الأربعاء 2017/09/20

آخر تحديث: 00:38 (بيروت)

فايبر أوبتك.. المستقبل يحاول قطف الثمار

الأربعاء 2017/09/20
فايبر أوبتك.. المستقبل يحاول قطف الثمار
هل يُنهي الجراح الإنتقال الى شبكة فايبر أوبتيك قريباً؟ (المدن)
increase حجم الخط decrease

شكّل استخدام تقنية فايبر أوبتك مادة للجدال بين القوى السياسية على مدى سنوات. ومع أن استخدام هذه التقنية بدل الكابلات النحاسية، يحسّن الاتصالات والإنترنت، إلا أن تنفيذها بقي مرهوناً بالشعارات الشعبوية لأي فريق سياسي يتسلم حقيبة الاتصالات.

ما لا تعرفه أغلبية اللبنانيين هو أن استخدام فايبر أوبتك، وهي ألياف مصنوعة من الزجاج النقي، سماكتها لا تزيد عن سماكة الشعرة، يحتاج إلى سلسلة من التعديلات اللوجستية، التي لا يصلح معها تبسيط الأمر، وكأنه استبدال كابل بآخر فحسب. لذلك، فإن الوصول إلى نقل الشبكة إلى فايبر أوبتك، هو عملية تراكمية بدأت منذ عهد الوزير الأسبق للاتصالات شربل نحاس، مروراً بالوزير السابق بطرس حرب. عليه، فإن محاولة تيار المستقبل الظهور بمظهر المحرر لمشروع فايبر أوبتك، هو اختزال للعملية برمّتها. فضلاً عن أن تناول الملف بالتزامن مع إعلان وزير الإتصالات جمال الجراح، الأربعاء 13 أيلول، عن "تحسين العقد مع الشركة القبرصية سيتا "CYTA"، ورفع حصة لبنان من الإنترنت عبر الكابل البحري أليكساندروس Alexandros الذي يصل لبنان بمرساي في فرنسا عبر قبرص من 60 جيغابايت إلى 600 جيغابايت"، لا يغطّي حقيقة أن تحسين الشروط كان قد بدأت في العام الماضي مع الوزير حرب، إذ كانت الشروط السابقة مجحفة بحق لبنان.

في السياق عينه، وعد الجراح بالبدء بمشروع فايبر أوبتك، الأسبوع المقبل، علماً أن الإنتقال إلى تلك الشبكة "بدأ منذ نحو شهرين"، وفق ما تقوله مصادر في وزارة الإتصالات، في حديث لـ"المدن". فهل ما وعد به الجراح يعني الانتهاء من نقل كل المشتركين إلى شبكة فايبر أوبتك، الأسبوع المقبل؟ ولماذا الوعد بالبدء في الأسبوع المقبل طالما أن العمل بدأ منذ شهرين؟

لا تفصل المصادر هذه التصريحات عن السجالات السياسية، خصوصاً أن "إنهاء الإنتقال خلال أسبوع هو أمر مستحيل". وتلفت المصادر إلى أنه خلال شهرين "تم نقل ما بين 10 و15% من المشتركين، أفراداً ومؤسسات". تضيف: "العمل جارٍ لرفع هذه النسبة، لكن تبقى العقبة الأساسية هي قدرة الشبكة المحدودة". وتكشف المصادر عن أن واقع الشبكة والمعدات التي يستخدمها لبنان، تتيح له "الإستفادة من نحو 40% فقط من القدرة المتاحة عبر الكابل البحري الدولي IMEUI، الآتي من الهند إلى أوروبا. ما يعني أن الإستفادة لا تصل إلى نصف ما هو متاح. وفي ظل الحاجة إلى تحسين خدمات الاتصالات والإنترنت، لا تعود الأزمة إلى قصور في الكابل نفسه، بل إلى عدم امتلاك لبنان شبكة وتجهيزات قادرة على الإستفادة مما يحمله الكابل. والإستفادة الصحيحة تبدأ عبر تركيب شبكات الألياف الضوئية، فايبر أوبتك. لكن التأخير يعود إلى "تجهيز شبكة لا تكفي حاجة لبنان. ما دفع الدولة إلى عدم تسلمها في العام 2011 من الشركة المتعهدة". وتقول المصادر إن الشركة "انجزت المشروع وفق ما طُلب منها".

هذا المشروع تم الانتهاء من إعداده في العام 2011، لكن لم تتسلمه الدولة من الشركة المتعهدة "لأنه دون المواصفات التي تلبي حاجة لبنان". والمواصفات غير المقبولة "لم تكن نتيجة فشل الشركة، إذ إنها أنهت المشروع بالمواصفات التي طُلِبَت من الجهة السياسية التي كانت تمسك بقرار الوزارة يومها. لكن المناكفات السياسية بين بعض القوى في السلطة، أوقفت المشروع، وساد السجال بشأن المواصفات. وكانت النتيجة هي أن لبنان لم يستعمل فايبر أوبتك لتحسين واقع اتصالاته".

تتخوف المصادر من فرملة التقدم البطيء على صعيد نقل الشبكة الحالية إلى فايبر أوبتيك، "خصوصاً مع حدوث أي تغيير سياسي على مستوى الحكومة. فتبدل الوزراء يخلق تبدلاً على مستوى رؤية العمل وأولوياته، إلى جانب السجال السياسي الذي يحكم عمل الحكومات عموماً".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها