الثلاثاء 2017/04/04

آخر تحديث: 07:30 (بيروت)

مبالغة في سعر "سوق.كوم"؟

الثلاثاء 2017/04/04
مبالغة في سعر "سوق.كوم"؟
تنازلت إدارة "سوق.كوم" عن بعض قيمتها السوقية لمصلحة اسم أمازون (Getty)
increase حجم الخط decrease

بعد أشهر من الأخذ والرد، أعلنت شركة أمازون استحواذها على الموقع الأكبر لتجارة التجزئة عبر الانترنت في الشرق الأوسط "سوق.كوم" في صفقة لم تُعلن عن قيمتها حتى الساعة.

تأتي هذه الخطوة في مسعى من الشركة الأميركية العملاقة لدخول عالم التجارة الالكترونية في الشرق الأوسط، خصوصاً أن النمو الذي تشهده هذه المنطقة من جهة التكنولوجيا بشكل عام والتسوق على الانترنت بشكل خاص يتسارع بشكل كبير.

ورغم أنه لم يتم نشر أي معلومات عن قيمة هذه الصفقة، إلا أن التقديرات الأولية المصرفية والمتخصصة، تشير إلى أنها لم تصل إلى مليار دولار، كما كانت الشركة الإماراتية تطمح.

وأشار موقع تيك كرانش الأميركي إلى أن قيمة الصفقة التي تنوي بموجبها أمازون الاستحواذ على "سوق.كوم" تصل إلى 650 مليون دولار، وفق مصدر قريب من الشركة الأميركية.

وفي حال صدقت هذه التقديرات، فإن إدارة الموقع قررت التنازل عن بعض قيمتها السوقية، لمصلحة اسم شركة أمازون، والمستقبل الذي يُمكن بناؤه من خلال هذا الاستحواذ. إذ استطاعت الشركة الإماراتية في شباط 2016، الحصول على تمويل بقيمة 275 مليون دولار من المستثمرين، ووصلت قيمتها بذلك إلى مليار دولار. ما يطرح العديد من التساؤلات عن قيمة هذا العرض في حال تأكد.

وما يثير مزيداً من التساؤلات أيضاً أن أمازون لم تكن الشركة الوحيدة المهتمة بـ"سوق.كوم"، إذ قدمت شركة إعمار مولز عرضاً لشراء الشركة الإماراتية بقيمة وصلت إلى 800 مليون دولار رغبة منها في دخول مجال التجارة الالكترونية، خصوصاً أنها سبق أن دخلت هذا المجال من خلال إنشاء موقع نون، بالشراكة مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي ومستثمرين آخرين.

عموماً، لا يُمكن إغفال أهمية السوق الالكترونية في العالم العربي. ما يُفسر اهتمام عملاق التجارة الالكترونية العالمية بالشركة الإماراتية. إذ يُتوقع أن يصل حجم التجارة الالكترونية في العالم العربي بحلول العام 2020 إلى 69 مليار دولار، في حين أن هذه النسبة تُسجل حالياً نحو 24 مليار دولار بمعدل نمو يصل إلى 3 أضعاف خلال خمس سنوات.

ووفق دراسة لشركة بايفورت العاملة في تقديم خدمات المدفوعات الإلكترونية في العالم العربي التابعة لـ"سوق.كوم"، والتي استحوذ عليها أمازون أيضاً، فإن التعاملات المالية الالكترونية في البلدان العربية السبعة الرئيسية (السعودية، الامارات، قطر، الكويت، مصر، لبنان والأردن) سجلت نمواً ملحوظاً في العام 2015، بالمقارنة مع حالتها في 2014 بدعم واضح من الأسواق السعودية التي سجلت أعلى نسبة نمو، لتليها الأسواق الإماراتية.

وسجلت عمليات الدفع عبر الانترنت في الامارات في العام 2015، 10.25 مليار دولار بعدما كانت 8.24 مليار دولار في العام 2014. في حين ارتفعت هذه القيمة في السعودية من 4.63 مليار في 2014 إلى 6.48 مليار دولار في العام 2015. وسجلت مصر أيضاً نمواً ملحوظاً، إذ ارتفعت قيمة التجارة الالكترونية من 4.18 مليار دولار إلى 5.06 مليار دولار في العام 2015.

وسجلت الكويت 1.26 مليار دولار في العام 2015، بعدما كانت 1.09 مليار دولار في 2014، في حين ارتفع نصيب لبنان إلى 0.78 مليار دولار في العام 2015 بعدما 0.73 مليار دولار في العام 2014. أما الأردن وقطر فسجلتا ارتفاعاً ووصلتا إلى 0.65 و0.42 مليار على التوالي في العام 2015. وتندرج تحت هذه الارقام عمليات الدفع عبر الانترنت على قسم الطيران والسفر والترفيه والتجارة الالكترونية.

أما في ما خص التجارة الالكترونية في هذه البلدان، فقد شهدت أيضاً ارتفاعاً ملحوظاً مدعومة بارتفاع هائل في الأسواق المصرية. وسجلت هذه الأسواق ارتفاعاً وصل إلى 5.46 مليار دولار، في العام 2014، لتسجل 7.3 مليار دولار في العام 2015. أما الإمارات فسجلت التجارة الالكترونية فيها 8.09 مليار دولار بعدما كانت 2.84 مليار دولار في العام 2014، في حين سجلت السعودية ارتفاعاً لتسجل 8.35 مليار دولار بعدما كانت 2.3 مليار في العام 2014.

ووصلت قيمة التجارة الالكترونية في الكويت ولبنان والأردن وقطر إلى 1.86 مليار و449 مليون و520 مليون و86 مليون دولار على التوالي.

واللافت أنه رغم النمو الواضح للأسواق العربية في التعاملات الالكترونية، إلا أن حجم السوق بمجمله لا يتعدى 5% من مجمل السوق العالمية. إذ يشير موقع ستاتيستا المتخصص في الاحصاءات إلى أن مجمل السوق العالمية للتعاملات الاكترونية في العام 2015 وصل إلى 1.548 ترليون دولار أميركي ويُتوقع أن يسجل نحو 4 ترليونات دولار في العام 2020.

في المحصلة، لا بد من الاعتراف بالانجاز الكبير الذي استطاع تحقيقه "سوق.كوم" في مجال التجارة الالكترونية في العالم العربي، خصوصاً أنه بدأ في العام 2005 من قبل رونالدو مشحور وسميح طوقان وحسام خوري، وأصبح أحد أكبر اللاعبين في قطاع التسوق الإلكتروني ويستحوذ على أكثر من 78% من المبيعات الالكترونية في المنطقة، وفق احصاءات غير رسمية.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها