لبنان تحت الحصار: النفايات تقطع الطرقات

تتفاعل أزمة النفايات وتتوالى فصولاً، وسط غياب كلّي للحلول الجذرية، إذ تتركّز الحلول المؤقتة على نقل النفايات من بيروت الى عدد من المناطق الى حين التوصل الى حلول نهائية في ما خص تلزيم جمع النفايات والنقل والفرز وأماكن الطمر.
غير أن الحلول المؤقتة وإن تمت بلورتها بين وزير البيئة محمد المشنوق وبعض إتحادات البلديات، إلا أنها لم تلق قبولاً بين الأوساط الشعبية، ما دفع بتجمعات من المواطنين الى إقفال الطرق المؤدية الى مطامر النفايات في المناطق، حتى باتت العاصمة بيروت شبه معزولة عن بقية المناطق.
وكان التحرّك الأبرز لأهالي إقليم الخروب الذين قطعوا أوتوستراد الجية في وجه الشاحنات التي تنقل النفايات من بيروت الى منطقة الإقليم، ونصبوا الخيم على جوانب المسرب الغربي للمنطقة، ثم استقدموا شاحنات محملة بالردميات والحجارة وافرغوها وسط الأوتوستراد الساحلي في الجية على المسربين، قبل أن تتمكن القوى الأمنية من فتح الأوتوستراد بشكل جزئي أمام السيارات المارة، وحتى اللحظة لا زال أهالي إقليم الخروب مستمرين بالإعتصام "حتى عودة الحكومة ووزارة البيئة عن قرارهما بنقل النفايات الى منطقة الإقليم"، 
وكذلك الحال بالنسبة الى منطقة الكفور حيث تجمّع الأهالي مانعين مرور الشاحنات المحمّلة بالنفايات من المرور لإفراغ حمولتها في مكب البلدة، وعلى إثر التحرّك أصدرت بلدية الكفور بياناً أعلنت فيه عن إقفال مكب النفايات في البلدة نهائياً، "على ان يبقى لتصريف نفايات الكفور وتول المجاورة فقط".
وفي حين أقفل أهالي بر الياس البقاعية الطريق المؤدية الى البلدة رفضاً لتوجّه شاحنات النفايات إليها، كذلك فعل أهالي بعض البلدات العكارية، وحذر رئيس اتحاد بلديات قضاء صور عبد المحسن الحسيني من "تهريب شاحنات محملة بالنفايات من بيروت الى مكب راس العين جنوب مدينة صور"، ملوّحاً "بمنع وقطع الطريق في وجه الشاحنات وحجزها".