الإثنين 2017/08/14

آخر تحديث: 14:13 (بيروت)

رشيد بوجدرة يعادي الجميع.. وكتّاب الجزائر غاضبون!

الإثنين 2017/08/14
رشيد بوجدرة يعادي الجميع.. وكتّاب الجزائر غاضبون!
increase حجم الخط decrease
عاد الجدل حول الروائي الجزائري رشيد بوجدرة في صفحات الفايسبوك، وهذه المرة ليس بسبب مقلب تلفزيوني سخيف تعرض له، بل بسبب مواقفه من الأدباء الجزائريين والسلطة.

فقد أثنى بوجدرة، على سعيد بوتفليقة، في إشارة إلى وقوفه الى جانبه في قضية الكاميرا الخفية التي اثارت جدلاً كبيراً في شهر رمضان الماضي، لافتاً إلى أن ما قام به مستشار رئيس الجمهورية هو موقف يعبر عن مساندة ودعم الدولة له في سابقة تعتبر الأولى منذ بداية مشواره الأدبي الطويل على مدار 52 سنة كاملة، بحسب ما نقل الاعلام الجزائري. 

والقضية ليست في موقف بوجدرة من السلطة فحسب، بل في موقفه الاعتباطي من الأدباء الجزائريين، اذ قال صاحب "الحلزون العنيد": "منظومة النشر في الجزائر لا تضمن لك العيش، فأنا أعيش على مداخيل ما أكتب، عدت للكتابة بالفرنسية لأضمن دخلاً محترماً وتوزيعاً مهماً لأعمالي. عملت مع دور نشر جزائرية أكلت حقوقي واضطررت لأكثر من مرة لمقاضاتها. ولكنها ليست أحسن حالاً من دور أخرى، فالناشر الجزائري زيادة على أنه غير مثقف ولا يقرأ، فهو أيضاً يتعامل بمنطق صاحب الفضل عليك في النشر.. كل هذه الظروف جعلتني أقرر التوقف عن الكتابة بالعربية وعدت للكتابة بالفرنسية".

وشدد بوجدرة على أنه رغم كل العراقيل والعقبات التي صادفت طريقه إلا أنه أصر على الاستمرار في الكتابة بالعربية وقدم 12 رواية باللغة العربية، لافتا إلى أنه حورب محاربة شرسة من طرف الراحل الطاهر وطار، الذي كان صديقه ورفيقه لأنهما كانا في خلية واحدة في الحزب الإشتراكي على حد زعمه. وقال موضحا: "أصبح وطار يقول بأن بوجدرة لا يكتب بالعربية وإنما يكتبون له. كما حاربني أيضاً الفرانكوفونيون في الجامعة، على غرار السيدة حدة ودليلة مرسلي وآخرين هاجموني لأني كتبت بالفرنسية. وفي فرنسا أصبح هناك تيار ضدي في الصالونات والصحافة، وقل وجودي كثيراً في الصحافة الفرنسية، لكن دار النشر ساندتني".

وعن موقفه من الذين يكتبون اليوم بالفرنسية رد بوجدرة قائلا: "أمين الزاوي كتب بالفرنسية المليئة بالأخطاء، ولغته ضعيفة جدا وبوعلام صنصال حاقد على الجزائر بشكل رهيب. حتى أنه أصبح يقذف الثورة ويقول إن كل ضباط الجيش الجزائري من النازيين وهذا خطير. كمال داود أيضا في رواية "ضد الغريب" يكتب عن كامو ويبرر فيها موقفه الذي كان ضد استقلال الجزائر. من أجل كل هذا أحضّر لنشر كتاب جديد عن طريق دار نشر "فرانس فانون" في تيزي وزو، وهو كتاب نقدي ضد تلك الأسماء الأدبية التي تسيء للجزائر. وهو مكتوب بالفرنسية لأن المقروئية اليوم في الجزائر فرنسية فأغلب الجزائريين المعربين لا يقرأون.
وجاءتني الفكرة منذ استفزازات بنت الباشاغا بن غانا، التي أفاضت الكأس فقررت فضح هؤلاء الذين يزورون التاريخ والكتاب يتحدث عن  صنصال وكمال داود وسليم باشا".

وعلق الروائي بشير المفتي على تصريحات بوجدرة قائلا: "عندما عاد بوجدرة للكتابة بالعربية لم يكتب في الحقيقة إلا رواية يتيمة واحدة بعنوان "التفكك"، وأظنه كتبها بالفرنسية ثم أعاد صياغتها بالعربية، ربما كان يحلم بجائزة نوبل، حيث ساد الاعتقاد أنها لن تمنح إلا لمن يكتب بلغته الاصلية. واستفاد بو جدرة ماديا بعودته للعربية حيث طبعت أعماله بعشرات الآلاف من النسخ التي بيعت فيما بعد عندما أفلست شركة الدولة للنشر بملاليم... طبعا لا أحد يشك في إبداعية صاحب "ألف عام وعام من الحنين"، التي كتبت تيمنا برائعة ماركيز "مئة عام من العزلة" وصاحب روايات "الانكار، ليليات امرأة آرق، والحلزون العنيد"... طبعا بوجدرة هو ابن مرحلة سياسية وثقافية معينة وللتاريخ هي ثقافة وصلت إلى حدودها القصوى، أي من المفروض يعلن وفاتها لولادة ثقافة نقدية جديدة، يمثلها جيل آخر مثل الصحافي والروائي الجيد سعيد خطيبي وغيره من كتاب يرفضون بيع الذمم وشراء المواقف؟"

وقال الناقد محمد العباس: "عندما يتنازل الروائي عن الإبداع ويتفرغ للمهاترات... رشيد بوجدرة يمركز ذاته في قلب المشهد الثقافي الجزائري ويوزع الاتهامات على مجايليه"...

وكتبت هاجر حمادي "رغم تضامن كمال داوود مع رشيد بوجدرة في محنته الأخيرة، ورغم أنه بوجدرة كان قد تكلم بالإساءة عن داوود قبلها، لكن ها هو بوجدرة يعيد الكرة اليوم في تصريحه لموقع Tsa، ويفجر عقده من كمال داوود، ببساطة لأن بوجدرة غوغائي وشعبوي وسيبقى كذلك، مهما بلغ من مستوى ثقافي والذي لا أراه فعلا كذلك ولم تعجبني كتاباته يوما، والتي انتشرت في زمن الغفلة وقلة المنافسة، وها هو يهاجم كمال داود وأمين الزاوي وبقية المثقفين ويتهمهم بالعمالة!
بوجدرة هو نموذج للشعارات الزائفة والخطاب الوطني الذي أكل عليه الدهر وشرب، ومثال للشيوعيين الفاشلين الذين كانوا مطية للفكر الإسلامي، وجسرا لتجهيل الشعوب ونشر الغوغائية بينها، فالتزم حدودك يا بوجدرة والفكر والمستوى الثقافي لا يحدد بالعمر أو التجربة، وكمال داود أكبر منك فكرا وأخلاقا ورقيا وثقافة وحضورا، فلا داعي لغيرتك وحقدك وعقدة النقص من الناجحين الذين أنهوا حضورك".

ودوّن محمد رفيق طيبي "بعد حوار الكاتب رشيد بوجدرة لفائدة موقع TSA من واجب المثقفين التعاون لكتابة رسالة مستعجلة تحمل أكثر من ثلاثين توقيعا، تكون سرية المحتوى (لا تقدم لوسائل الاعلام) فيها مطلب وحيد وملح يوجه للروائي الكبير رشيد بوجدرة، بهدف ثنيه عن محاورة أي وسيلة اعلامية وعدم المشاركة في أي ندوة داخل أو خارج الوطن، نظرا للأخطاء الفادحة، التي صار يرتكبها ولتساهله حين يتعلق الأمر بالتقليل من جهود الآخرين، بما يجرح صورة الثقافة الجزائرية ويحبط من عزيمة الجيل الجديد الذي يرى فيه قدوة".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها