الأحد 2015/01/25

آخر تحديث: 13:12 (بيروت)

سنة رابعة ثورة: خرطوش في رأس الورد

الأحد 2015/01/25
سنة رابعة ثورة: خرطوش في رأس الورد
من تظاهرة "ألتراس نهضاوي" باسم شهيدها عمر أبو حبيش (غيتي)
increase حجم الخط decrease
"... وخلف كل ثائر يموت، أحزان بلا جدوى، ودمعة، سدى".

كيف يقطع أمل دنقل طريق الحلم بعالم سعيد؟ هل سيعيد النظر بعد يناير 2011، أم تَثبُت نبوءته وتذهب الدموع سدى؟ لم يكن أحد يعرف الإجابة، سوى المتنبئين، وشاعر كرّس للأجيال، شعرًا وثورة.

لأن أنصاف الثورات أكفان للشعوب، ولأنك تخشى على نفسك، دائماً، من الإحباط، تنظر من حولك وتقول إننا في أفضل الأوضاع السيئة، بعد ثورة لم تصل إلى الحكم.

الآن، تنظر خلفك لتتساءل إذا كنت قد انسحبت في وقت مناسب، لتنجز ما عليك إنجازه في هذه الحياة، هل أدركت الآن أن انسحابك هذا لم يقلب الدنيا رأسًا على عقب؟ ما كان هناك داعٍ للشجار الدائم مع زوجتك وهي تحاول منعك من النزول.

مهلًا.
اليوم، 24 يناير 2015. تتوالى عناوين الأخبار:

ـ استشهاد الباحثة شيماء الصباغ منذ قليل بخرطوش الداخلية، أثناء قيام قوات الأمن بفض مسيرة لحزب التحالف الشعبي، لإحياء ذكرى ثورة 25 يناير.

ـ النيابة تنهي إجراءات إخلاء سبيل جمال وعلاء مبارك وترسلها إلى مصلحة السجون.

ـ نقل علاء عبد الفتاح إلى المستشفى بسبب تدهور صحته وإضرابه عن الطعام.

الأخبار لم تذكر شيئًا جديدًا عن أحمد دومة أو يارا سلاّم.
مهلًا مرة أخرى. المسألة باتت مركّبة، لا بد وأنت تتحدث عن هؤلاء، أن تصحب اسم كل منهم بعبارة: لا ينتمي إلى جماعة الإخوان.

***

نحن في أفضل الأوضاع السيئة!

***

هناك عودة ملحوظة للدوريات الثقافية المصرية، بأسماء بعيدة من الشبهات، وهناك بعض الكُتّاب الشباب في لقاء الرئيس بالمثقفين. وأنت لست مع إقصاء الوجوه القديمة، لكنك تتمنى على مَن جلس في مكانه 20 سنة ولم يفعل شيئاً، أن يحيل نفسه إلى مكانة أعلى، ويزيد حضوره في الابتعاد.

نعم، لكن هناك مَن لم يعتبر أن الأمر انقضى، الأحلام لا تزال تراودهم، وتأتيهم بأن الثورة ما زالت مستمرة.

هناك زلزال في الحياة الثقافية، كان من الممكن أن يحدث لو تولى جابر عصفور وزارة الثقافة منذ عام وبضعة شهور. آخر وزراء ثقافة مبارك هو أول وزير للثقافة في عهد السيسي. لكن الزلزال لم يحدث، والانقسام لم يكن متكافئاً، الكفّة الأكبر كانت لصالح الذين أعادوا النظر. هذا أبسط ما قبِله كثيرون في الدولة الجديدة، بعدما تذوقوا جنون دولة المرشد.

لا، هناك أبسط من هذا. الكثيرون قبلوا، أيضاً، خروج أبناء مبارك، يلفّون العلم حول أجسادهم، ضمن مسيرة المثقفين من مبنى وزارة الثقافة في 30 يونيو، قبلوها بدعوى عدم شقّ الصف المدني. أنت اعتبرتها موجة ثانية لثورة يناير، واعتبرها آخرون تطهيرًا لما أنتجته نكسة يناير.

خبر جديد؟

ـ مبارك يعتذر عن مراسم دفن الملك عبدالله لظروفه الصحية.

ماذا؟ نعم. لو سمحت حالته الصحية، لكان من حقه، كرئيس سابق، برّأته السلطة القضائية، أن يخرج لحضور الجنازة، وربما، لولا الحرج، لكتب في صفحته في "تويتر": لماذا يموت الطيبون ولا يموت أولاد الـوس.....؟

***

المسيرة التي شهدت مقتل شيماء الصباغ، كان هدفها وضع باقات الورد في ميدان التحرير، في الذكرى الرابعة لشهداء يناير. لكن الورد لم يصل إلى الميدان، ألقوه أرضًا ليحملوا جسد شيماء بعدما أصاب رأسها الخرطوش.

***

وزير الداخلية: سنتصدى لمحاولات إفساد فرحة المصريين بثورة يناير.


ألم نتفق على الابتعاد عن الكتابة السياسية؟
أنت مرتبك. لا تعرف كيف تضبط موقفك. حسنًا، فلتكتفِ بمشاركة أصدقاء "فايسبوك"، وبعمل "شير" لصور شهيدة الذكرى الرابعة مع زوجها المسجون في أحداث مشابهة سابقة. إذهب، وحاول البحث عن كلمات جيدة لـ"ستاتوس" يلائم طفلهما الذي تظهره الصور. لحظة، لا تنسَ عمل"ريتويت" لكلماتها الأخيرة: سيذكر التاريخ، أن هذا الجيل يعرف من الشهداء أكثر ما يعرف من الأحياء.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها