السبت 2017/02/11

آخر تحديث: 10:10 (بيروت)

ما هي مقومات عالم الألعاب الخفي؟

السبت 2017/02/11
ما هي مقومات عالم الألعاب الخفي؟
السوق يتجه إلى ألعاب السباقات والرياضة والحرب (Getty)
increase حجم الخط decrease

ملايين البشر يملكون اليوم أجهزة ذكية. يجولون في المتاجر بصورة يومية بحثاً عن تطبيقات مقسمة حسب النوع تروي ظمأهم. يحمّلون بعضها ويتركون كثيراً منها. لكن تطبيقات الألعاب غالباً ما تكون الأكثر تحميلاً وشعبية على مستوى العالم.

ولعل كثيرين من المستخدمين يملكون بعض الألعاب البسيطة على أجهزتهم الذكية. يتعلقون بها تارة ويهملونها طوراً. إلا أن الأكيد هو أن هذا النوع من التطبيقات من أكثر الأنواع صعوبة في مجالات برمجة التطبيقات.

فالمستخدم غالباً ما يحكم على تطبيق الألعاب من اللحظة الأولى، فإما يتعلق بها، وإما يقوم بمحوها من هاتفه. إذ لا يحتمل هذا النوع من التطبيقات الاطالة، خصوصاً أنه يتعامل مع أصناف غير محددة من البشر تختلف طبيعة تعلقها وارتباطها بهذه التطبيقات.

ونظراً لهذه العوامل، فإن الاستثمار في مجال الألعاب المخصصة للأجهزة الذكية ضئيل نسبياً، خصوصاً في لبنان. إذ يتميز هذا القطاع بأنه يمكن أن يحقق أرباحاً ضخمة، إنما نسبة الفشل فيه عالية جداً.

لهذا يعمل المطورون بشكل مستمر على مراحل مختلفة في صناعة الألعاب. فأولاً يجب البدء بفكرة قوية يمكن أن تحظى بمستخدمين، مع دراسة امكانية تطبيقها في العالم الافتراضي. بعدها تبدأ رحلة البرمجة والتصميم لتفاصيل اللعبة. فهل فكر أحد منا في حجم التفاصيل المهولة المصممة في لعبة ما؟ على الأرجح أن معظمنا لم يلحظ وجودها. لكن هذه التفاصيل هي ما تجعل اللعبة أكثر واقعية، ما يعني أكثر استخداماً.

بعد رحلة التصميم والتنفيذ الشاقة، تبدأ عملية التجربة. إذ تلجأ كل شركات الألعاب إلى توظيف أشخاص تقتصر مهمتهم على اللعب وابداء الآراء والملاحظات، خصوصاً إذا ما كانت اللعبة تتطلب مهارة المستخدم الشخصية.

أما في حال كانت اللعبة تقوم على مبدأ الخيارات المتعددة، فإن الشركات غالباً ما تلجأ إلى الآلات التي تقوم بتجربة جميع الخيارات والنتائج التي تفضي إليها للتأكد من عمل كل أجزاء اللعبة وخياراتها.

وفور الانتهاء من هذه المرحلة، تقوم الشركة بعرضها في الأسواق الالكترونية. لكن المهمة لا تقتصر عند هذا الحد. فبعد هذا الجهد المضني، الذي قد يستغرق سنوات في بعض الحالات، تقوم الشركات بدراسة ردود فعل المستخدمين على اللعبة.

وتبدأ عملية الدراسة أولاً على الوقت الذي يمضيه المستخدم في اللعبة يومياً وأسبوعياً وشهرياً، كما يتم احتساب المدة المطلوبة لكل مستخدم لاجتياز مرحلة معينة، بهدف معرفة مدى صعوبتها أو سهولتها.

فصعوبة المرحلة أو سهولتها في أي لعبة عاملان إضافيان في نجاح أي لعبة في هذا السوق. إذ يجب أن تتسم معظم المراحل بالصعوبة التي لا تصل إلى حد التعجيز، إضافة إلى السهولة التي لا تصيب بالملل. وذلك لجذب المستخدم واستمراره في اللعبة أطول قدر ممكن.

وتعتبر هذه العوامل وغيرها من أساس صناعة الألعاب في العالم ولبنان، وفق مؤسس شركة فلافل لألعاب الأجهزة الذكية فنسان غصوب.

ويشير غصوب، في حديث إلى "المدن" على هامش مؤتمر الألعاب الذي نظمته شركة آراب آركايد للتعريف عن هذا القطاع في لبنان، إلى أن القطاع في لبنان مشابه لأي قطاع آخر. إذ لا يمكن قياسه بالمقارنة مع القطاع العالمي، خصوصاً أنه في مجال الالعاب عموماً لا توجد حدود جغرافية أبداً. إذ يعتبر السوق "حلبة" مفتوحة لكل المطورين والشركات، التي تتنافس في ما بينها وتحاول جذب أكبر عدد ممكن من المستخدمين.

ويشير غصوب إلى أن توجهات السوق في المرحلة الحالية تتمحور حول أنماط معينة من الألعاب، أبرزها السباقات والرياضة، إضافة إلى ألعاب الحرب. لكن هذا لا يعني أن الأنماط الأخرى لا تلقى النجاح اللازم، ضارباً بلعبة "بو" التي انطلقت من لبنان وحققت نجاحاً عالمياً مثالاً. فهذه التوجهات لا تعني أن كل الألعاب التي تندرج تحت هذه الفئة ستنجح حكماً. فعالم الألعاب عالم معقد جداً وواسع المنافسة فيه صعبة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها