الإثنين 2018/01/15

آخر تحديث: 00:01 (بيروت)

لقاءان مع الكاتبين عبد الحكيم القادري وجان هاشم

الإثنين 2018/01/15
لقاءان مع الكاتبين عبد الحكيم القادري وجان هاشم
increase حجم الخط decrease
دعت دار "هاشيت أنطوان/ نوفل" ونادي القراء "Bookoholics" إلى لقاء مع الكاتب عبد الحكيم القادري، الأربعاء 17 كانون الثاني المقبل، من الساعة الخامسة والنصف إلى السابعة والنصف، في مكتبة أنطوان في أسواق بيروت (وسط بيروت). وذلك لمناقشة روايته الجديدة "للموت عيون ملوّنة" الصادرة عن دار هاشيت أنطوان/ نوفل. ثم يليه في المكان نفسه، عند السابعة والنصف مساء، لقاء آخر مع الكاتب جان هاشم لمناقشة روايته "خيمة مروى"، ينظمه نادي "Lebanon Readers Society"  بالتعاون مع الدار.


مقطع من "للموت عيون ملوّنة"
أيلول عائدٌ، وأنتِ لستِ هنا كي تستقبليه. الشّوقُ يا سوسن... لم أكن أعلم أنّ الشّوق مرضٌ مميت. كلّ الجروح فـِيَّ يمكن رتقُها بغُرَز النّسيان، إلّا فقدك، لن يني هذا الجرح يتّسع كلّما تذكّرتُ أنّي سأحيا العمر من دونك. قلبي يا سوسن يصطلي بالشّوق إليكِ، وهذا الحبر الذي خاصمتُه منذ مدّة، لم أكن لأعود إليه لولاك. من سيترنّم بأغنية شهر ميلادك حال عودته قريبًا؟ هل كانت فيروز تعلم حين غنّت ورقه الأصفر أنّ أيلول سيرجع وإنتِ بعيدة بغيمة حزينة قمرها وحيد؟ سيُبكيني شتاء أيلول يا قمري السّعيد. سيُبقيني وحدي في العتمة والبرد، أحاول إنارة الشّموع سُدًى. أسقمني البحث في العيون الملوّنة عن أثرٍ لعينيكِ يا سوسن. أحيانًا، أتمنّى لو أنّ الرّصاصة اصطفتني أنا لا أنتِ. أنا التي كان يجبُ أن أُقتَل. الرّصاصة كانت ستكون الخلاص مـمّا أعيشه الآن، وأنا الآن في عداد الأموات.
عبد الحكيم القادري: من مواليد بلدة كفرشوبا جنوب لبنان (1994).

مقطع من "خيمة مروى"
راحت تتذكّر كيف كانت (...) تُعنى بشكلها وهندامها، وتتحضّر لعودته. وكيف كانت تصمّم على أن تبدو له، في حال رجوعه، على أفضل حال. كانت تريد أن تعوّض عليه ما يمكن أن يكون تعرَّض له من إهانات أو تعذيب أو حتّى من إذلال السجن وحسب. تتخيّله عائداً بلحية مهملة وشعر طويل لم تُتَح له فرصة العناية بهما في سجنه، وتفترض أنّه سيكون بأمسّ الحاجة إلى الاستحمام، هو الحريص على نظافته وأناقته. ترى نفسها وهي تساعده على ذلك، ثمّ تعدّ له الطعام والكأس، ثمّ عندما يخلو لهما الجوّ، بعد انفضاض مجلس الزوّار المهنّئين بالسلامة، تجلس بقربه، تجعله يستلقي على الكنبة الطويلة في غرفة الجلوس أو على السرير في غرفة النوم، ورأسه في حضنها، تمرّ بيدها على شعره ووجهه وكتفيه وصدره، تأخذ خدّيه وذقنه بجمع كفَّيها، تنحني عليه، تقبّله. تتفحّص جسمه من آثار أيّ أذىً أو تعذيب. تُسمِعه الكلمات الجميلة العذبة تُداوي بها جراحات نفسه العميقة، قبل أن تأوي معه إلى فراشهما وترتمي هي على صدره، باكية من فرحٍ أو من قهرٍ، لا تدري. تُفرّغ من قلبها كلّ ما
عانته بدورها من قلق الانتظار.

جان هاشمكاتب ومترجم لبناني (مواليد زغرتا، عام 1953).

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها