الأحد 2017/01/15

آخر تحديث: 12:35 (بيروت)

فنادق سوريا لم تعد للسياحة.. وإنما للاستحمام

الأحد 2017/01/15
فنادق سوريا لم تعد للسياحة.. وإنما للاستحمام
تتلقى الفنادق في دمشق اتصالات تستفسر عن توفر المياه والكهرباء (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease

يعيش سكان دمشق أزمة فقدان مياه هي الأشد من نوعها منذ بدء الحرب في سورية حيث تنقطع المياه لمدة ثلاثة أيام متتالية، لتأتي بعد ذلك لفترة لا تتجاوز الساعتين. ومع تزامن انقطاع الكهرباء مع فترة ضخ المياه وفق الفترات التي تحددها المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي في محافظة دمشق بشكل يومي، فإن قسماً كبيراً من سكان بعض الأحياء لا يحصلون على حصتهم من المياه.

الحديث عن المياه هو الشغل الشاغل للسوريين في دمشق. ومع البحث عن مصادر للمياه كان التوجه نحو الفنادق هو أحد الحلول لقضاء الحاجات اليومية: الاستحمام على سبيل المثال. فبعد مضي زمن على الأزمة وتوقف الحركة السياحية في سورية تحوّلت الفنادق إلى ما يشبه أماكن السكن للنازحين. واليوم هي ملجأ كثيرين بحثاً عن المياه المفقودة في المنازل.

يؤكد عدد من العاملين في فنادق داخل العاصمة، عن تلقيهم، يوميّاً، اتصالات من سوريين يستفسرون عن توفر المياه والكهرباء في الفندق.

مسؤوله الحجوزات في أحد الفنادق وسط العاصمة، تتحدث لـ"المدن"، أن ما نسبته 5 إلى 10% من حجوزات الفندق هي لأشخاص انقطعت المياه في منازلهم وتوجهوا نحو الإقامة في الفنادق للاستحمام، حيث يتم استئجار غرفة لساعات عدّة أو ليوم. وتضيف مسؤولة الحجوزات أن زوجات المديرين في الفندق، وهن من سكان مناطق (الروضة- المالكي) من نزلاء الفندق للغاية نفسها، لكنها تصف بأن حال بعض الفنادق ليس بالشكل الأفضل. فمع أزمة المازوت تفتقد الفنادق للتكييف والمياه الساخنة.

وفي السياق، تقول نادية مديرة الحجوزات في فندق آخر إن نحو 40% من نزلاء الفندق هم من سكان العاصمة يقصدون الفندق بحثاً عن مكان تتوفر فيه المياه. وتوضح أن الفنادق هي المكان الأمثل في هذه الحالة لأن لها وضعاً خاصاً يراعى طبيعة عملها، ورغم ذلك، غالباً لا تنقطع المياه عنها. وتبقى قادرة على تلبية الحاجات التي تفرضها طبيعة الأوضاع التي تمر بها العاصمة هذه الأيام.

يراوح أجر غرفة في فندق بين 15 و20 ألف ليرة سورية، أي نحو (40 دولاراً). يقول حسن موظف استقبال في فندق في منطقة المرجة، إن معظم نزلاء الفنادق في هذه المنطقة هم من القادمين من المحافظات الأخرى، ولاسيما المحافظات الشرقية. ويذكر حالة واحدة "حيث قامت إحدى السيدات بالاتصال بنا والسؤال عن توفر المياه في الفندق، ثم جاءت إلينا وحجزت غرفة".

وهناك حالات كثيرة يشير إليها العاملون في الفنادق، تتضمن الاستفسار عن توفر المياه والكهرباء. ما يرجّح أن الأيام المقبلة ستشهد طلباً على الفنادق من سكان العاصمة، فيما لو استمرت أزمة المياه. وهذا ما توحي به تصريحات المسؤولين عن قطاع المياه، بأن لا إطار زمنياً لحل أزمة المياه وأنه يتم تعويض سكان دمشق من خلال خطة الطوارئ.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها