الثلاثاء 2017/03/07

آخر تحديث: 00:23 (بيروت)

مازوت داعش: الحواجز لا تعترض طريقه.. بل ترفع أسعاره

الثلاثاء 2017/03/07
مازوت داعش: الحواجز لا تعترض طريقه.. بل ترفع أسعاره
يرتبط سعر ليتر المازوت بانجاز كل خطوة من مراحل نقله (Getty)
increase حجم الخط decrease

أكثر من ست سنوات مرت على تقاسم المعارضة والنظام والجماعات الإسلامية السيطرة على سوريا. ومع المآسي التي ضربت البلاد، كان لسيطرة تنظيم داعش على منابع النفط في الشمال السوري أثر كبير عليها.

مع النقص الحاد في المحروقات والحاجة الشديدة إليها، اضطر الناس إلى شرائها من داعش، الذي ينتجها بجودة منخفضة رغم سيطرته على منشآت كاملة. لكن، ما يثير الريبة هو وصول كميات كبيرة من المحروقات من الشمال السوري إلى الجنوب من دون رقيب أو حسيب، وتلك الكميات تعبر طرقاً يسيطر عليها النظام.

يقول أحد موردي المحروقات في المنطقة الغربية من السويداء، لـ"المدن"، إن عمليات نقل المحروقات من مناطق سيطرة داعش إلى مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة أو النظام لا تتم بتدخل مباشر من النظام، "لكن عملية النقل تتم في طريق البادية (الحماد) بين سوريا والعراق في الجهة الشرقية".

يضيف: "المازوت يتم نقله من دير الزور والرقة إلى أراضي الحماد، ثم إلى ريف محافظة السويداء الشرقي من جهة البادية، التي تسكنها عشائر من البدو، التي تقوم بإيصال المازوت إلى الريف الجنوبي الشرقي وبيعه إلى تجار من السويداء. وهؤلاء يقومون بنقله وبيعه إلى البدو في قرية عرى في ريف السويداء الغربي المحاذي لريف درعا الشرقي".

هذه العملية تتم عبر اجراءات معقدة، إذ إن قوافل المحروقات تعبر من ريف السويداء الشرقي إلى الريف الغربي من طريق حواجز مليشيا "اللجان الشعبية"، المشكلة من أبناء المنطقة، ويتم ذلك بغض نظر من قبل النظام، الذي يتقاضى ضباط حواجزه الأمنية عوائد مادية عن كل قافلة تعبر حواجز اللجان الشعبية.

ورغم المنفعة المتبادلة بين الأطراف، إلا أن عملية نقل المازوت بين ريف السويداء وريف درعا تكون دائماً عرضة للمعوقات والمشاكل. ولعل أبرزها، وفق المصدر، هو عمليات الخطف المتبادلة التي تحدث بين الفينة والأخرى بين البدو وسكان السويداء، أو المليشيات التي تنتشر في الريف الشرقي. كما أن الاقتتال بين عشائر البدو أنفسهم قد يوقف عملية النقل لأيام. ما قد يؤدي إلى انقطاع الكهرباء عن قرى أو أحياء كاملة تعتمد على المحروقات من أجل تغذية مولدات الكهرباء.

ويقول مهران أبومنيار، وهو أحد موزعي المازوت في درعا، لـ"المدن"، إن كميات المازوت التي تصل إلى درعا كبيرة جداً "عندما تكون الطريق سالكة، إذ تتوافد السيارات الناقلة بشكل مستمر وكثيف". ويوضح أن المازوت الذي يصدره داعش من مناطقه ينقسم إلى أنواع. فالجودة الأقل يشتريها المدنيون، حيث يكون مستخرجاً من مصافي بدائية ومحملاً بالشوائب. وهناك نوع يكون مخلوطاً بمادة البنزين وفيه نسبة عالية من الغاز، وتسبب بحرائق كونه سريع الاشتعال، ما أدى إلى مقتل أكثر من 15 مدنياً أخيراً. أما النوع الذي يسمى "المازوت الأصفر" وهو من الدرجة الأولى، فيحتكر النظام توزيعه في محطات تابعة له، بعد الحصول عليه من تجار مرتبطين بشكل مباشر بفروع الأمن.

ويرتبط سعر ليتر المازوت بانجاز كل خطوة من مراحل نقله، حيث تستلمه عشائر البدو شرق السويداء مقابل مئتي ليرة سورية، ويصل إلى داخل السويداء بسعر مئتين وخمسين ليرة، فيما يصل بعد ذلك إلى المناطق الخارجة عن سيطرة النظام في محافظة درعا بسعر 280 ليرة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها