تعد ممارستها غير اعتيادية سابقاً. ومن أبرزها تجارة العقارات. إذ اتجهت نسبة لا بأس بها من الشباب السوري نحو العمل فيها، كونها تؤمن مصدر دخل أفضل من غيرها، ولأن حركة العرض والطلب في العقارات قد ازدادت.

لكن، الملاحظ أن العمل في مهنة الوساطة العقارية لم يعد يقتصر على الذكور، بل هناك نسبة لا بأس بها من السيدات بدأت الدخول إلى هذا المجال، إما بمساعدة قريب يعمل في مكتب عقاري أو بحكم طبيعة العمل.

تقول لانا: "بدأت العمل وسيطة في مجال العقارات عندما طلبت مني إحدى صديقاتي أن أجد لها عيادة كي تستأجرها. ثم تكررت الطلبات من صديقات عدة يعلمن أن لدى خالي مكتباً عقارياً. من هنا بدأت أعلم أي العقارات يطلب أصحابها تأجيرها من خلال مكتب خالي أو أصدقاء له يعملون في المصلحة نفسها، ويعلن الزبائن عن عقاراتهم من خلالهم. وهذا ما يتم غالباً عن طريق صفحات التواصل الاجتماعي".

تضيف لانا: "لا يخلو هذا العمل من الصعوبات. لكنه يشكل مصدر دخل، وقيمته تتوقف على شطارة الشخص، إلى جانب عملي مدرِّسة وأتابع دراستي في كلية التجارة والاقتصاد".

البعض الآخر دخل في عالم الوساطة العقارية عن طريق عمله الأساسي، كما تشير ناهد، التي دخلت هذا المجال منذ نحو سنتين ونصف. و"ما جعلني اتجه إلى أن أكون وسيطة عقارياة هو طبيعة عملي وتعاوني مع مهندسين". وتشير ناهد إلى أن الأزمة فرضت هكذا نوع من العمل ووسائل التواصل الاجتماعي سهلت الأمر. إلا أن العمل لا يتوقف على الإعلان، لأن الأمر يتطلب حركة ميدانية. "وهذه ليست مهمة سهلة على النساء، بسبب الاحتكاك مع الرجال، الذين يشكلون النسبة الأكبر من العاملين في تجارة العقارات".

وتوضح ناهد أن نسبة العمولة المتعارف عليها هي 2.5% من قيمة المبيع، لكن البائع غالباً ما لا يدفعها بعدما تتم عملية البيع.

وتبعاً لذلك وجد بعض الشباب فرصة للاستفادة، لاسيما أن البعض منهم عمل في هذه المهنة قبل الأزمة إلى جانب اختصاصهم الأكاديمي. بالتالي، هم على دراية بها. ويتحدث عادل، وهو محام، أن كثيراً من الشباب الذين قرروا البقاء في سوريا انخرطوا في مجالات عمل غير مجالات عملهم الأصلي، وبما لا يتعلق بدراستهم. وسبب ذلك أن كثيراً من هذه الأعمال توقفت خلال الأزمة أو أصبح من الصعب الاستمرار بها. "لكن على الصعيد الشخصي، ما ساعدني على توسيع عملي في مجال العقارات هو كوني محامياً وقريباً من البائع والشاري. بالتالي، يمكن القول إن كل مهنة كملت الأخرى، كون العمل في مجال العقارات لا يقتصر على البيع والشراء فحسب، بل هناك اشكاليات تتعلق بالعقار ذاته إن كان من ناحية وجود إشارة على العقار أو مشاكل بين الورثة. و"هذا ما جعلني أستفيد. وكان ذلك مفتاح نجاحي في الأمور العقارية".

ويبدو أن عمل السيدات في الوساطة العقارية أكثر جذباً من الرجال. وهناك كثيرون يفكرون في الالتحاق بهذه المهنة، وإن كان بطريقة مواربة. فـ"الشابة" هديل، التي تضع اعلاناً لتأجير عقار، هي في الحقيقة محمد، الذي يوضح أنه وجد أن الإعلان عندما ينشر باسم فتاة يجذب الناس أكثر. "لهذا السبب أضع المنشورات باسم فتاة".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها