الإثنين 2017/07/03

آخر تحديث: 11:52 (بيروت)

أندريا مونراس ترد الجميل لبيروت وبرلين

الإثنين 2017/07/03
increase حجم الخط decrease
ما زال في مقدور بيروت أن تكون محط إهتمام، وما زالت تحفز على إيصالها بغيرها. فغداً الثلاثاء، عند السابعة مساء، وفي "مانشن- زقاق البلاط"، ستقدم الفنانة الاسبانية أندريا مونراس، بالتعاون مع المخرج ألفونسو مورال ومصممة الديكور ميرين أولر، عملها التجهيزي "حدود غير مرئية، بيروت-برلين" (بدعم من مؤسسة هاينرش بل-مكتب الشرق الأوسط)، وتتناول فيه العلاقة بين المدينتين بالانطلاق مما وجدته سِمةً تاريخية تشترك فيها المدينتان، أي الإنقسام الجغرافي بفعل السياسة ووقائعها. بيروت بخطوط تماسها الذي فرضته الحرب الأهلية، وبرلين بجدارها الذي رفعته الحرب الباردة ليفصل شرقها عن غربها. 

عاشت مونراس أربع سنوات في برلين، وأكثر من سنة في بيروت. أحبت المدينتين، وفي كل مرة، تعود الى كل منهما، تتذكر الثانية، ما حملها على الاعتقاد بوجود تشابه بينهما. على هذا الأساس، قررت "رد الجميل لبيروت وبرلين بسبب استقبالهما لها"، كما تقول لـ"المدن"، مهتمةً بالوقوف على لحظات الانقسام الذي أصاب كلاً من المدينتين، ساعيةً الى معرفة سياقاته، وفهم ظروفه المختلفة، فضلاً عن آثاره في جيلين. الأول، الذي كبر في ظله، والثاني، الذي كبر بعد انحلاله، أي بعد "اتفاق الطائف" وسقوط جدار برلين. من هنا، تطرح مونراس في عملها عدداً من الإستفهامات، التي، وبحسب حديثها لـطالمدن"، تتمحور حول "الذاكرة التي علينا ان نصنعها للشفاء من الماضي المضطرب للمدينتين". وهذا الماضي،  كما تراه، "خلف مجموعة من الجروح التي ما زالت تتحكم في علاقة الناس بمدينتهم". بعد ذلك، لا تغض مونراس النظر عما تجده ضرورياً، وهو "البحث في بناء صلات فعلية بين بيروت وبرلين بالاستناد الى تجربتهما".

لكي تنجز الفنانة عملها، لم تعتمد وسيطاً بعينه، بل اتكأت على إجراء مقابلات تسجيلية مع عدد من الناس، ومن مجالات متنوعة، في المدينتين. وخلال هذه المقابلات، تحدثوا عما كابدوه وقاسوه في فترات الانقسام، أو في الفترات اللاحقة على انتهائه. كما جمعت مونراس خرائط تصور معالم بيروت وبرلين المكانية المتعددة، وقصاصات من الجرائد اللبنانية والألمانية التي تناولت ذلك الانقسام، ووقائعه وآثاره. وبالاضافة الى هذه الأرشفة، التقطت صوراً لراهن العاصمتين، محاولةً ربط هذا الراهن بمنصرمه، فـ"الخط الأخضر، خط التماس، الذي أضعه فوق بعض الصور هو للتأكيد على أنه ما زال يلوح في الأفق، كما في بيروت، أو أنه كان، وبكل قسوته، هنا، في برلين".

لا تنفي مونراس أن التشابه بين المدينتين ليس كلياً البتة، الا أنها، وفي الوقت نفسه، تخبر عما قد يكون نقاطاً اجتماعية مشتركة بين بيروت وبرلين، كـ"الحيوية المدنية، والانفتاح على كل جديد، عدا عن تعامل الناس الدمث". وفي هذه الناحية، تذكر أنها، ولما تنتقل من عاصمة الى اخرى، والعكس، تجد أنها في مجالها، لذا، رغبت في تعريف سكان العاصمتين على بعضهما البعض، فبعد أن تقدم عملها في بيروت، ستذهب به الى برلين أيضاً.

لا تصل مونراس في عملها الى خلاصة ابداعية ما، سوى أن كل الجهد، الذي بذلته تحت اسم الفن، يندرج في سياق الإخبار أو في سياق التجميع، الأرشيفي وغيره، أي أنه جهد بحثي. وهذا، على الأغلب، يرتبط  بنظرة محددة الى المدينتين، نظرة شبه سياحية، نظرة الضيف، لكنها، وعلى الرغم من ذلك، شجعت صاحبتها على البحث في الصلات بين مكاني استقبالها. فانتقلت من تشابه ظاهر بينهما، ركزته بالإخبار والتجميع، قبل أن تتوقف عنده: "لم أحاول بناء مدينة من أجزاء المدينتين، لكنني أردت أن أفتش عن الجامع بينهما، عن الحدود غير المرئية التي ارتفعت فيهما، والتي كانت ذات يوم مرئية للغاية".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها