شباب يعودون إلى الزراعة.. عندما قلت الوظائف

تعج القرى في منطقتي الشوف وعاليه هذه الفترة من كل عام بقاصديها من كل المناطق اللبنانية، بالإضافة إلى السياح الموجودين في لبنان. وعلى هامش الحركة الإقتصادية التي تضفيها مهرجانات بيت الدين الدولية والمهرجانات المتنقلة بين البلدات، فإن ظاهرة أخرى لا بد أن تجذبك أثناء تجوالك، وتتمثل في النشاط الزراعي الذي عاد ليستحوذ على اهتمام أهالي المنطقة من جديد.

فعلى طريق نبع الصفا أو المعوش والبيرة والباروك وبتلون وكفرنبرخ ومعاصر الشوف وغيرها من القرى، تستقبلك خيم المزارعين التي تعرض منتجاتهم البلدية من الخضار والفاكهة على أنواعها. ما بات يشكل مصدراً أساسياً للرزق لدى هذه العائلات التي تعمل في الزراعة.

معظم العاملين في القطاع الزراعي هم عائلات، إلا أن المستوى العمري ليس واحداً. فمن بينهم كبار السن الذين ورثوا هذا "الكار" عن أهلهم. ومنهم شباب وجدوا في الزراعة باباً للرزق، عندما قلت الوظائف في سوق العمل. والمفاجأة أن بعض هؤلاء من حملة الشهادات الجامعية.

وفي ظل التوافد المستجد على الزراعة، احتدمت المنافسة بين المزارع الجديد والمزارع القديم، وضاقت الأسواق المحلية في ظل توقف التصدير البري إلى الخارج وهيمنة التجار الكبار على السوق. ما دفع المزارعين الصغار إلى بيع منتجاتهم في خيمهم الصغيرة على الطرق العامة في قراهم وفي المراكز السياحية، بهدف تصريف ما استطاعوا من موسمهم، رغم أنهم لا يبيعون كميات كبيرة من هذا الموسم وتكسد لديهم كميات كبيرة غالباً ما يتم تلفها أو تصريفها بنصف ثمنها، كما يشير رئيس التعاونية الزراعية في الباروك– الفريديس طلعت البستاني، في حديث إلى "المدن".

وفيما تكسد كميات كبيرة من المواسم سنوياً، من التفاح والدراق والاجاص والبندورة والملفوف وانواع الخضار التي يهتم بها مزارعو الجبل بشكل خاص، إلى جانب الزيتون والصنوبر، بدأت التعاونيات الزراعية في المنطقة بالبحث عن حلول جديدة كمعمل تصنيع الانتاج الذي أنشأته تعاونية الباروك. إلا أن المشكلة نفسها عادت لتواجه المزارعين، وهي عدم وجود سوق للتصريف. فتعاونية الباروك وحدها لا يزال لديها 1500 ليتر من خل التفاح و1000 كيلو من دبس التفاح من دون تصريف. بالتالي، لا بد من تدخل رسمي.