الأحد 2016/07/24

آخر تحديث: 08:33 (بيروت)

خريطة الغاز السورية: متغيرات الهيمنة والإستثمار

الأحد 2016/07/24
خريطة الغاز السورية: متغيرات الهيمنة والإستثمار
النظام يفقد السيطرة على معظم حقول النفط والغاز (Getty)
increase حجم الخط decrease
تسعى حكومة الأسد لإسترجاع بعض طاقتها في انتاج الغاز، التي تلاشت بسبب وقوع معظم منابع الطاقة بيد "داعش"، فافتتح وزير النفط السوري، الثلاثاء 19 تموز/ يوليو الجاري، وبطريقة احتفالية بئر أبو رباح في ريف حمص الجنوبي الشرقي، ليضيف هذا الحقل رقماً انتاجياً متواضعاً يراوح بين 200 و300 ألف متر مكعب من الغاز يومياً. في الأثناء، يبقى حقل الشاعر، الذي ينتج نحو 3 ملايين متر مكعب من الغاز يومياً، أكبر حقول الغاز السورية خارج الخدمة. ويضم الشاعر 6 آبار غاز و3 نفط، ويصل غازه المنتج عبر أنابيب طولها 77 كلم، إلى محطة للمعالجة تقع في منطقة الفرقلس (أو ما يسمى معمل غاز جنوب المنطقة الوسطى).

يأتي هذا الإفتتاح قبل شهرين من موعد إنتهاء حفر بئرين جديدتين، هما أبو رباح 13 و14. وتراوح تقديرات الإنتاج لكل بئر بين 150 و200 ألف متر مكعب يومياً. وهي "كميات جيدة ستشكل رافداً إضافياً لتغذية محطات الطاقة الكهربائية بالغاز الحر"، وفق ما تعرضه وزارة النفط على موقعها الإلكتروني.


الضربة القاصمة
تلقت البنية التحتية في حقل الشاعر مطلع تموز/ يوليو 2016 ضربة من داعش، إذ فجّر التنظيم محطة لتجميع الغاز في الحقل، طاقتها التخزينية 2.8 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي. وتم خلال العملية التي بثتها وكالة "أعماق"، تفجير أنابيب نقل الغاز ومحطات المعالجة والضخ. وتأتي هذه الضربة في وقت يتراجع إنتاج الغاز في سوريا من مستوياته القياسية المسجلة في 2011 عند حافة 30 مليون متر مكعب يومياً إلى 10 ملايين متر مكعب يومياً، والمسجلة خلال النصف الأول من العام الجاري، وفق وزير النفط السابق سليمان عباس، في حزيران/ يونيو الماضي.

وسيطر "داعش"، في أيار/ مايو الماضي، على معظم حقول الغاز القريبة من تدمر في ريف حمص الشرقي، كحقلي الهيل والأرك. فيما يعتبر حقل الشاعر أكبرها، وهو ما انعكس سلباً على إنتاج الكهرباء. مع الإشارة إلى أن محطات التوليد السورية تعتمد على الغاز لتوليد الكهرباء بنسبة 90% (البقية من الفيول المستورد)، وفق تصريحات نقلتها الصحف المحلية عن وزير النفط الجديد على غانم.

جغرافيا "التوليد"
العجز في ميزان الطاقة السوري مستمر. ولا قيمة نوعية لإضافة كميات جديدة من الغاز إلى رقم الإنتاج الكلي، لأن معظم أنابيب النقل بين الآبار ومحطات التجميع تعرضت للتلف نتيجة الأعمال الحربية، وفق عدد من خبراء النفط السوريين، في حديث لـ"المدن".

من جهته، يقول خبير الطاقة لؤي صقار في حديث لـ"المدن" إن نقص الغاز أو الفيول كان العامل الحاسم في تراجع إنتاج الطاقة الكهربائية، من نحو 44 مليار كيلو واط في عام 2010 إلى ما بين 15 و19 مليار كيلو وات حالياً، وبنسبة تراجع تقدر بأكثر من 60%. ويشير صقار إلى أن نظام الأسد يعاني منذ عام 2011 من النقص في التوليد. ويترافق ذلك مع ضعف في خطوط النقل، ونقص في محطات التحويل.

ويوجد في سوريا 11 محطة لتوليد الكهرباء، واحدة في محافظة الحسكة (أقصى شمال شرق) والتيم في دير الزور، ومحطة في حلب هي الأكبر في سوريا، إذ ترفد الشبكة العامة بنحو 20% من إجمالي الطاقة الكهربائية في البلاد. وهذه خرجت عن الخدمة في العام 2013، وما تبقى في المنطقة الوسطى والساحلية والجنوبية (حمص واللاذقية وريف دمشق)، انتجت في 2015، 19 مليار كيلو واط/ ساعة (14 مليار منها منتجة على الغاز). وأكبر محطات الإنتاج هي جندر التي تقدم 27% من الإنتاج، تليها الزارة التي تقدم 23%. والمحطتان تقعان في ريف حمص. وذلك وفق بيانات المؤسسة العامة لتوليد الكهرباء لعام 2015.

هذا التراجع في الإنتاج جراء تضرر المحطات والآبار، أثر على الإقتصاد الوطني العام. وكانت وزارة الكهرباء قدّرت العام الماضي الأضرار غير المباشرة التي ضربت الإقتصاد الوطني نتيجة أزمة الكهرباء، بـ1500 مليار ليرة سورية (نحو 3.1 مليار دولار على سعر الصرف الحالي 480 ليرة لكل دولار). فيما تحتاج إعادة الأمور إلى نصابها، إلى استثمارات تقدر بنحو 20 مليار دولار تنفق على محطات توليد تقليدية ومتجددة.

جغرافيا سيطرة "داعش"
يسيطر "داعش" على أهم منابع النفط وحقول الغاز في سوريا. فأكبر حقول النفط في دير الزور تقع في قبضته، وهي العمر والتيم، بالقرب من مطار دير الزور العسكري. وفي المحافظة نفسها يبسط التنظيم سيطرته على حقل كونيكو للغاز. كذلك، يبسط التنظيم هيمنته على جميع حقول النفط في الريف الشرقي، وهي خشام والتنك والخراطة والحسيان والجفرة وديرم والورد. وفي الريف الغربي، من جهة الرقة، يبسط التنظيم سيطرته على حقل الملح. أما قرب مدينة الطبقة القريبة من الرقة، فيسيطر على حقول الحباري والثورة والجبسة وتوينان في ريف الرقة الشرقي. ومازال "داعش" يتمسك بحقل مركدة النفطي، جنوبي الحسكة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها