الثلاثاء 2016/11/22

آخر تحديث: 00:16 (بيروت)

أسرع وسيلة نقل في العالم

الثلاثاء 2016/11/22
أسرع وسيلة نقل في العالم
ستكون دبي أول من يطبق هذا النظام (Getty)
increase حجم الخط decrease
ما من شك أن دبي أصبحت من أهم المدن العربية والعالمية السباقة في مجال التكنولوجيا، خصوصاً مع رؤية اقتصادية تقدمية تهدف إلى تحويل هذه المدينة إلى واحدة من "أذكى" المدن في العالم.

ولعل مشروع "هايبرلوب" الذي سيصل بين دبي وأبوظبي أحد أهم هذه المشاريع التكنولوجية، إذ ستساهم هذه التقنية الجديدة في تحويل المسافات الطويلة والسفر إلى "نزهة".

تصل المسافة بين امارة دبي وأبوظبي إلى 150 كلم تقريباً. ما يتطلب أكثر من ساعة ونصف لقطعها بالسيارة، في حين يصل الوقت المطلوب لقطعها إلى 39 دقيقة باستعمال الطائرة. لكن مع هذا المشروع، سيستطيع المستخدم قطع هذه المسافة بنحو 12 إلى 15 دقيقة فقط، من دون الحاجة إلى الانتظار في المطار أو القيادة.

ويعمل هذا المشروع، الذي بدأت شركة "هايبرلوب وان" الأميركية التي تأسست في العام 2014 وأصبح لديها نحو 200 موظف فقط، بإجراء الدراسات بشأنه في أكثر من 6 دول حول العالم، من خلال كبسولات مضغوطة ذات احتكاك شبه معدوم، يستطيع المستخدم الجلوس فيها لتقوم بنقله من مدينة إلى مدينة مستخدمة أنابيب طويلة تعمل على الحقل المغناطيسي أو الضغط الهوائي. وهذا ما يشبه عملياً نظام لعبة "الهوكي الهوائية" الموجودة في محلات الألعاب.

ولا تزال هذه التقنية جديدة نسبياً، إذ تهدف الشركة التي استوحت فكرتها من مؤسس شركة "تيسلا" إيلون موسك، إلى الاستثمار في "الوقت" لقطع المسافات.

ويقول موسك في الدراسة التي صدرت في العام 2013، إن الفكرة أتت بعدما أدى الازدحام المروري في مدينة لوس انجيليس الأميركية إلى تأخيره عن موعده لأكثر من ساعة. ما دفعه إلى التفكير بتقنية جديدة تهدف إلى الغاء المسافات ووصل المدن ببعضها البعض.

ووفق دراسة موسك، فإن هذا النظام ستصل سرعته إلى 900 كلم في الساعة في الوقت الحالي، وصولاً إلى 1220 كلم في الساعة كسرعة قصوى.

ونظراً إلى انشغال موسك بصناعة الصواريخ التي ستنقل البشرية إلى المريخ، وبناء نظام نقل بين المجرات، ترك حرية تنفيذها إلى الشركات الموجودة في الأسواق ضمن نظام المصادر المفتوحة السائد حالياً في العالم.

وعملت شركات عدة على المشروع، ولعل شركة "هايبرلوب وان" إحدى أبرز هذه الشركات العاملة في المجال. ووقعت الشركة عقداً لدراسة امكانية تنفيذ هذا المشروع في دبي مع هيئة النقل والمواصلات الاماراتية.

وتشير دراسات الشركة إلى أن مشروعها لوسيلة النقل هذه سيلغي المسافات بشكل واضح، إذ ستستغرق الرحلة بين مدينة ميلبورن الاسترالية إلى مدينة سيدني نحو 41 دقيقة، في حين أن المدة التي تتطلبها الطائرة لقطع هذه المسافة تصل إلى 5 ساعات.

ورغم أن هذه التقنية ستحدث ثورة فعلية في عالم النقل عموماً، إلا أنها لا تزال عالية الكلفة. إذ أشارت مجلة "فوربس"، في وثيقة مسربة حصلت عليها، إلى أن شركة "هايبرلوب وان" متعطشة للمال، وهي تخطط إلى جمع نحو 250 مليون دولار أميركي مطلع العام المقبل، رغم أنها استطاعت جمع 50 مليون دولار منتصف الشهر الماضي ليصل مجمل ما جمعته حتى الساعة إلى 160 مليون دولار أميركي.

وفي الكلفة أيضاً، أظهرت وثائق أخرى رفضت الشركة التعليق عليها، أن كلفة بناء هذه التقنية ستفوق الكلفة التي توقعها موسك في دراسته، إذ أشار موسك إلى أن كلفة بناء هذا النظام بين لوس انجلوس ومدينة سان فرانسيسكو ستصل إلى 6 مليارات دولار، أو7.14 مليون دولار لكل كلم.

لكن الكلفة التي توقعتها الشركة لإنشاء النظام على المسافة نفسها في الولايات المتحدة تتفاوت بين 9 و13 مليار دولار، أي بين 52.19 مليون دولار و75.18 مليون دولار لكل كيلومتر. في حين ستصل الكلفة التقديرية لبناء هذا النظام في دبي إلى 4.8 مليارات دولار أميركي.

وصممت الشركة بالتعاون مع شركة بيغ عدة تصاميم للكبسولات، إذ ستصل القدرة الاستعابية لبعضها إلى 60 شخصاً للمركبة الواحدة. ما من شأنه أن يلغي أنظمة النقل الأخرى التي تستغرق وقتاً أطول.

ما من شك أن هذه الكلفة مرتفعة إلى حد كبير مقارنة بأكلاف وسائل النقل الأخرى، إلا أن امارة دبي قررت المخاطرة وتنفيذ هذا المشروع بحلول العام 2020 بالتزامن مع اقامة فعاليات "اكسبو دبي" في العام نفسه، لتصبح بذلك أول مدينة في العالم تبدأ باستعمال هذه التقنية التي من المؤكد أنها ستُغير الفكرة السائدة عن أنظمة السفر والنقل في العالم.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها