الأربعاء 2018/04/18

آخر تحديث: 11:59 (بيروت)

رحيل فاروق بلوفة مُخرج "نهلة".."أفضل فيلم جزائري هو لبناني"

الأربعاء 2018/04/18
increase حجم الخط decrease
توفي المخرج الجزائري فاروق بلوفة في 9 أبريل/ نيسان، صاحب الفيلم الوحيد "نهلة"، وحيداً في باريس، في منفاه الاختياري منذ أزيد من ثلاثة عقود. منسياً من الجميع، حتى أن الصحافة لم تسمع بالخبر سوى يوم الاثنين 16 أبريل/ نيسان، عندما نعته الكاتبة وسيلة تمزالي في صفحتها الفايسبوكية. 

كتب الروائي الجزائري سعيد خطيبي في الفايسبوك "أفضل فيلم جزائري كان فيلماً لبنانياً. هكذا تعلّق جريدة فرنسية، عقب وفاة المخرج "المغضوب عليه" فاروق بلّوفة(1947-2018). وهي على صواب في ما كتبت"، وأضاف "قيمة فيلمه باعتباره "المانيفستو الفنّي" لليسار العربي، تأتي من لحظة وظروف تصوير، مع منتصف السّبعينيات وارتفاع سقف الأحلام، ثم "المجازفة" والتّصوير العفوي، في خضم حرب لم نكن نعرف مآلاتها، وهو يحمل كاميرا على نقاط تماس من حرب لبنانية، ستكون واحدة من أهم اللحظات العالقة في المخيلة العربية، في النّصف الثّاني من القرن العشرين، يضاف إليها بيوغرافيا المخرج الإشكالية، فباكورته تعرّضت للرّقابة، منعت في جزائر الاستقلال، ثم ظهرت "مشوّهة" دون علم المخرج، مع أنه يقال بأن ذلك الفيلم اعتمد – حصرياً – على أرشيف الثّورة". والفيلم تمثيل: ياسمين خلاط ويوسف سايح... سيناريو رشيد بو جدرة، موسيقى زياد الرحباني.

استُعيد الفيلم وعرض في أكثر من مناسبة وفي أكثر من عاصمة عربية وأوروبية، أنتج العام 1979، تقع احداثه أثناء اندلاع الحرب الأهلية في لبنان حيث يذهب صحافي جزائري في مهمة عمل إلى بيروت من أجل متابعة أحداث الحرب وهناك يتعرف على مطربة ما يلبث أن ينمو الحب بينهما وهو من ناحيته على الأقل يكن نوعا من التعاطف، فقد ضاع صوت حبيبة المطربة، وهي تغني ذات يوم على مسرح البيكاديللى بباريس. بين واقع بيروت لا يقهر ومقاربة شبه خيالية لما تبقى من صراع الهوية.


يقول بلّوفة أنّ "شيئاً ما انكسر في داخله بعد هذا الفيلم"، الذي بقي الوحيد في جعبته، وكتبت الصحافة الجزائرية والعربية أن الأجيال الجديدة اكتشفت فيلم "نهلة" مع انتشار الانترنت في سنوات 2010 (عرض في بيروت في هذا العام)، عندما كان اسم بلوفة قد صار شبحاً في الذاكرة، ودهش الجمهور الجزائري واللبناني بسبب أن مخرجاً يساريا جزائريا، يحكي بدايات الحرب الأهلية اللبنانية.

وُلد فاروق بلوفة سنة 1947، في واد الفضة، وتخرج في باريس بشهادة عُليا في نظرية السينما تحت يد الناقد الفرنسي رولان بارت، أخرج فيلماً أولاً عن ثورة التحرير بعنوان Insurrectionnelle سنة 1973، ولكن الرقيب الجزائري منعه من الخروج إلى النور لأنّ مقاربته "ماركسية" جداً حسب ما ورد في التقرير، ثم تم تدمير الشريط الأصلي. عمل بلوفة بعد هذا كمخرج مساعد للمصري يوسف شاهين في فيلمه "عودة الابن الضال" (1976). وترك الراحل بصمته على ريبيرتوار السينما لجزائرية، منذ بداياته حيث قدم أفلاما ذات طابع مختلف عما كان يقدم آنذاك حيث تميزت إنتاجاته بمعالجة فنية غير مألوفة في السينما الجزائرية والعربية خاصة لمواضيع تناولت الحروب والصراعات المسلحة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها