الثلاثاء 2018/03/06

آخر تحديث: 12:05 (بيروت)

في غاليري زياد توبة: النحاس والخرّاط والنجار.. فنانون

الثلاثاء 2018/03/06
increase حجم الخط decrease
لم يحدد زياد توبة خطاً فنياً ثابتاً لصالة العرض التي افتتحها مؤخراً في أحد زواريب فرن الشباك (بيروت)، سوى الإنفتاح على الأعمال التي لم تحصل على فرصة عرض حقيقية في لبنان، وفق النظام الفني القائم. يقول توبة إن بإمكانه العمل على هامش هذا "النظام" الذي يفرض شروطاً قاسية على الفنانين الراغبين في عرض أعمالهم في صالات، وبإمكانه التفلت من الإلتزام بمعاييره القائمة على التواطؤ وتعويم الفنان اعتماداً على علاقاته داخل المجال الفني.

طبعاً وضع توبة تصاميمه وأعماله الفنية في صالته، فهي أيضاً لم تحصل على فرصة حقيقية في المعارض، واكتفت خلال السنوات الماضية بصفحته الشخصية في "فايسبوك" كمكان أساس للظهور. تتكون التصاميم في غالبيتها من الخشب، وقد اشتغلها بنفسه ورسم عليها، ومنها مرايا مصممة على شكل شبابيك، طاولات صغيرة مختلفة الأشكال، مكتبة على شكل علب خشبية، ومجموعة من الكراسي جعل أغلبها معتقاً توافقاً مع السائد اليوم عند بعض الفئات.

في وسط القاعة وضع توبة طاولة مخصصة لاستضافة دورات يقدمها فنانون أو حرفيون ومصممون، مرة على الأقل شهرياً. فأحد الخطوط العريضة التي قرر توبة الإنطلاق منها في صالته، هي إعادة الإعتبار للعمل الحرفي بالأدوات اليدوية، والتركيز على التصاميم الوظيفية التي تتجاوز هدف العرض من دون أن تلغيه.

في تصاميمه الخاصة أو الأعمال التي ينفذها لمهندسين داخليين ومصممين، يفضذل العمل بنفسه أو مع حرفيين. يقول لـ"المدن": "بعيداً من الإشكالية البالية بين التقليدي والحديث، أفضّل العمل مع أصحاب المهن التقليدية، كالنحاسين وأصحاب المخارط اليدوية والأشخاص الذين يقومون بطعج الحديد بأيديهم، لأن نظافة العمل وأناقته تختلف بشكل كبير عن الآلات التي تخرج القطع في ربع ساعة". 

 

كما خصص توبة زاوية في الصالة من أجل عرض مجموعة من رسومه المتمحورة "حول مفهوم المدينة"، وكان قد عرضها سابقاً في طرابلس مستخدماً الحبر الصيني بعدما اشتغل على مجموعة شبيهة، تتناول الموضوع نفسه لكن بألوان الإكليريك. وهو يعمل اليوم على مجموعة جديدة تحاكي التيمة ذاتها، لكنها هذه المرة حول "الوجوه المتعبة والمتهالكة، التي يعيش أصحابها في تلك المدينة".

يؤكد توبة هوية صالته المنفتحة على الأنماط الفنية مافة، من الفوتوغرافيا إلى الخط العربي والنحت. فالمكان مجهز بالإضاءة والسكك، للعرض، كما يشتمل على مخزن توضع فيه الأعمال. فما يهمه اليوم هو الإنطلاق بالموجود، وتعريف الناس على المكان، والإنفتاح على الإحتمالات التي بإمكانها أخذ الصالة في المستقبل إلى مصير آخر، واضعاً في الإعتبار أن الفنون تتطور وتتخذ مسارات مختلفة.

والجدير بالذكر أن الحي الذي قرر افتتاح الصالة فيه، في الحي العلوي من فرن الشباك (بالقرب من مستديرة العدلية)، هو حي صاعد بامتياز اليوم، ومن الممكن أن تتوسع منطقة بدارو نحوه في المستقبل. ومن خصائص فرن الشباك أنها، مثل بدارو، أصبحت مركزاً لسكن عدد كبير من الفنانين، الأجانب، وأبناء الطبقات الوسطى، وهؤلاء هم الشريحة الأساسية التي يعتمد عليها توبة كقوة شرائية مهتمة بهذا النوع من الأعمال الحرفية، وهو عامل إيجابي واستثمار مستقبلي يمكن أن يأخذ صالته إلى نجاح مشهود. 
  


increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها