السبت 2016/10/22

آخر تحديث: 03:30 (بيروت)

كرم حسين: ابتكار صغير وسط الحرب السورية

السبت 2016/10/22
كرم حسين: ابتكار صغير وسط الحرب السورية
المبادرات التي يقوم بها بعض الشباب فرص لمن قرر البقاء في سوريا (Getty)
increase حجم الخط decrease

لم تعد المجازفة بتأسيس مشروع جديد في سوريا ممكنة. فالكلفة عالية والمتطلبات تفوق امكانيات رواد الأعمال لتحقيق أهدافهم. وقلة هم من فكروا، سواء على مستوى رجال الأعمال الكبار أو الشباب، في العودة إلى سوريا بعد مغادرتها عند بدء الأزمة ليستثمروا فيها.

لكن كرم حسين، المتخصص بالصناعات اليدوية والصياغة المعاصرة، قرر أن يعود مؤخراً من مصر ليؤسس "مدرسة لتعليم صناعة الاكسسوارات". وهو يوضح لـ"المدن" أن تأسيس مشروع جديد في ظل الظروف الحالية ليس أمراً سهلاً، خصوصاً أن الربح عادة ما يكون بسيطاً، وبالكاد يغطي تكاليف تأسيس أي مشروع.

لكن ذلك لا يعني عدم المبادرة، فأي تجربة يقوم بها شاب سوري اليوم لا بد من تعميمها لأنها ستساعد على تنشيط الحركة الإقتصادية وإدخال قطع أجنبي إلى البلاد. و"بناء على تجربتي الشخصية، فالآتون من الخارج يملكون قطعاً أجنبياً، ويمكنهم الاستفادة من فارق سعر الصرف لتأمين مبلغ أولي لتأسيس مشروع صغير يسهم في تنشيط الاقتصاد".

وكان حسين قد بدأ عمله في مصر، ثم قرر نقل تجربته إلى سوريا. "وهي مغامرة لا أندم عليها، رغم الفترات الصعبة التي مررت بها. فهدفي من المشروع لم يكن مدرسة بل ورشة للتصنيع، لكني وجدت أنه من المفيد تأسيس مدرسة، لتغطية التكاليف. والمتدربون كانوا غالباً من طلاب الفنون الجميلة، الذين يرغبون في تطوير عملهم من خلال هذه الدورات أو من أصحاب الورشات المماثلة".

اعتمد حسين في التدريب الطرق المعاصرة، لتصبح مهنة غير تقليدية. ولتشجيع الإقبال على هذه المهنة قدم "يوماً تدريبياً مجانياً، وآمل أن أحقق هدفي من المشروع بافتتاح مدارس فنية أخرى. ولتسويق القطع المصنعة ألجأ إلى البيع من خلال صفحتي على فيسبوك".

ويشير تقرير ممارسة أنشطة الأعمال الصادر عن المرصد الوطني للتنافسية في العام 2014 إلى أن سوريا تراجعت من المرتبة 147/185 إلى المرتبة 165/189. ويعود هذا التراجع إلى غياب قياس بيانات استخراج تراخيص البناء.

ويبين التقرير أن سوريا لم تقم بأي إصلاحات تسهل ممارسة أنشطة الأعمال في عام 2013، لكنها أجرت إصلاحاً واحداً في العام 2012 في مرحلة الحصول على الإئتمان، يتعلق بتحسين الوصول إلى المعلومات الإئتمانية عن طريق إنشاء نظام إلكتروني لتبادل البيانات بين جميع المصارف ومؤسسات التمويل والمصرف المركزي، حيث ارتفعت نسبة تغطية السجلات العامة للمعلومات الإئتمانية من 3.7% إلى 4.9% من السكان البالغين، وارتفعت إلى 7.0% العام في 2016.

تشكل المبادرات التي يقوم بها بعض الشباب فرصة مهمة لمن قرروا البقاء في سوريا، كونها توفر لهم فرص عمل أو تطويراً لأعمالهم. عامر محجوب، وهو أحد المتدربين في مدرسة كرم حسين، ويعمل في شركة للأشغال اليدوية، يقول لـ"المدن" إنه من المفيد في هذه الفترة أن نجد أشخاصاً لديهم الرغبة في العمل والتطور، ولاسيما أن معظم الشباب من أصحاب الخبرة أصبحوا خارج البلد و"تأسيس عمل جديد هو أمر صعب لعدم توافر المستلزمات الأساسية، بدءاً من الكهرباء إلى المواصلات وصولاً إلى الحاجة إلى الخبرات".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها