من دون شك أن الرقابة اللبنانية ترضي دائماً جهات طوائفية، اسلامية ومسيحية، وأحيانا أمنية، ومرات جهات اقليمية سورية أسدية، وإيرانية ملالية... ولا جديد يمكن قوله سوى التهكم من محاولة البعض الوقوف في وجه الخيال السينمائي.. تتطرق السينما الى الأديان وتحاول أن تبتكر وتجد أفكاراً جديدة تتخطى الواقع و"المحرمات"، وهذا الأمر بات مألوفاً بقوة في العالم الغربي. في لبنان، يبدو أن الرقابة الدينية تحاول أن تمارس حرباً ضد الخيال، هي حرب فاشلة ولم تعد مجدية، بل تساهم في الترويج للأفلام وإن منعت من العرض. فالفيلم الممنوع، عدا عن عرضه في أوروبا، وحتى في عمق العواصم المسيحية، فهو عرض في دول كالإمارات أو الكويت أو الجزائر أو قطر. وبررت بعض المصادر أن هذه الدول إسلامية، على عكس لبنان الذي تشكل فيه الطائفة المسيحية نحو 50%"...
والحال إن الرقابة حين تمنع عرضاً في صالة أو على شاشة تلفزيون، لا يعني أنه يمكنها منع انتشاره في العالم وفي الانترنت، الذي بات الوسيلة الميديائية الأهم لدى الشعوب، إذ يصل الى الكبير والصغير، في البيت والشارع والمكتب والسيارة والمقهى وربما الجرود.
بات المنع أقرب الى الأضحوكة، بغض النظر عن نوايا لجنة الرقابة وحرصها على الطقوس والشعائر. وهم باتوا يزايدون على العالم أجمع. مع التذكير أن الشارع "الديني" تحركه الغرائز، وقد يلجأ الى الحرق والتكسير لمنع فيلم، وتبقى الرقابة المسيحية هينة مقارنة بالاسلامية.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها