السبت 2016/12/17

آخر تحديث: 13:34 (بيروت)

الميلاد ورأس السنة: عيدان للكحول والشوكولا والثياب

السبت 2016/12/17
الميلاد ورأس السنة: عيدان للكحول والشوكولا والثياب
تهدئة الأجواء السياسية لعبت دوراً كبيراً في تحريك السوق (Getty)
increase حجم الخط decrease

لا يختلف اللبنانيون عن شعوب العالم لناحية التركيز، في عيدي الميلاد ورأس السنة، على الثياب والشوكولا والكحول، التي تحمل حركة شرائها مؤشرات إقتصادية واجتماعية، تميّز حركة السوق بين عام وآخر، وتدل على القدرة الشرائية للمواطنين، وعلى ميولهم في الإنفاق.

حركة الأسواق اللبنانية في الأيام القليلة التي تفصل بين العامين 2016 و2017، مازالت تحت تأثير الوضع السياسي المأزوم منذ أكثر من سنتين، على وقع الفراغ الرئاسي. وهذا التأثير لم يتبدد حتى مع انتخاب الرئيس ميشال عون. فاستعادة الثقة على المستوى الإقتصادي تحتاج إلى وقت. وما تأثر الأسواق بغياب السياح الخليجيين، سوى دليل على المدة الزمنية الأطول لاستعادة الثقة الإقتصادية.

ورغم جمود حركة الأسواق عموماً، إلا أن لشراء الثياب والشوكولا والمشروبات الكحولية، حركتها الخاصة في موسم الأعياد. وفي هذا الإطار، يمكن التمييز بين حركة شراء الثياب من جهة، وحركة شراء الشوكولا والمشوربات من جهة أخرى، ذلك أن شراء الثياب أقرب ما يكون إلى الحاجات الأساسية، في حين أن الشوكولا والمشروبات أقرب إلى الكماليات، رغم "ضرورتها" في الأعياد.

شراء الملابس في فترة الميلاد ورأس السنة، يكاد يكون سمة عامة لدى المنتمين إلى الطبقتين الميسورة والوسطى. وحركة الزبائن في أسواق العاصمة بيروت تؤشّر إلى نظرة إيجابية لدى المستهلكين. ويؤكد عدد من موظفي فرعي متجرين كبيرين في شارع الحمرا أن "الحركة في هذا الموسم أفضل من الأيام العادية". لكن هذا التفاؤل سرعان ما يتفاوت عندما تصبح المقارنة حول الفترة نفسها بين هذا العام والعام الماضي، اذ تختلف آراء الموظفين حول أفضلية الحركة، من دون أن يختلفوا حول أفضلية الحركة في الأعوام الأربعة الماضية، مقارنة مع العام الحالي.

ويتوقع الموظفون أن تتحسن الحركة "خلال الأسبوع المقبل، مع الإقتراب أكثر نحو عيد رأس السنة". ويعود تفاؤلهم إلى "نسبة التنزيلات التي تتخطى في بعض الأحيان 50%".

من ناحية ثانية، تختلف حركة تجارة الثياب بين المحال الكبيرة التي تبيع ثياباً أقرب إلى "الشعبية"، والمحال التي تبيع "ماركات عالمية" وثياباً ذات نوعية أفضل. فهذا النوع من المحال يشهد حركة أقل من النوع الأول، "لأن عدد الزبائن أقل"، وفق ما يقوله أحد أصحاب تلك المحال. أما التنزيلات التي تراوح بين 50 و70%، فيعيدها صاحب المحل إلى "تغيير البضاعة"، إذ تلجأ هذه المحال إلى عرض قطع معيّنة، لفترة محدودة، وتستبدلها لاحقاً بقطع جديدة. "وهناك أشخاص لديهم أنواع من الملابس، مرغوبة أكثر في فترة الميلاد ورأس السنة، ويسارعون إلى شراء غيرها لاحقاً".

على الضفة الأخرى، يشهد سوق المشروبات الكحولية والشوكولا نشاطاً أكبر في هذه الفترة من العام. وبعيداً من خصوصية الأوضاع السياسية والإقتصادية في البلاد لهذا العام، فإن "نسبة مبيع المشروبات الكحولية في شهر كانون الأول من كل عام، توازي مبيع 3 أشهر أخرى"، وفق ما يقوله أحد موزعي المشروبات الكحولية، أكرم الشيخ حسين.

ويشير الشيخ حسين في حديث لـ"المدن" إلى أن هذه النسبة كانت ثابتة قبل 3 أو 4 سنوات، لكنها تغيرت  أخيراً، "ولم نعد نعرف معايير السوق. فالدخول في موسم الأعياد بات وشيكاً، ومازلنا نشهد حركة بيع خفيفة، تشبه حركة الأيام العادية". ويؤكد الشيخ حسين أن "الطلب على المشروبات يبدأ الارتفاع في منتصف شهر تشرين الثاني، وتبيع المحال أكثر من دفعة، قبل طلب دفعة الأعياد، التي تكون كميتها أكبر من الدفعات العادية". وينتظر الشيخ حسين "نهاية كانون الأول لتقييم حركة البيع"، ويعوّل على تحسن السوق "قبل يومين أو ثلاثة من عيد الميلاد". أما عن الأصناف التي يرتفع إستهلاكها في هذه الفترة أكثر من غيرها، فهي النبيذ والويسكي.

في السياق، تشير المجمعات التجارية إلى حركة أفضل من تلك التي تشهدها المحال الصغيرة. إذ يؤكد مدير فرع في إحدى الإستهلاكيات الكبيرة في بيروت، في حديث لـ"المدن"، إلى أن الإقبال على الشوكولا والمشروبات الكحولية "يرتفع في هذه الفترة مقارنة مع فترات أخرى من العام. لكن نسبة الإقبال تتفاوت بين فرع وآخر، حتى بالنسبة إلى المركز التجاري نفسه. فكما هو معروف إن التوزع المناطقي والطائفي يلعب دوراً في تحديد نسبة إستكهلاك الشوكولا والمشروبات الكحولية".

ويلفت المدير إلى أن "النشاط هذا العام أفضل من العام الماضي، رغم أن كثيرين من التجار يشكون من تراجع أرباحهم". وفي هذا الخصوص، يقول المدير إن "مؤشرات التجار تختلف عن مؤشرات المراكز التجارية أو المستهلكين. فالتجار يقارنون حجم مبيعهم بين العامين الحالي والسابق، ويعتبرون أن تراجع مبيعاتهم هو خسارة، مع العلم أن تصريف بضائعهم هذا العام أعطاهم ربحاً. لكنهم في كل عام يتوقعون ازدياد حركة البيع وحجم الأرباح. أي إن نشاطهم الإقتصادي لم يخسر، بل خابت توقعاتهم بزيادة الربح مقارنة مع أرباحهم في العام الماضي".

وكما لسوق المشروبات حركته، كذلك للشوكولا حركة أيضاً، إذ "تتنوع الشوكولا بحسب الأعياد، فلا نجد في الميلاد ورأس السنة مثلاً، شوكولا على شكل بيض، إذ إن الأخيرة نجدها في عيد الفصح. أما في الميلاد ورأس السنة، فترتفع حركة بيع قوالب الشوكولا الكبيرة، وقطع الشوكولا الصغيرة والدسمة. وهذه مخصصة أكثر لشرائها كهدايا". ويشير المدير إلى أن تهدئة الأجواء السياسية في البلاد حالياً، "لعبت دوراً كبيراً في تحريك السوق، لأن الإقبال على صرف الأموال أصبح أكبر".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها