الأحد 2017/09/24

آخر تحديث: 00:08 (بيروت)

هذا هو حل سمير حرفوش لأزمة التفاح: رقائق صحيّة

الأحد 2017/09/24
هذا هو حل سمير حرفوش لأزمة التفاح: رقائق صحيّة
تحتفظ هذه الرقائق بفوائد التفاح وجودته (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

وجد سمير حرفوش الصيغة المناسبة لحلّ أزمة تصريف محاصيل التفاح، التي تعاني منها السوق اللبنانية، في السنوات الماضية. فكانت Pometto، رقائق التفاح المقرمش الخالية من السكر والمواد الحافظة والدهون.

بدأ حرفوش، الشاب العشريني، مشروعه في شباط 2016، بناءً على الأزمة التي يعاني منها معظم مزارعي منطقته، جزين. فقرّر أن يبتكر طريقةً جديدة لتصريف المحاصيل، خصوصاً في ظل التأثير السلبي لعوامل المناخ وظهور أصناف تفاح جديدة مستوردة، مرغوبة أكثر من الأصناف اللبنانية. فكانت فكرة رقائق التفاح، الأولى من نوعها في لبنان، بعدما استبعد احتمالات كثيرة أخرى، كنبيذ التفاح وأطعمة الأطفال المعلبة والمربيات والعصائر، نظراً إلى غياب الدعم والبيئة الصناعية اللازمة في لبنان.


انطلق حرفوش في مشروعه بعشر كيلوغرامات من التفاح الأحمر. وبعدما لاقت التجربة النجاح الأول طوّرها، فأسس مصنعاً في جزين، ينتج نحو طن من التفاح الطازج شهرياً. وأكثر من ذلك، في موسم التفاح، أي في شهر أيلول.

يشرح حرفوش لـ"المدن" الخطوات التي يعالج بها التفاح قبل عرضه في السوق، ابتداءً من غسله وتقطيعه إلى شرائح، ثم تجفيفه وتعليبه بأكياس مماثلة لأكياس رقائق البطاطا، وفق معايير حرص أن تكون صديقة للبيئة. وهذا ما يميّز رقائق Pometto، بالإضافة إلى أنها تحتفظ بفوائد التفاح وجودته. كما أنها الرقائق الأولى حلوة المذاق، نسبة إلى كمية الفريكتوز المرتفعة في التفاح، حتى أنها لاقت رواجاً كبيراً في نوادي اللياقة البدنية ومراكز الغذاء الصحي، باعتبارها وجبة صحيّة وسريعة. والأهم، إنها لذيذة.


يضيف: "المنتج متوفر في جبل لبنان، بيروت وجزين. وأسعى إلى نشره في المناطق اللبنانية كلها. ثم الانتقال إلى السوق الخليجية. فهي سوق واسعة ولا إنتاج تفاح فيها". وهو، كرجل أعمال شاب، لديه هدفان: تقليل كمية التفاح اللبناني التي تذهب هدراً وكساداً، نظراً إلى عدم وجود برادات كافية لتخزينها، وخلق فرص عمل جديدة في لبنان، وتحديداً في جزين.

يعتبر إطلاق مشروع رقائق التفاح خطوة مميزة في قطاع الصناعات الغذائية في لبنان، خصوصاً بعد تفاقم أزمات تصريف الإنتاج. ولا شكّ أن تطويره يحل جزءاً من مشكلة التسويق المزمنة للتفاح اللبناني، حيث تهدر عشرات آلاف الأطنان منه سنوياً، بسبب سوء التصريف وضعف سياسة التصدير.


وهذا ما يمكن قياسه على انتاج جزين هذا الموسم. إذ عدّلت "رقائق التفاح" حجم الخسارة عند مزارع التفاح الجزيني. ووفق حرفوش، استهلك مصنعه ثلاثين طناً من التفاح هذه السنة، ليحقق ربحاً، بعد انتهاء مرحلة التجارب في السوق، يعتبر مرتفعاً. وبهذا يكون مشروعه قد عاد عليه، وعلى منطقته، بالفائدة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها