الأربعاء 2017/10/04

آخر تحديث: 09:25 (بيروت)

كارلوس غصن: هكذا يكون رجل الأعمال الناجح

الأربعاء 2017/10/04
كارلوس غصن: هكذا يكون رجل الأعمال الناجح
العالم اليوم بات في قبضة الإنسان الناجح الذي يطمح للوصول إلى العالمية (المدن)
increase حجم الخط decrease

"هناك العديد من الفرص الآتية والمتاحة في لبنان والخارج، في ظلّ كل الذكاء الاصطناعي والتطور التكنولوجي المتسارع والمستمرّ". عباراتٌ لا ينفكّ رجل الأعمال اللبناني الأصل كارلوس غصن، رئيس مجلس إدارة والرئيس التنفيذي لتحالف رينو- نيسان- ميتسوبيشي، عن تكرارها وتأكيدها، مشدّداً في حوار مع تجمع رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم، الثلاثاء في 3 تشرين الأول، في الأشرفية، على أنّ "أهم السّبل المتاحة للوصول إلى العالميّة، تكمن في الاستفادة من الابتكارات التكنولوجية".

فهذا الإنسان الذي كرّس معظم حياته المهنية لخدمة صناعة السيارات، انطلاقاً من شغفه بالسيارات نفسها وبتصاميمها وتقنياتها، وانطلاقاً من قصة نجاحه العالمية في مجال تصنيع السيارات، يستغرب "إمكانية أن يخيفنا كلّ التقدم التكنولوجي المرتقب"، مؤكداً "أهمية أن نتلقّفه". فغصن يعتبر دائماً أنّ "سرّ نجاحه يكمن في اندفاعه اللامحدود"، داعياً رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم "إلى العمل بجهد والتواصل مع دول العالم، وأن يضعوا نصب أعينهم أن لبنان المقيم ولبنان المغترب يشكلان عالماً من التواصل والأعمال والاستثمارات الناجحة. فلا ينقص الشركات اللبنانية المعرفة والعلم والثقافة والخبرات الطويلة، وفن التواصل مع الآخرين".

مما لا شكّ فيه أنّ لقاء رجلٍ استثنائي مثل كارلوس غصن في بلده الأم- لبنان، يشكّل فرصة مميزة، بل فريدة من نوعها. فالتعرّف إلى سرّ هذا الرجل مغامرة لا تخلو من الإثارة والتشويق، خصوصاً أنه يستحيل أن يجد أحد خلال البحث الإلكتروني والأرشيفي عنه، كلمة واحدة خارج إطار سيرته المهنية. إلا أنّ ما يتّفق عليه كثير من اللبنانيين هو أن هذا الرجل يمثّلهم ويبقى بالنسبة إليهم رمز النجاح ونموذجاً للمثابرة والأمل بمستقبل أفضل. فأساليب الإدارة الخاصة به، فضلاً عن الرؤيا وكل الاستراتيجيات التي يملكها، وروح القيادة التي يتمتع بها، يجب ألا تشكّل درساً لرجال الأعمال اللبنانيين فحسب، بل لكل رجال الأعمال في العالم.

نجح غصن بإعادة هيكلة شركات كبيرة من جنسيات مختلفة. ولطالما عُرِف بقدرته على إظهار مرونة كبيرة وحرصه على مواجهة أزمات اقتصادية ومالية وسياسية وحتى أمنية، ولطالما حرص على إنجاز المهمات المستحيلة، مؤكداً أنه "عندما تتوفر لدينا المهارة والإرادة والعزيمة، فلا شيء يستطيع أن يمنعنا من الوصول إلى مبتغانا، وتحويل الهزائم إلى نجاحات وإنجازات".

يعتمد غصن في إدارته الشركات الثلاث المسؤول عنها على كثير من البراغماتية. ويعوّل على أشخاصٍ جديرين يشكّلون فرق العمل معه. ما يجعل الأمر يتحقق بانسيابية، مؤكداً أنّ "هذا العمل لا يناسب الحالمين. فمن يبحث عن عالم خيالي مكتفياً بمشاهدة أحلامه من دون تحريك أي ساكن، لن ينجح يوماً في عمله".

ويشير غصن إلى أنّ "الخطر الأكبر الذي نواجهه اليوم يكمن في مشكلة الديون الكبيرة للدول حول العالم. ما يوجب عليها تحديات كبيرة تجاه التوصّل إلى التنمية، وأمامها مراحل طويلة من الاصلاحات في هذا الشأن"، مشيراً إلى أن "الشركات الكبرى العملاقة باتت أهم من الدول، واستراتيجية الدول المعتمدة هي التنمية والنمو وأخيراً مواكبة التكنولوجيا والتطور الحديث والتواصل من خلال عالم الانترنت الذي بات يعتبر العالم قرية صغيرة". ويوضح أن "الهند واليابان والصين ليست بعيدة من الشرق الأوسط. والقرارات المصيرية باتت تتخذ اليوم بأسرع ما يمكن في سبيل انقاذ الشركة أو العمل الذي يتعرض لمشكلة أو أزمة مالية معينة".

ويختم غصن مشدداً على أنّ "العالم اليوم بات في قبضة الإنسان الناجح الذي يطمح للوصول إلى العالمية، شرط توفر عناصر الثقة والخبرة والدراسات الناجعة التي تحدد المخاطر والأولويات"، ومعلقاً أهميته على "رجال الأعمال اللبنانيين في العالم، الذين بوسعهم التفوق والتواصل في مجالات أعمالهم المنوعة، كل ذلك لأن اللبناني إنسان ماهر وذكي ويستطيع أن ينجح مهما كانت الصعوبات".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها