الخميس 2017/08/10

آخر تحديث: 11:05 (بيروت)

الديوان السردي

الخميس 2017/08/10
الديوان السردي
لوحة لشوقي شمعون
increase حجم الخط decrease
(*) يبدأ مفهوم "الديوان السردي" من حيث انتهى ديوان الشعر مفهوما قائما على تراث من النُظُم والثوابت العروضية أولا، وتصنيف فحولي لطبقات الشعراء من ناحية ثانية. وفي هذا الابتداء والانتهاء يعلن كتاب السرد عن شيخوختهم الابداعية من حيث خضوعهم لقوانين الديوان الشعري والاحتماء بتصنيفه النافد المفعول. 

من الناحية الحداثوية لا يليق أن ينتسب الأدب إلى ديوان يُعرف به ويتخصص بوظائفه، بعد استنفاد وظائف التصنيف والتبعية لأغراض فوق/ أدبية مفادها الحماية من الانقراض او التصدر لفعاليات أصولية وماضوية. وأكثر مظاهر "الديوان" تقليدا اجتماع فئة نصوص كاجتماع مجموعة قصائد في ديوان لا رابط بينها سوى تأريخ محاولات كاتب الديوان او قياس نموه الأدبي. لكن التقليد الأجلى ماضوية هو انتحال السرد لوظيفة الشعر واحتلاله مرتبة التصنيف الديواني من دون تعديل نظري، أو سلطة ذاتية الدفع.

لم نسمع كاتبا من غير كتاب العرب يريد أن يُشتهَر بالرواية مثلا، فينتسب طائعا إلى ديوان ينظم أصولها، خاضعا إلى مراسيم خضع لها كتاب الزمن القديم. بل الأدهى ان ينسب الكاتبُ الفنَّ هذا إلى فئة دون غيرها من الأقوام بإدعاء: "الرواية ديوان العرب" وهو يقصد ان الرواية ستحتل مرتبة الشعر من خلال شهرة الديوان العربي وسطوته على غيره من فنون القول الأدبي في ماضي الأزمان.

يلخص اللجوء إلى ديوان المراسيم الأدبية نزعةً بدائية ترتضي التبعية والخضوع، من حيث بدأ أصحاب الديوان الشعري العربي الحديث مغادرة هذا الموقع فعلا (أدونيس مثلا)، وترسيم مناطق جديدة لإيقاعهم المتناغم وروح العصر. فلماذا يحصر كتاب الرواية (وكذلك سادة ديوانهم النقاد) أعمالهم الإبداعية والنقدية في تقليد إشهاري/فئوي/ إتباعي/ وهم صاغرون.


(*) مدونة كتبها القاص العراقي محمد خضير في صفحته الفايسبوكية.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها