الإثنين 2014/09/29

آخر تحديث: 16:52 (بيروت)

البرق في "وادي جيلو" يختبر "الكهرباء".. ومياوميها

الإثنين 2014/09/29
البرق في "وادي جيلو" يختبر "الكهرباء".. ومياوميها
من إعتصام مياومي كهرباء لبنان داخل مبنى المؤسسة المركزي (المدن)
increase حجم الخط decrease

وضعت الطبيعة إدارة "مؤسسة كهرباء لبنان" والمياومين أمام إختبار عملي لإثبات النوايا على أرض الواقع. حيث أشعل البرق المعلِن لبداية نهاية الصيف، محطة الكهرباء الواقعة في منطقة وادي جيلو في قضاء صور. ومع إشتعال المحطة يوم أمس الأحد، غابت الكهرباء -المقنّنة أصلاً - عن أكثر من 20 قرية تغذيها المحطة المذكورة، ومنها بلدات البازورية، طيردبا، معركة، طورا، يانوح... وغيرها. وانقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل، أنذر بإمكانية حدوث أزمة مياه، لأن المحطة المحروقة تؤمّن التغذية لمضخات المياه التي تغذي أكثر من 70 قرية.

الأزمة لم تقتصر على غياب "كهرباء الدولة"، بل إمتدت لتشمل "كهرباء الإشتراك". فأصحاب المولدات الخاصة في قرية معركة، على سبيل المثال، أرهقهم إنقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل، فمولدات الكهرباء اضطرت لإعطاء تغذية عملية بمعدل 24/24، تخللتها فترات إستراحة، نتج عنها إنقطاع كامل للكهرباء عن القرية، ما دفع البعض الى الإستعانة بمولدات كهرباء صغيرة لتغطية فترة "الإنقطاعين"، بعدما كان هؤلاء قد أحالوا المولدات الصغيرة الى "التقاعد" بعد إنتشار المولدات الكبيرة، واعتماد أصحابها نظام العدادات الذي بات ينتشر في أغلب قرى منطقة صور.

ردود فعل المعنيين في هذا الشأن، إنقسمت بين طرف تحرّك بسرعة لإصلاح الأعطال وإعادة التيار الكهربائي، ومنع إمكانية إنقطاع مياه الشرب، وطرف ثانٍ حافظ على لغة إصدار البيانات. فالمياومون قاموا بـ "عزل المحطة نهائياً والمباشرة بأعمال الصيانة وربط مخارج التغذية بمحطتي صور والسلطانية"، وفق ما أشار إليه أحد العمال المياومين علي سعد لـ "المدن".
سعد أوضح أن "أعمال الصيانة مستمرة، ومن المتوقع عودة التيار الكهربائي والمياه بشكل عادي، تباعاً الى القرى، بين اليوم وغداً الثلاثاء". ووضع سعد تحرك المياومين في إطار "رفض ربط المطالب العالقة بين المياومين ومؤسسة الكهرباء بعملية إصلاح الأعطال. والمياومون لم يوقفوا أعمال الصيانة ولم يقفلوا الباب أمام من يريد الإصلاح، بل دائماً المعدات كانت متوفرة والأبواب مفتوحة". وأكدّ أن "الإضراب المستمر اليوم، لا يعني أنّنا على خلافات شخصية مع أحد في مؤسسة الكهرباء أو الشركات مقدمي الخدمات. فنحن لدينا مطالب واضحة نعمل لتحقيقها وفق القانون، وفي الوقت ذاته، نستمر في مساعدة أهلنا في كل المناطق، لأننا إن لم نساعدهم ولم نصلح الأعطال، فهذا يعني أننا لا نستحق العمل في مؤسسة الكهرباء ولا نستحق صفة المياومين التي عملنا جاهدين على إبراز صورتها الصحيحة أمام الرأي العام طيلة هذه الفترة".


إندفاع المياومين لإصلاع الأعطال وتأمين الكهرباء، قابلته مخاوف من عرقلة بعض المتنفذين في إدارة مؤسسة كهرباء لبنان، لإتمام الصيانة وإعادة التيار الكهربائي. حيث أشارت مصادر المياومين لـ "المدن" إلى أن "البعض في إدارة المؤسسة قد يضغط بإتجاه عدم تأمين الكهرباء من محطتي صور والسلطانية، برغم إتمام عملية الربط بين المحطتين ومحطة وادي جيلو، وذلك من أجل إظهار المياومين وكأنهم يكذبون، ولم يصلحوا شيئاً، أو منعوا إصلاح الأعطال من قبل المؤسسة نفسها، على غرار ما جرى في مسألة محطة الأونيسكو وفتح مخازن الصيانة لإصلاحها". وإستندت المصادر في إشارتها هذه، إلى لغة البيانات التي تعتمدها إدارة المؤسسة، والتي "تحرّض الوزارات والجهات الأمنية ضدنا، في وقت لا تلتفت فيه إلى عمليات الهدر والفساد القائمة علناً في المؤسسة".


البيانات المقصودة هي تلك التي أصدرها المكتب الإعلامي لـ"كهرباء لبنان"، والتي يدعو فيها إلى التدخل من أجل رفع "الإحتلال" عن المبنى المركزي للمؤسسة، والذي أقفل "بعض عمال غب الطلب وجباة الإكراء السابقين، مداخله بالقوة"، وإضطرت إدارة المؤسسة على الأثر و"عدد من مستخدميها" الى التوجه نحو معمل الذوق، "من دون أن تبادر أي جهة رسمية معنية إلى إنهاء هذا الوضع الشاذ الذي يمنع المؤسسة من القيام بواجباتها ويعرقل سير العمل في جميع وحداتها".
وبحسب البيان الأخير للمكتب الإعلامي للمؤسسة، فإن الأخيرة أعلمت "وزارات الطاقة والمياه والمالية والعدل، والنيابة العامة التمييزية"، بكتاب مفتوح بأن "مدراء المؤسسة كافة يرفعون مسؤوليتهم عن أي تداعيات للوضع الخطير القائم فيها". إذ ان "الأمور في المؤسسة، ورغم الجهود المضاعفة والجبارة التي تبذلها إدارتها ومستخدميها، بلغت حداً بالغ الخطورة على جميع المستويات، بما ينذر بالتعتيم الشامل على جميع الأراضي اللبنانية، وبما يهدّد مستخدمي المؤسسة بلقمة عيشهم نتيجة عدم القدرة على دفع رواتبهم وأجورهم من جراء فقدان الموارد المالية بسبب توقف الجباية".


بيان المؤسسة هذا، وغيره الكثير، لم يُجب عن التساؤلات التي طرحتها وقائع كثيرة تظهر الفساد والهدر في المؤسسة، ولم توجه المؤسسة على إثرها كتاباً مفتوحاً إلى الجهات التي تتنصل أمامها اليوم من أي "تعتيم شامل"، كان قد حذّر منه المياومون مسبقاً، واعتبروه أداة قد تستعملها المؤسسة للضغط عليهم وتحميلهم مسؤولية إنقطاع الكهرباء. غير أن الطبيعة، أظهرت من جنوب لبنان، وجهاً للخلاف، قد يصلح للإشارة الى هوية المعرقلين.

increase حجم الخط decrease