الأربعاء 2017/01/25

آخر تحديث: 11:41 (بيروت)

زيتون درعا حطب للتدفئة

الأربعاء 2017/01/25
زيتون درعا حطب للتدفئة
زادت أسعار زيت الزيتون بمستويات غير مسبوقة (المدن)
increase حجم الخط decrease

تسببت فوضى قطع الأشجار في محافظة درعا بإلحاق ضرر بالغ بزراعة الزيتون التي تشتهر بها المحافظة، حيث كانت شجرة الزيتون في مقدمة الأشجار المستهدفة من أجل استخدامها في التدفئة. ما أدى إلى زيادة سعر زيت الزيتون إلى مستويات غير مسبوقة.

كان أسامة أبوعمر يملك مزرعة في طريق غرز الواقعة شرق مدينة درعا، فيها أكثر من 400 شجرة زيتون. قبل اندلاع الثورة السورية، في العام 2011، كانت المزرعة تؤمن مردوداً جيداً له، إلا أنها غدت أرضاً قاحلة، بعدما اختار أن يحول أشجاره إلى حطب للتدفئة.

يقول أبوعمر لـ"المدن" إنه لجأ إلى هذا الخيار، لأنه لم يعد بمقدوره "تأمين الرعاية المناسبة للأشجار بسبب ارتفاع أسعار الوقود، خصوصاً المازوت". يضيف: "يصل سعر الليتر الواحد منه إلى 300 أو 400 ليرة سورية. وبذلك، فإن كلفة عملية ري المزرعة لمرة واحدة تحتاج إلى مبلغ كبير من الصعب تأمينه هذه الأيام".

ونتيجة عدم تمكنه من الاهتمام بالمزرعة جفّت جذور الأشجار. "بات قطعها وبيعها حطباً حلاً أفضل، بعدما كان موسم الزيتون السنوي يؤمن مردوداً مالياً يقدر بمئات الآلاف"، يقول أبوعمر.

وكانت زراعة الزيتون تحتل المرتبة الأولى في درعا، حيث بلغت المساحات المزروعة بشجر الزيتون نحو 30507 هكتارات، أي نحو 6,4 مليون شجرة. وبحسب المهندس الزراعي سامر الحمصي، الذي عمل في مديرية البحوث الزراعية ومديرية الزراعة في درعا، فإن إنتاج الأشجار في درعا بلغ "ما بين 65-75 ألف طن من الزيتون، و10-15 ألف طن من الزيت". لكن خلال السنوات الخمس الماضية انخفض الإنتاج ليصل إلى 25 ألف طن من الزيتون، و3 آلاف طن من الزيت فقط.

يضيف الحمصي: "لا يوجد حالياً احصاءات دقيقة لأعداد الأشجار، ولاسيما أن موجة من عمليات التحطيب طالت العديد منها، لقلة مياه الري وتراجع الرعاية". ويوضح أن "تراجع إنتاج القطاع الزراعي في المحافظة، أدى إلى قلة العرض في الأسواق. ما أدى إلى ارتفاع أسعار المنتجات الحيوانية والنباتية بشكل كبير، مع ضعف الموارد المالية لدى العائلات، لاسيما محدودة الدخل". وهذا الأمر كان سبباً رئيساً في تقهقر المساحات الخضراء بشكل عام.

لكن لجوء السكان إلى الحطب بديلاً من مواد التدفئة التقليدية، مثل المازوت أو التدفئة الكهربائية، أوجد مهنة جديدة، هي التحطيب. يقول أبو علي أحد الشبان الذين امتهنوا هذه المهنة منذ ثلاث سنوات، وقد باتت هذه المهنة مصدر رزق له ولأسرته، لـ"المدن"، إن الحرب فرضت على السكان "واقعاً إقتصادياً جديداً أدى إلى استبدال مهن بأخرى تتناسب مع الظروف الحالية". يضيف: "بعد إغلاق معبر نصيب الحدودي مع الأردن، وتوقف طرق التجارة الخارجية بين سوريا ودول الجوار، تخليت عن مهنتي السابقة، وتحولت إلى التحطيب، وقد بدأته بقطع أشجار الزيتون في مزرعتي لعدم قدرتي على العناية بها، وبعتها حطباً للتدفئة".

يضيف أبو علي: "غلاء الوقود، خصوصاً المازوت، دفع معظم الأهالي إلى الاعتماد على الحطب لتوفير التدفئة خلال فصل الشتاء"، حيث يراوح سعر الطن الواحد منه "بين 65 و75 ألف ليرة سورية".

تجدر الإشارة إلى أن القطع الجائر للأشجار تسبب بارتفاع سعر صفيحة الزيت بنحو 10 أضعاف، حيث بلغ سعرها 25 ألف ليرة سورية في الموسم الحالي، في حين أن سعرها في العام 2011 لم يكن يتجاوز 2500 ليرة سورية.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها