السبت 2016/11/26

آخر تحديث: 08:46 (بيروت)

الإنترنت العالمي المجاني: إبحث عن الإعلانات

السبت 2016/11/26
الإنترنت العالمي المجاني: إبحث عن الإعلانات
السلطات الهندية قررت منع خطة فايسبوك (Getty)
increase حجم الخط decrease
ما من شك في أن مستقبل شركات التكنولوجيا بشكل عام مرتبط بمعدل الاختراق العالمي لشبكة الإنترنت. إذ تجني هذه الشركات أرباحاً أكثر كلما ارتفع معدل الاتصال بالإنترنت بشكل خاص.

ولهذه الغاية، ونظراً إلى معدلات الوصول إلى الانترنت المنخفضة، كان لا بد من خطة بديلة تلجأ إليها الشركات لإيصال هذه الخدمة التي يعتبرها مؤسس فايسبوك مارك زوكيربيرغ من "الحقوق الأساسية" للبشر في القرن الحالي.

وعملت هذه الشركات، وفي مقدمها فايسبوك وغوغل، على رفع معدلات الدخول إلى الإنترنت منطلقة من الهند بشكل رئيسي، من خلال إطلاق مشاريع من شأنها تزويد الكرة الأرضية بالانترنت المجاني والسريع. وبدأ السباق العالمي لاكتساب أكثر من نصف الكرة الأرضية التي لا تزال غير موصولة على الشبكة.

وتشير أرقام الاتحاد الدولي للاتصالات التابع للأمم المتحدة إلى وجود أكثر من 3.9 مليار شخص من سكان الأرض لا يستخدمون الانترنت بسبب ارتفاع الكلفة بشكل رئيس. إذ يتركز معظم من لا يستخدم الانترنت في البلدان الفقيرة. ولهذا، تم اختيار الهند منطلقاً. إذ لا تزال نسبة الأشخاص الذين يستعملون الإنترنت منخفضة جداً مقارنة مع الكثافة السكانية الموجودة في هذا البلد. ووصلت هذه النسبة في العام 2015 إلى 27 في المئة من مجمل عدد السكان البالغ نحو مليار و300 ألف انسان.

وأدى اهتمام شركات التكنولوجيا البالغ بالسوق الهندية إلى رفع هذه النسبة بشكل ملحوظ خلال العام 2016، إذ وصلت نسبة الأشخاص الذين يستعملون الانترنت في الهند في العام 2016، إلى 34.8 في المئة، أي بارتفاع وصل إلى 7.8 في المئة خلال أقل من عام واحد.

ويعود سبب هذا الارتفاع بشكل رئيس إلى جهود شركات التكنولوجيا، وفي مقدمها مايكروسوفت وفايسبوك وغوغل. إذ عمدت الشركة الأولى إلى إطلاق استراتيجية متكاملة من شأنها رفع نسبة الدخول إلى الإنترنت في الهند على وجه الخصوص، وفي البلدان الفقيرة بشكل عام.

وأقامت الشركة مدارس ومعاهد لتعميم ثقافة التكنولوجيا والحوسبة في تلك البلد، إضافة إلى الاستثمارات الضخمة التي تضخها الشركة والجمعيات المرتبطة بها على غرار جميعة غايتس وميلندا التابعة للرئيس التنفيذي السابق لشركة مايكروسوفت بيل غايتس.

وأخيراً، أعلنت مايكروسوفت أنها بصدد بناء مركز جديد لها في الهند باستثمار يصل إلى أكثر من مليار دولار خلال خمس سنوات في مدينة بنغالورو. ومن شأن هذا المركز أن يخلق أكثر من 7 آلاف وظيفة جديدة، لينضم إلى مراكز تابعة للشركة موجودة في أكثر من 10 مدن في الهند.

وعملت الشركة على إطلاق هواتف ذكية منخفضة الكلفة تسمح للأشخاص الموجودين في البلدان الفقيرة، خصوصاً الهند، على الوصول إلى شبكة الانترنت.

هذه الخطوات أدركتها غوغل وأمازون وفايسبوك، إذ لحقت بشركة مايكروسوفت في الاستثمار في الهند لكونها من الأسواق الناشئة التي من شأنها رفع نسبة الأشخاص الذين يستعملون الإنترنت.

وأطلقت فايسبوك مشروعاً جديداً يهدف إلى تأمين أنترنت مجاني وسريع من خلال طائرة من دون طيار تعمل على الطاقة الشمسية. واتجهت الشركة إلى الهند نظراً لضخامة هذا "السوق البشري".

لكن السلطات الهندية قررت منع خطة فايسبوك في الهند، نظراً إلى أنها تضمنت بعض الشروط التي تصب في مصلحة الشركة بشكل فاضح. إذ قررت فايسبوك السماح لمن يستخدم شبكتها "المجانية" بالوصول إلى عدد محدد من المواقع فقط، من ضمنها موقعه بطبيعة الحال.

وبعيداً من فايسبوك وخطتها المجانية المشروطة، أطلقت غوغل مشروعاً من شأنه إيصال الإنترنت إلى العالم باستعمال مناطيد هوائية تبث الإنترنت السريع والمجاني حول العالم. واستثمرت أكثر من 200 مليون دولار في الشركات الهندية الناشئة، إضافة إلى تأمين شبكة واي فاي مجانية في أكثر من 100 محطة من محطات السكك الحديد الهندية. ما يسهم في ادخال أكثر من 15 ألف شخص يومياً إلى شبكة الإنترنت للمرة الأولى.

ولم تقتصر اللائحة على هذه الشركات، إذ أعلن مؤسس شركة تيسلا وسبايس آكس إيلون موسك نيته اطلاق أكثر من 4 آلاف قمر صناعي لتأمين الإنترنت إلى الكرة الأرضية بأكملها.

وطلب موسك من السلطات الأميركية السماح لشركته بإطلاق نحو 800 قمر صناعي كخطوة أولى من شأنها تأمين الإنترنت في الولايات المتحدة وبورتو ريكو. وتصل كلفة هذا المشروع إلى 10 مليارات دولار أميركي. واستثمرت غوغل مليار دولار في هذا المشروع.

ورغم الكلف المرتفعة المترتبة عن إطلاق مشاريع كهذه، إلا أن رفع نسبة الأشخاص المتصلين بالإنترنت من شأنه أن يضيف أرباحاً هائلة لهذه الشركات. إذ وصلت إيرادات شركة فايسبوك وحدها في العام 2015 إلى 17.93 مليار دولار مرتفعة من 7.87 مليار في العام 2013، في حين سجلت الشركة صافي أرباح في العام 2015 قدر بـ3.69 مليار أغلبها من قطاع الاعلانات.

وكلما ارتفع عدد الأشخاص المتصلين بالإنترنت، ارتفعت أرباح الشركة. إذ وصلت الأرباح التقديرية لكل مستخدم على فايسبوك إلى 3.32 دولاراً مرتفعة من 2.5 في العام 2015. أما عائدات شركة غوغل فقدرت في العام 2015 بـ74.54 مليار دولار، يشكل قطاع الإعلانات النسبة الأكبر منها بعائدات وصلت إلى 67.39 مليار دولار في العام نفسه.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها