هذه تكلفة المائدة الميلادية

تختار غالبية العائلات اللبنانية المنزل مكاناً لتمضية ليلة عيد الميلاد، وذلك لاعتبارات عدة أولها  لم شمل العائلة، وثانيها تجنب تكبد مبالغ طائلة على سهرات الفنادق والمطاعم التي تتنوع أسعارها بتنوع برامجها ومواسمها.

وتختلف السهرات المنزلية ليلة الميلاد عن غيرها من السهرات والجمعات العائلية، إذ تحضر فيها المائدة بقوة إلى جانب الهدايا والزينة المخصصة للمناسبة. وبعيداً مما تتكلفه العائلة اللبنانية على الزينة والهدايا، هناك أنواع ومواد غذائية تتلازم ومائدة عيد الميلاد ونادراً ما تغيب عنها، فما هي تكلفتها وهل سجلت أسعارها ارتفاعاً مع اقتراب موعد الميلاد؟

ترتكز مائدة عيد الميلاد على أطباق رئيسية مع بعض التغييرات بما يتناسب وموازنة العائلة. وتتصدر تلك الأطباق الحلويات وتحديداً Bûche de Noël المقتبس من التراث الفرنسي، وهو مصنوع من الشوكولا على شكل جذع شجرة. ولا يقل سعر القالب منه المخصص لنحو 8 أشخاص عن 40 دولاراً، أي 60 ألف ليرة. ويصل في بعض الباتيسري إلى 100 ألف ليرة.

ويتربّع الديك الرومي المحشي وسط غالبية الموائد الميلادية، إلا أن تكلفته الباهظة التي تقارب في موسم عيد الميلاد 100 دولار أميركي (150 ألف ليرة)، فإن كثيراً من العائلات اللبنانية تلجأ إلى استبدال الديك الرومي بالدجاج المحشي الذي لا تتجاوز قيمته 30 ألف ليرة.

ولا تخلو أي من الموائد اللبنانية في عيد الميلاد من الكبة اللبنانية (يراوح كيلو اللحوم بين 15 و25 ألف ليرة بحسب المناطق) وورق العنب والفتوش، أو أي نوع آخر من السلطات والمتبلات وغيرها من مقبلات المازة اللبنانية التي لا تتجاوز تكلفتها 50 ألف ليرة.

أما المعجنات (12 قطعة صغيرة من أصناف عدة لا تقل قيمتها عن 7000 ليرة)، فلا تغيب عن المائدة الميلادية كما اللحوم المقددة (سعر الكيلو نحو 40 ألف ليرة). أما الحاضر الدائم على مائدة الميلاد لدى الفئات الاجتماعية كلها فهو النبيذ الأحمر (يبدأ سعر زجاجة النبيذ من 13 ألف ليرة ولا ينتهي عند 150 ألف ليرة وأكثر بحسب الشركة المصنعة وتاريخ الإنتاج)، والكستنا ( قرابة 15 ألف ليرة).

ولا ننسى أنواع الأجبان التي يترافق وجودها مع النبيذ على المائدة الميلادية، لاسيما الأجبان الأوروبية مثل Emmental وRoquefort وCheddar التي لا يقل سعر الـ200 غرام من أحد أنواعها عن 7000 ليرة.

والنتيجة أن مائدة متواضعة لعائلة لبنانية ليلة عيد الميلاد تقارب تكلفتها 450 ألف ليرة كمعدل وسطي. واللافت هو أن أسعارالمنتجات الغذائية المطلوبة في موسم الميلاد لم تشهد ارتفاعات تذكر في الأيام الأخيرة، لكنها كانت قد ارتفعت عقب إقرار سلة الضرائب وحافظت على ارتفاعها منذ ذلك الحين.

استقرار الأسعار على ارتفاعها يؤكده رئيس جمعية حماية المستهلك الدكتور زهير برو في حديث إلى "المدن"، فأسعار المواد الغذائية لم ترتفع منذ نحو شهر رغم اقتراب عيد الميلاد لأنها أخذت مداها بالارتفاع في الفترة الماضية. وينصح برو المستهلكين بالافادة من العروض والأسعار المنافسة التي تقدمها بعض المتاجر الكبيرة بسبب تراجع حركة الاستهلاك.