كتاب جديد لسلمان رشدي..هل تبدّلت الذهنيات منذ "آيات شيطانية"؟

يستعد سلمان رشدي، صاحب رواية "آيات شيطانية"، لإصدار رواية جديدة بعنوان "عامان وثمانية شهور وثمانية وعشرون ليلة"، والتي ستنشر في خريف 2015. ومع بعض التسريبات للرواية التي تؤكد أن أحداثها تعيد الاشتباك مع المعتقدات الراسخة والتاريخ والأساطير وقصص الحب، وربما تثير ضجة مثل روايته "آيات شيطانية".

وأكد ناشر الرواية جوناثان كيب، أن الرواية عمل متعدد الأوجه، ومستوحى من 2000 عام من رواية القصص والمعتقدات الراسخة والموروثة من جيل إلى جيل، بعد المخاوف الأساسية التي أصبحت تسيطر علينا في اللحظات الحالية التي نعيش فيها. وحتى الآن لم يتم كشف أي تفاصيل أخرى عن محتوى الكتاب.  

وكانت مجلة "لكسبرس" الفرنسية نشرت لقاءً مع رشدي حيث عمد إلى التنقيب في طبيعة تنظيم "داعش". في إطار المقابلة يُستفهم رشدي "هل تبدّلت الذهنيات منذ "آيات شيطانية"؟ (كتابه الذي تسبّب بإهدار دمه في ثمانينات القرن العشرين) فيردّ "بعد أكثر من خمس وعشرين سنة على صدور "آيات شيطانية"، يبدو أننا استنتجنا الدروس الخاطئة. ما يحصل اليوم مع "داعش" سيحدّد مستقبل العالم. في حين يشكل التطرف من جهة ثانية اعتداء ضد العالم الغربي تماما مثلما يشكل اعتداء ضد المسلمين أنفسهم. وأضاف "أن مُدناً مثل بيروت وطهران ودمشق التي باتت اليوم أماكن الصراعات المحوريّة، كانت في الماضي أماكن منفتحة ومتعددة الثقافة ومميزة. رأيتُ هذه المطارح تصير مغلقة لكن يحدوني الأمل بأن التغيير الذي حدث خلال فترة وجيزة يمكن أن يتبدّل مجددا وبوتيرة سريعة". ويرى رشدي انه لو نُشرت روايته "الآيات الشيطانية" اليوم لما دافع عنه الأدباء الذين احتجوا على تكريم مجلة شارلي ايبدو الفرنسية الساخرة بجائزة "شجاعة حرية التعبير" من الفرع الاميركي لمنظمة القلم العالمية.

وكان أكثر من 200 كاتب وقعوا مذكرة احتجاج على منح مجلة شارلي ايبدو جائزة "شجاعة حرية التعبير" في ايار/مايو الماضي قائلين ان قرار تكريم المجلة بالجائزة يضفي قيمة فنية على "مادة تؤجج مشاعر العداء للاسلام والعرب السائدة اصلا في العالم الغربي". وقال رشدي ان الخلاف على تكريم المجلة أحدث "انقسامات عميقة" في عالم الأدب. واكد انه ما كان ليتخيل "ان يتخذ مثل هذا الموقف" ضد تكريم المجلة كتّاب مثل مايكل اونداتجي وبيتر كيري وجونوت دياز.