الأربعاء 2017/01/18

آخر تحديث: 00:10 (بيروت)

تعثّر صفقة بنك الجمّال وإنترا: ماذا يجري في الكازينو؟

الأربعاء 2017/01/18
تعثّر صفقة بنك الجمّال وإنترا: ماذا يجري في الكازينو؟
مبادرة إنترا لشراء بنك الجمال من طريق بنك التمويل (المدن)
increase حجم الخط decrease
ترددت معلومات عن "صفقة" تُعد في مصرف لبنان تتعلّق بجمّال ترست بنك JTB الذي يترأس مجلس إدارته أنور الجمال، وسط تلميحات إلى أن الصفقة تشوبها تجاوزات قانونية ويضلع في تفاصيلها شخصيات محسوبة على أحزاب ومراجع سياسية.

ورغم نفي مصدر رفيع في بنك الجمال في اتصال مع "المدن" أن يكون لدي البنك أي نية للبيع في الوقت الراهن، إلا أنه لم يؤكد أو ينفي أي عرض تقدّمت به شركة إنترا للاستثمار في سبيل تملك البنك والاستحواذ عليه.

نفي مصادر البنك أكدها أيضاً مصدر مصرفي في حديث لـ"المدن"، ولكنه كشف عن صفقة البيع التي من المُحتمل أن تفتح الباب على "فضيحة" تتعلق بوضع شركة إنترا ومن بعدها شركة كازينو لبنان.

وفي التفاصيل، فإن شركة إنترا للاستثمار التي يترأس مجلس إدارتها محمد شعيب، تحاول منذ مدة التوصل إلى اتفاق مع إدارة بنك الجمال لتملّكه. وقد دارت قيمة العرض في دائرة 130 مليون دولار، لكن الصفقة لم تتم حتى اللحظة ومن المستبعد أن تتم في وقت قريب، فما هي الأسباب؟

قبل الدخول في الأسباب الرئيسية لا بد من المرور على وضع شركة إنترا للاستثمار، فأسهم الشركة موزعة على الشكل الآتي: 10% للدولة اللبنانية، 35% لمصرف لبنان، نحو 8% موزعة بين بنك الكويت الوطني ومستثمرين كويتيين و3.15% لشركة قطر للاستثمار، والأسهم الباقية أي أكثر من 43% موزعة على شركات وأفراد مختلفين). ما يعني أن مصرف لبنان هو المساهم الأكبر في الشركة، وهو وبالتالي ممثل في مجلس إدارتها. ولكن من المعلوم أن رئيس مجلس إدارتها محمد شعيب من المحسوبين على رئيس مجلس النواب نبيه بري. ما يعني أن القرارات والاستثمارات المهمة التي تدخل بها شركة إنترا تتم غالباً بموافقة "سياسية".

ولأن وضع شركة إنترا المالي "دقيق" وفق المصدر، عمد مجلس إدارتها منذ سنوات إلى العمل على مراكمة موجوداتها، من طريق بعض الاستثمارات في عدد من المناطق داخل بيروت وخارجها، ولكن عجز إنترا عن تأمين أموال بعض الاستثمارات، استوجب من مصرف لبنان إعطاء الضوء الأخضر لتأمين التمويل المطلوب عند حاجته وذلك من منطلق اهتمامه بتطوير موجودات إنترا كون مصرف لبنان المساهم الأكبر في رأسمالها. ما يعني أن "صفقة" بنك الجمال المُفترضة سيتم تمويلها من قبل مصرف لبنان.

وقد جاءت مبادرة إنترا للاستثمار لشراء بنك الجمال، من طريق بنك التمويل الذي تملك أكثر من 97% من أسهمه أي أنه تابع لإنترا (وهو مصرف استثماري وليس تجارياً، وهو محسوب أيضاً على الرئيس بري، الذي يشرف شخصياً على تعيين مجلس إدارته بالتنسيق مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، ويشغل محمد شعيب منصب عضو مجلس إدارة في بنك التمويل).

ليست تلك التفاصيل عن إنترا وبنك التمويل سوى للاضاءة على مدى سيطرة قرار المرجعية السياسية على المؤسستين، ولكن السبب الرئيس وراء "تعليق" صفقة بيع بنك الجمال يعود إلى الوضع المالي والإداري لشركة إنترا، التي من المُرتقب فتح ملفها في وقت قريب.

فحسابات أرباح شركة إنترا وخسائرها تغيب عن مصرف لبنان منذ العام 2002. ومجلس إدارتها منتهي الصلاحية منذ أكثر من 6 سنوات، ولكن من المرتقب انتخاب مجلس إدارة جديد خلال الشهر المقبل، في إطار التوافقات السياسية الحاصلة في البلد من جهة، واستباقاً لمبادرة رئيس الجمهورية ميشال عون في فتح ملف كازينو لبنان وشركة إنترا من جهة أخرى، ولاسيما أن عون كان قد تعهد في بداية عهده أن يفتتح ملفات الفساد بملف كازينو لبنان وإنترا.

إذاً، فشركة إنترا وبنك التمويل التابع لها أصبحا، وفق المصدر، خارج الصفقة، ريثما يتم "تنظيف" (بحسب تعبيره) المؤسستين، إذ يمكن حينها أن نشهد استحواذاً من بنك التمويل على بنك الجمال.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها