الأربعاء 2017/07/05

آخر تحديث: 08:01 (بيروت)

سائقو تاكسي "يضيّفون" واي فاي ومياه.. وتكييف

الأربعاء 2017/07/05
سائقو تاكسي "يضيّفون" واي فاي ومياه.. وتكييف
بدأت هذه المبادرة منذ نحو سنة عبر تطبيق وتسآب (ريشار سمور)
increase حجم الخط decrease
يجب أن لا تكون صاحب شركة لديها مليارات الدولارات من الأصول والأموال لتقديم خدمة مميزة للزبائن. من هذا المبدأ انطلق محمود مكي لتأسيس مبادرته "دولفين تاكسي"، في قطاع النقل، معتمداً على السبل "المجانية" المتاحة لتأمين أفضل خدمة نقل للزبائن. 


يعتمد مكي على مبدأ "راحة الزبون" في تنقلاته. إذ يعمل على تأمين زجاجات المياه والشوكولا والانترنت لزبائن سيارته، بغض النظر عما إذا كانت تاكسي أو سيرفيس.

بدأ مكي هذه المبادرة منذ نحو سنة، من خلال تأسيس مجموعة على تطبيق التراسل الأشهر في العالم واتسآب، تضم كل معارفه من السائقين العموميين. ووضع خطوطاً عريضة يجب عليهم الالتزام بها، على غرار تأمين المياه والتكييف والموسيقى التي يحبها الزبون، إضافة إلى القيادة الهادئة والوجه البشوش.

تبدأ العملية من عند مكي، الذي تصل طلبات التاكسي على أرقامه أو على واتسآب، ليبدأ بعدها توزيع السائقين الشاغرين، وفق معيار التفرغ والقرب الجغرافي من الزبون.

يقول مكي، في حديث إلى "المدن"، إن مبادرته بدأت بهدف تأمين دخل إضافي للسائقين، ومساعدتهم في إيجاد حلول لمشاكلهم المختلفة على غرار الصيانة والضمان الاجتماعي وغلاء المعيشة.

وساعده عمله في شركات على غرار أوبر وكريم وألو تاكسي في تأمين سبل الراحة وبكلف بسيطة للزبائن، بهدف اعطائهم أفضل تجربة ممكنة خلال الرحلة. إذ يستطيع "الراكب" أن يستمتع بالواي فاي المجاني، إضافة إلى الخدمات الأخرى من المياه والسكاكر والموسيقى التي استمدت مباشرة من تجربة أوبر في مجال النقل.

ويتفق مكي مع متجر يزوده بزجاجات المياه والسكاكر بشكل يومي مقابل أسعار أرخص من سعر السوق، أي بسعر الجملة، نظراً إلى طبيعة طلبه الدائم، خصوصاً أنه لا يتقاضى ثمنها من الزبائن.

أما خدمة الواي فاي فيعمد السائق إلى تأمينها من هاتفه الخاص، بكلفة شهرية تصل إلى 50 دولاراً، خصوصاً أن أغلب الزبائن لا يعمدون إلى فتح مواقع ذات استهلاك ضخم، بل يقتصر تصفحهم على فايسبوك وواتسآب بالأغلب. ولا يتقاضى مكي أو زملاؤه أي مقابل لقاء هذه الخدمات، كما لا تختلف أسعارهم عن أسعار السوق، بل إنها في بعض الأحيان أقل من المنافسين.

وبهدف تأمين أفضل نوعية خدمة، خصوصاً في أوقات الصيف، يعمد مكي وزملاؤه إلى تأمين التكييف في سياراتهم، إذ من شروط الانضمام الرئيسية أن تكون السيارة مكيفة. كما يجب غسل السيارات يومياً حرصاً على نظافتها.

ولا يقتصر عمل مكي وزملائه على التاكسي أو حتى على المجموعة، إذ يعمل كل سائق من السائقين المشتركين على السيرفيس عندما لا يكون هناك أي طلبات تاكسي، ويستطيعون الحصول على طلبات خاصة بهم. وفي حال عدم تمكنهم من تلبيتها يتم تحويلها إلى المجموعة.

ورغم التشابه الكبير في الخدمات التي يقدمها مكي ورفاقه مع أوبر، إلا أنهم ليسوا منافساً لهذه الشركة، خصوصاً أنها شركة عالمية. إلا أن مكي لا ينفي أن تجربة أوبر أرخت بظلالها على مفهوم "التاكسي" لديه. إذ أصبحت "راحة الزبون" أولوية لديه، مع الحرص على الحفاظ على كرامة السائق.

أما في شأن السبب الذي يمنعه من اطلاق تطبيق هاتفي على غرار الشركات المشابهة، فيقول مكي إن السبب الرئيسي هو الكلفة. إذ تتطلب هذه العملية تمويلاً لا قدرة لهم على تحمله على الأقل في المرحلة الأولى، خصوصاً أن معظم السائقين يرزحون تحت أعباء التقسيط للمصارف. والتطبيقات المخصصة للنقل تتطلب خرائط وتقنية عالية الكلفة. ويكتفي مكي في هذه المرحلة بالتطبيقات المجانية التي تؤمن له خدمة جيدة، إضافة إلى الإعلانات عن طريق الزبائن.

واعتمد مكي على نظام السيرفيس في التسويق لنفسه. ففي حال لم يكن هناك أي طلبيات، يخرج مكي إلى الشوارع ليعمل على السيارة. وعند دخول الراكب وابداء اعجابه بالخدمات الموجودة يلجأ إلى تزويده ببطاقة الشركة بهدف كسبه.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها