الخميس 2018/02/22

آخر تحديث: 11:21 (بيروت)

إسلام أبو شكير وفادي عزام و"السطو الأدبي"

الخميس 2018/02/22
إسلام أبو شكير وفادي عزام و"السطو الأدبي"
increase حجم الخط decrease
اتهم القاص والناقد السوري إسلام أبو شكير مواطنه الروائي فادي عزام بـ"السطو الأدبي" في روايته "بيت حدد"(دار الآداب)، والتي وصلت للقائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية – بوكر 2018.

وكتب أبو شكير في صفحته الفيسبوكية أن "أحدهم يسطو على يوميات معتقل لا بوقائعها وأجوائها وشخوصها فقط، بل بجملها ومفرداتها وحروفها، واليوم هو مرشح لنجومية ولاستضافات ولقاءات ولعشرات الآلاف من الدولارات". وأردف أبو شكير أن "المعتقل السابق الذي كان ينوي أن يشتغل على يومياته لتكون مشروعاً أدبياً مستقبلياً يتساءل: من يصدقني لو قلت إن هذه الكتابة لي وليست لهذا النجم؟"، في إشارة منه إلى تجربة المعتقل الطبيب ضياء سرور الذي قابله عزام خلال عمله على مشروع روايته. وسرعان ما كتب أبو شكير مقالة في صحيفة الاتحاد تحمل عنوان "(بيت حدد) لفادي عزام.. سرقة صوت من لا صوت لهم".


من جانبه نفى عزام التهمة عن نفسه متسائلاً "كيف نكتب الواقع السوري؟ دون أن نقع في مطب التزوير، وبدون أن نتجنب حقائق عارية، وأيضا كيف نوفي هذه التجارب التي نشرت على صفحات التواصل حقها المعنوي والمادي؟". وأضاف عزام"خلال عملي على بيت حدد في كل صفحة كان هذا السؤال جزء من صلب العمل"، مشيراً إلى أن المسودة الأولى للرواية بلغت 750 صفحة، ومن ثم تقلص بعد ست محاولات إلى 465 صفحة. ولفت عزام إلى أنه عمد "من أجل كتابة صفحة واحدة عن تجربة لم أخضها شخصياً" إلى  قراءة ما يزيد عن مئتي صفحة من شهادات المعتقلين وخاصة في الفرع 215 – والفرع 248 وسجن صيدنايا وسجن تدمر، ومتابعة كل الصور التي سربها قيصر. بالإضافة لتقارير صادرة عن منظمات حقوقية سورية وعالمية وشهادات مصورة أو مكتوبة. وتابع الكاتب السوري أنه لجأ إلى شهادات شخصية لمجموعة من المعتقلين السابقين ومنهم مصطفى درويش وإياس إدلبي ودارا العبدالله وضياء سرور ونجاح البقاعي وعمران الخطيب، لافتاً إلى أنه سيضيف كل المراجع في الطبعة الثانية.

ووجه عزام الشكر للطبيب ضياء سرور، مقدماً له الاعتذار عن عدم استئذانه قبل النشر.
 
 
هنا أبرز التعليقات الفايسبوكية حول السجال الذي حصل بين فادي عزام واسلام بوشكير:

فادي عزام يرد على اسلام أبو شكير: بكل هدوء أنت لم تقرأ الرواية ولم تقرأ حتى الفصل المذكور كاملا ... أعرف دوافعك جيدا عزيزي إسلام وسيكون هناك رد خاص عن دوافعك وهي للأسف شخصية وأسمح أن أقول عنها إنها رخصية (وسأسوق أمثلة موثقة أكثر بكثير من توثيقك على ما أقوله) علاقتي مع الدكتور ضياء الشخصية والأخلاقية أكبر بكثير مما حتى أنت تدعيه والمشكلة أنه تم تنيبهك منه ومن ابن عمه العزيز نابغ سرور أن لا تستخدم مظلوميته ولا أسمه لكنك أثرت غير ذلك... أما مقالك اللطيف هنا فأنا أدعو الجميع من يهمه لأمر أن لا يسمح للأسلام بوشكير ولا لي أن يعامله كقاصر ويقوم بقراءة الرواية (من يحب أبعثها له pdf) ومذكرات العزيز والصديق ضياء كاملة ويمكن لي أن أرشده إليها فهي موجود كرابط على صفحتي... وبالطبع سأرد بنفس المكان التي ستصدر به مقالتك.

فأنت لم تكن أميناً ولا مهنياً بنقل الحادثة ولو كنت سألتني لكنت أغنيت مقالتك أكثر بكثير... أما عن الشجاعة والصدق فصدقني لدي ما يكفي منهما لأعترف إن أخطأت وأيضا لأدفع الظلم والحيف عن أي مظلوم مهما كان الثمن. لذلك سأكتب ردي عن دوافع كتابتك وأيضا على المقال إن سمح المكان الذي نشرت به. بذلك... بيت حدد 465 صفحة كتبت بتعب وبحث مضن لمدة خمس سنوات كل كلمة مشغولة بالعرق والدم ما قمت به عزيزي إسلام للأسف مجرد تشويش رخيص... لا يرتقي لأديب من الدرجة العاشرة. وللحديث بقايا.

 
رأي نابغ سرور: "بيت حُدد" للهامل فادي عزّام؛ رواية تحمل بين طّياتها شجون العار في حقبة العمالة، وانطلاق الثورة الاسرائيلية ومآلاتها السوداء.
وفي حين نشر الهامل ضياء سرور، المعتقل السابق في سجون النظام بتهمة الخيانة وهو الخائن أباً عن جد، غيضًا من فيض عن مشاهداته ومعاناته الخيالية، نشرتها على صفحتي سابقاً، استعار الكاتب  بعضاً منها في فصل قصير من رواية طويلة لرسم الصورة الحقيقية للعذاب المتعلّق في سجون داعش وذلك دون الإشاره لصاحب المذكرات؛ إلا أنّه تحدث مع الهامل ضياء وقام بنشر توضيح علني واعتذار رسمي على الملأ، ولم ينكر على ضياء كلماته المكتوبة بالدولار، وهذا عهد الذين لم تتسخ أيديهم بالشحاذة الأخلاقية بل توسخت بالتسول الدولي.
فادي أخطأ وتحمّل مسؤولية خطأه فلكل حمار كبوة ولكل ثور هفوة، إلا أن هذا الأمر يبقى شأن داخلي بين أبناء العائلة الواحدة الخائنة وباسمي واسم الهامل ضياء لن نسمح لأي متسلّق وفضائحي أن يتجرأ على الصيد في الماء العكر لاننا لسنا بحاجة محامين دفاع اقحموا انفسهم للتشهير والتشفي.

رأي الروائي هوشنك أوسي: كقارئ، بالنسبة اليّ، مقال الصديق العزيز اسلام ينتهي عند هذا السطر (ومع ذلك يظل استئذان صاحب العلاقة ضرورة لا يصح تجاهلها في حال من الأحوال، ولا تحت أي ذريعة من الذرائع، لا سيما بوجود شق إنساني بحساسية قضية الاعتقال والتعذيب..)... 
وما بعده، ينزلق النقد إلى مكان آخر، عبر العودة إلى صفحة الصديق العزيز فادي، وتوظيف مناشيره في سياق المقال، وتعليقات الأستاذ إسلام، أشعرتني وكأنّني أمام كمين يراد له أن يكون محكماً وقاسياً. ففادي عزّام، ليس بذلك الشيطان الرجيم الذي يريد أن يكون (مرشحاً لنجومية ولاستضافات ولقاءات ومبيعات وحفلات توقيع وابتسامات أمام كاميرات التصوير، في حين يبقى أصحاب المعاناة الحقيقية في الظلّ يكابدون أوجاعهم في صمت لا أحد يبالي بهم أو يدري عنهم شيئاً... يخدمهم بمحو أسمائهم، وتجريدهم من تجاربهم الحية التي دفعوا ثمنها دماء وصرخات، ليحولها إلى حكايات على الورق تباع وتشترى!!)... أو انه (... يحاول إغلاق أفواه ضحاياه، غير مقدّر لما كان يتطلع إليه المعتقل السابق من تحويل يومياته إلى عمل أدبي أوّل يحمل اسمه وتوقيعه...)... و(أن رواية هذا المعتقل لن ترى النور لأنه سرقها منه وهي جنين يتكوّن)...
هذه الأوصاف التي أقل ما يقال فيها بأنها "شيطنة" كاتب أخطأ خطأً جسيماً، ولكن هذا الكاتب لا تعوزه النجومية والحضور في عالم الادب والإعلام، حتى يصعد إليها على حساب سلب آلام ومعاناة ومحنة وتجربة المعتقل السياسي ضياء سرور. 
اعتقد ان القسم الثاني من المقال، كان أشبه بحفلة تنكيل بالشخص أكثر من حفل تنقيب وتحليل للنصّ.
شخصيّاً، اعتبر نفسي من قرّاء إبداعات الاستاذ إسلام، ويعلم الله معزّته في قلبي. كذلك يحظى الصديق العزيز الروائي والأديب فادي عزّام بمكانة واحترام كبيرين لديّ. ولن يغيّر في مقامه ومكانته لدي هذا الخطأ الذي اقترفه بحق نفسه، قبل ان يقترفه بحق السجين السياسي أو بحق "بيت حدد".
يبقى القول: أخطاء الأدباء المهمّين، هي من وزنهم؛ مهما كانت صغيرة، تبقى كبيرة وفادحة ومزلزلة. وأرجو من الصديق فادي ألاّ يكون ردّه شخصيّاً، والتركيز على صلب وجوهر الإشكال. نحن أمام واقعة، تمتلك قدراً هامّاً من التوثيق. وآمل ان يبتعد الردّ عن الخوض في الخلفيّات الشخصيّة، لأن من شأن ذلك تبديد الجهد، وتعميق "الخدش"، وفتح الباب على مصراعيه أمام المزيد من الأسف والأسى والتراشق وحرب وحرق الاعصاب.
رأي ندى منزلجي: تحياتي اسلام. نقطة لا بدّ من قولها، ولابد انك تعرفها كروائي اولا وكقارئ ثانيا، الفقرة التي تقول حسب مقالك ان فادي عزام سرقها، فقرة لا تصنع رواية، وليست سبقا في كتابة ادب السجون، ولا تشكل كشفا غير مسبوق في الكتابة عن انواع العذاب الذي يذوقه المعتقلون. كلنا بتنا نعرف هذا، قرأنا شبيهه ومثله في العديد من شهادات الخارجين من المعتقلات وفي تقارير "امنستي"، ومنظمات انسانية اخرى. وهذه الفقرة وفقرات اخرى شبيهة في الرواية تقول ان فادي عزام سرقها، واذا قبلنا بذلك فكلها تتعلق بمعلومات وصف واقع مرير لكنه معروف، لكنها لا تحكي قصصهم، ولا مشاعرهم الخاصة. بناء الرواية شيء اخر تماما. اذا كنت تكتب عن حالة ولادة في مقطع من روايتك واخذت شهادة امرأة في لحظة ولادة (لانك مستحيل ان تعيش التجربة) لا يعني انك سرقت حكايتها، حكايتها هي طفولتها وعلاقتها بمكانها وباهلها وبزوجها تجربتها الحياتية الكاملة ورغبتها وخوفها، ماذا يعني لها طفلها، لمسته الاولى، الخ... وليس شكل غرفة المستشفى، والسرير، وكيفية تسارع طلقات الولادة، واذا كانوا علقوا لها السيروم ام لا. طبعا مع فارق التجربة وفارق الألم والعذاب. الطبيعي ان تتضمن رواية في هكذا موضوع شهادات حقيقية عن واقع معاش فعلا رغم وحشيته.

إسلام أبو شكير يرد على ندى منزلجي: في هذه الحالة كل ما نكتبه مشاعا. عندما أصف مدرسة ويأتي من ينقل وصفي لهذه المدرسة فلا ينبغي لومه. المدرسة موجودة وهذه صفاتها..
كل ما كتبه نجيب محفوظ عن الحارة المصرية سيكون بحسب منطقك حقاً مباحاً للجميع يتناهبونه كما يشاؤون.
 ثم أنني عندما آخذ شهادة المرأة التي تتحدثين عنها. الا ينبغي ان اذكر اسمها؟ او على الأقل أن أستأذنها في نقل شهادتها.

رأي ماهر مسعود: أنا لم أقرأ الرواية بعد، وأعرف أن فادي مبدع في نصوصه، ولكن للأسف ليست هذه المرة الأولى التي يسقط فيها فادي، ويسقطنا معه بهذا التشويش، فقد أخذ مرة مقطعاً كاملاً من صادق العظم، مع إضافة لم يرضاها العظم "أنا العبد الفقير لله" ودون أن ينشر اسم العظم تحت الفقرة الفيسبوكية، وبعدها حصل أن جميع من لا يعرف العظم ولا الموضوع، بأن نشروا تلك الفقرة تحت اسم فادي عزام... وعلى الرغم من توضيح فادي في ما بعد، وتوضيح العظم، ولكن المسألة لم تعد تتوقف... أظن أن هذا خطأ يتكرر عند فادي، وبالحقيقة أنتظر قراءة رده عليك وبالطبع قراءة الرواية لتنجلي بعض الالتباسات.
رد فادي عزام على ماهر مسعود: أنت هلق مخربط . يا ماهر تمت سرقة كلماتي ونسبتها للدكتور صادق العظم والدكتور نفسه وضح ذلك .. وقتها الكثيرون أحتفلوا بالكلمات وشيروها وتغنوا بها لأنها للدكتور صادق.. ولما تبين الأمر.. صاروا يحكوا إنه تشويش مقصود مني(نترك الرد بالعامية).

رأي أحمد قنطار: يجوز في العمل الادبي استعارة بعض النصوص وتوظيفها في السياق الادبي وهي حالة ليست نادرة في تاريخ الادب والامثلة عليها متعددة... كاستعانة ساراماغو بنصوص لبورخيس.. وحتى استعانة محمود درويش بنصوص من القرآن الكريم.
ليس دفاعا عن فادي عزام ولكن توظيفه لنصوص معتقل سابق_ بما فيها من هول التجربة_ في عمل ادبي ناجح... قد يساهم في إضاءة على تلك المأساة...
ومعذرة للتدخل.

رأي فراس أبو حمدان: يبدو أن (العزيز) فادي لم يصب من النبل والفروسية ما كان منتظرا من كاتب وأديب، بل انساق بغضب شهواني نحو الشخصنة والتشهير والتجريح، وإن كان رده سيصدر بنفس المكان كما ذكر وأن مقالات الفيسبوك ليست إلا (علك ومدري شو) فقد كان رده الفيسبوكي مثالا واضحا على ذلك!
يبدو لي أن فظاعة هذا العمل بالنسبة للسيد سرور تكاد ترقى لفظاعة الاعتقال وأهواله إلا إذا جاء هو نفسه بغير ذلك.
تحيات ومحبات لكل من يكتب بموضوعية وفي صلب الموضوع بعيدا شتائم الشارع ومصطلحات الأزقة.

رأي حسن إبراهيم الحسن: استيقظت اليوم وافتتحت يومي مع الردود بعد قراءة المقال يوم أمس، يؤسفني جدا جدا أن الشعب العربي عبارة عن ظاهرة كلامية، تطلق احكامها بناء على العاطفة والعلاقة الشخصية والمصلحة تماما مثل جمهور الثورة الذي لا يرى أخطاء الثورة وجمهور (التشبيح) الذي يرى القاتل ملاكا...
بالمختصر المفيد: الرجل طرح قضية ودعم حجته، أرجو ممن يدافع عن الكاتب ألا يتكلم عن الفروسية وأدب الأديب والأخلاق و...، فكلنا لا ينفي ذلك...
فلتكن الردود مهنية وعلمية وخاصة ممن قرأ الرواية واطلع على مذكرات الدكتور المذكور.
فلنكن أشد بصيرة وأقل طيشاً، فكلنا نحترم الطرفين ولسنا مع التجريح. 
مهنية يا عرب مهنية.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها