ترامب عاصفة في الأسواق الأميركية

تثير خطط الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب حالاً من الارتباك في الأسواق الأميركية، مع اقتراب موعد تسلمه الرئاسة رسمياً في 20 كانون الثاني/ يناير، ولم يقتصر الارتباك على تذبذب التداولات بما فيها سعر العملة، إنما تعداها إلى تهديد التصنيف الائتماني المرتفع الذي تتمتع به الولايات المتحدة.

بعد بدء العد العكسي لتسلم ترامب مهماته بدأت العاصفة المالية– الإقتصادية تهب على واشنطن، انطلاقاً من تصريحات مدير التصنيفات السيادية لدى فيتش، إد باركر، الذي أكد أن خطط الرئيس الأميركي المنتخب لخفض الضرائب قد تهدد التصنيف الائتماني للولايات المتحدة البالغ AAA على المدى المتوسط، وصولاً إلى تراجع سعر الدولار.

وتوقع باركر في مؤتمر سنوي للوكالة بخصوص التوقعات الائتمانية "زيادة الضغوط على تصنيف الولايات المتحدة على المدى المتوسط".

وحتى قبل الانتخابات فإن الولايات المتحدة، وفق فيتش، لديها أعلى مستوى من الديون الحكومية لأي دولة ذات تصنيف AAA، "وإذا أضفنا خطط ترامب لخفض الضرائب بنحو 6.2 تريليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة، فإن ذلك قد يضيف نحو 33% إلى الديون الأميركية الحكومية".

أما العملة الأميركية فتتجه إلى مزيد من الإنخفاض بموازاة استمرار الارتفاع في أسعار النفط، وذلك بسبب فقدان الثقة في أن تدفع سياسات ترامب التضخم للارتفاع. وهي التكهنات التي هيمنت على الأسواق منذ انتخابه رئيساً.

وقد هبط الدولار إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع دون 114 يناً، ليتجه صوب تسجيل أسوأ أداء أسبوعي منذ تشرين الثاني/ نوفمبر. وهبط مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من ست عملات رئيسية بنسبة 0.8% إلى 100.98 نقطة، وارتفع  اليورو مقابل الدولار بنسبة 0.6% إلى 1.0645 دولاراً.

وقفزت أسعار النفط أكثر من 2.5% مسجلة أكبر مكاسبها اليومية في أكثر من شهر، بدعم من انخفاض الدولار عقب المؤتمر صحافي الذي عقده ترامب منذ يومين.

وحتى الأدوية لم تسلم من العاصفة، إذ هز الرئيس الأميركي المنتخب صناعة الأدوية بعد تصريحات تعهد فيها بخفض أسعار منتجاتها، فأقبل كثير من المستثمرين على بيع أسهم شركات الأدوية، بعدما انتقد ترامب تلك الشركات بسبب ارتفاع الأسعار التي تفرضها على العقاقير الطبية.

وعلق ترامب على الحاجة إلى أسعار تنافسية للأدوية، مشيراً إلى أن شركات الأدوية تفرض أسعاراً مرتفعة على العقاقير الطبية. ما أدى إلى هبوط مؤشر قطاع الرعاية الصحية الأوروبي 0.7%.

وتعهد ترامب بالغاء برنامج "أوباما كير" الصحي، الذي يراه كثيرون أحد إنجازات الرئيس باراك أوباما.