السبت 2017/02/18

آخر تحديث: 09:27 (بيروت)

الهواتف الذكية تصل إلى نهاية تطورها

السبت 2017/02/18
الهواتف الذكية تصل إلى نهاية تطورها
بدأت شركات جديدة بالدخول وبقوة سوق الهواتف المحمولة (Getty)
increase حجم الخط decrease

لا يبدو أن العام 2017 سيحمل جديداً بالنسبة إلى سوق الهواتف المحمولة في العالم، خصوصاً أن هذه السوق لم تكن "موفقة" في العام 2016. وبالنظر إلى أحدث التكنولوجيا والابتكارات التي قدمها معرض لاس فيغاس المختص بالتكنولوجيا، في بداية العام، يُمكن ملاحظة شبه غياب لأي تقنية جديدة من شأنها نقل الهواتف الذكية إلى عالم آخر على غرار الابتكارات التي بدأت في السنوات العشر الماضية.

ويبدو أن الرأي الذي يعتقد أن الهواتف الذكية وصلت إلى "قمة" ذكائها مع التكنولوجيا الموجودة أقرب إلى الصواب. إذ تبحث شركات التكنولوجيا اليوم في تطوير "الأشياء" التي تتعلق بالهواتف الذكية بدلاً من تطوير هذه الأجهزة بحد ذاتها.

وطغى هذا النمط فعلياً على العام 2016، إذ لم تسجل "ابتكارات" ضخمة في مجال الهواتف المحمولة خلال العام. بل على العكس، سجل هذا السوق انتكاسات كبيرة على رأسها أزمة سامسونغ مع جهاز نوت 7 إضافة إلى اغلاق شركتي نوكيا وبلاكبيري، ناهيك بالمنتجات التي كانت دون التوقعات في شركة آبل، التي رغم اعلانها عن اطلاق آيفون 7 الجديد في هذا العام، لم تكن مبيعاتها مشجعة. وأعلنت الشركة عن تخفيض انتاجها من هواتف آيفون في العام 2017، بنسبة 10% بتأثير من انخفاض المبيعات. مع الاشارة إلى أن مبيعات هواتف آيفون هي المصدر الأول لعائدات الشركة.

نوكيا أيضاً تعرضت لضربة قاضية في العام 2016، إذ أعلنت شركة مايكروسوفت إغلاقها شركة نوكيا نهائياً وصرف العديد من الموظفين منها. وجاء هذا القرار بعد أكثر من سنتين من الإنتاج الذي لم يكن على قدر الآمال.

لكن نوكيا لن تختفي ببساطة. إذ أعلنت شركة فوكسكون، المصنعة لجهاز آيفون، عن شرائها حقوق التصنيع لشركة نوكيا مقابل 350 مليون دولار. في حين أن الاسم التجاري سيذهب إلى شركة فلندية تدعى أتش أم دي، وهي شركة أسسها أحد الموظفين السابقين في نوكيا. واللافت أن فوكسكون واتش أم دي اتفقتا على إنتاج أول هاتف نوكيا جديد في العام 2017.

ولم تقتصر المصائب التي أصابت هذا القطاع على هذه الشركات، إذ شهد العام 2016 عملية الإغلاق النهائي لتصنيع هواتف بلاكبيري من قبل الشركة الكندية ريسرش اين موشين.

وستركز الشركة حصراً على عملية تصنيع البرامج، في حين ستتولى أطراف خارجة عن الشركة عملية التصنيع. وتهدف هذه الخطوة بشكل أساسي للحد من الكلف التي تتكبدها الشركة، خصوصاً أمام نسبة مبيعات منخفضة جداً تكاد لا تصل إلى 4 ملايين جهاز خلال العام كله. ما يعني أن حصتها السوقية لا تصل إلى 1% من سوق الهواتف الذكية في العالم.

ورغم معاناة شركة سامسونغ، إلا أن المصنع لنظام التشغيل أندرويد زاد من وقع الأزمة على الشركة. إذ أعلنت غوغل عن دخولها سوق الهواتف الذكية من خلال هاتف بيكسل. ولا تعد هذه التجربة هي الأولى لها في سوق الهواتف الذكية، إذ سبق لها الاستحواذ على شركة موتورولا وأسهمت في إنتاج سلسلة نيكسوس، ولكن التجربتين فشلتا في ايصال غوغل إلى عرش الهواتف الذكية.

وبعيداً من الأخبار السلبية، بدأت شركات جديدة بالدخول وبقوة إلى سوق الهواتف المحمولة. إذ ارتفعت مبيعات هواتف شركة هاواوي الصينية بشكل كبير في النصف الأول من العام 2016، مدعومة من سلسلة الهواتف الجديدة التي أصدرتها، بنحو 40% لتسجل نحو 39 بليون دولار، لتسجل في النصف الثاني من العام مبيعات تصل إلى 32 بليون دولار. وهذه أعلى نسبة مبيعات تسجلها الشركة في سبع سنوات.

والحال أن التكنولوجيا الجديدة تحاول دخول مجالات أخرى على رأسها "انترنت الأشياء" والسيارات ذاتية القيادة، إذ طغت هذه المنتجات، خصوصاً منتج المساعد الشخصي الذكي من أمازون اليكسا، على كثير من المنتجات التي عُرضت في مؤتمر التكنولوجيا "سي ايه اس" الذي أقيم في لاس فيغاس.

هذا التحول في المسار التكنولوجي من شأنه ترسيخ الفكرة القائلة إن الهواتف الذكية وصلت إلى نهاية تطورها، في حين أن مستقبلها سيقوم حصراً على التعديلات بعدما كانت ترتكز على الابتكارات. لكن هذا التحول لا يعني أن الهواتف الذكية ستصبح في خبر كان، بل إن مبيعاتها سترتفع بشكل ملحوظ في السنوات القليلة المقبلة مدعومة بالابتكارات والاختراعات التي سيتطلب عملها وجود هواتف ذكية.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها