الأحد 2016/05/29

آخر تحديث: 14:02 (بيروت)

درعا: موسم الحصاد يطلق سباقاً بين المعارضة والنظام

الأحد 2016/05/29
درعا: موسم الحصاد يطلق سباقاً بين المعارضة والنظام
المزارعون مخيرون في بيع محصولهم إلى مركز الحبوب التابع للنظام أو للحكومة السورية المؤقتة (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease
بدأ المزارعون في درعا حصاد المحصول الصيفي لهذا العام من القمح والشعير، وسط حال من الصراع والتنافس بين مؤسسات النظام والمعارضة على شراء أكبر كمية ممكنة من محاصيل الحبوب. وتشهد القدرة الإنتاجية للمحاصيل انخفاضاً كبيراً هذا العام، زاد عن 35 في المئة مقارنةً مع العام الماضي.

مدير المكتب الزراعي في المجلس المحلي لمدينة درعا سامر الحمصي، قال لـ"المدن"، إن أسباب تراجع الإنتاج تعود بالدرجة الأولى إلى تقلص مساحة الأراضي المزروعة خلال هذا العام مقارنة مع العام الماضي، بالإضافة إلى العجز الحاصل في تنفيذ مخطط المساحات المزروعة المقرر لهذا العام، بعد انتهاء موسم زراعة القمح في المحافظة، حيث بلغت المساحة المنفذة من القمح البعل نحو 51 في المئة من المخطط المقرر، ووصلت المساحة المنفذة من الشعير إلى 52.6 في المئة من المخطط المقرر.


ويؤكد الحمصي وجود العديد من المصاعب الأخرى التي ساهمت في تراجع إنتاج محافظة درعا من القمح هذا العام، أبرزها تقلص مساحات القمح المروية إلى 7 آلاف هكتار مقارنة مع 10.9 آلاف هكتار خلال الموسم الماضي، بالإضافة إلى ارتفاع سعر الوقود، وأسعار الأسمدة الزراعية ومستلزمات المعدات الزراعية، واللجوء إلى الآبار الزراعية الخاصة إثر تلف أقنية الري، وانخفاض معدل سقوط الأمطار، ما تسبب في تضرر محصول القمح البعل بنسبة 75 في المئة جراء الجفاف وحده.

ويوضح أحد المزارعين في قرية نصيب خالد الشريف لـ"المدن"، دور مديرية الزراعة التابعة للنظام السوري في مكافحة محاصيل القمح المتضررة بفأر الحقل وحشرة السونة، بالإضافة إلى تزويد المزارعين بمادة المازوت اللازمة لتشغيل الحصَّادات وتسهيل عمليات نقل المحاصيل الزراعية إلى صوامع الحبوب. في المقابل، ساهمت "المؤسسة العامة لإكثار البذار"، التابعة للمعارضة السورية، بتأمين البذار للمزارعين في المنطقة، وسعت بالتعاون مع "مجلس محافظة درعا الحرة" إلى سد العجز ودعم المزارعين بالحاجات الرئيسية كالوقود وصيانة الآليات وما إلى ذلك.


ويحاول النظام قطع الطريق أمام هيئات المعارضة المعنية بقطاع الزراعة، التي تحاول باستمرار دعم المزارعين. في هذا السياق، يقول مدير مكتب "رابطة أهل حوران" في مدينة درعا عبدالله أبازيد لـ"المدن"، إن النظام يسعى إلى استقطاب المزارعين وشراء محاصيلهم، وذلك من خلال رفع أسعار محاصيل الحبوب لهذا العام، حيث لوحظ ارتفاع سعر كيس القمح إلى 350 ليرة سورية، رغم بيعه بسعر 125 ليرة فقط خلال العام الماضي، فيما يراوح سعر كيلو القمح هذا العام بين 100 و120 ليرة، والشعير بين 140 و150 ليرة، بينما سجل سعر كيس التبن المخصص علفاً للحيوانات ارتفاعاً ملحوظا يراوح بين 1000 و1500 ليرة.

يُشار إلى أن المزارعين مخيرون في طريقة تصريف محاصيل القمح والشعير التي يحصدونها، من خلال بيعها في مركز الحبوب التابع لـ"الحكومة السورية المؤقتة" من خلال مندوبين لها في المنطقة، أو بيعها للمراكز تابعة للحكومة السورية في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها