الجمعة 2017/05/19

آخر تحديث: 13:40 (بيروت)

"الصعاليك": بيروت تفتح أماكنها لموسيقى شباب سوريين..رغم كل شيء

الجمعة 2017/05/19
"الصعاليك": بيروت تفتح أماكنها لموسيقى شباب سوريين..رغم كل شيء
عبودة جتل لـ"المدن": "نعزف لنفرح ونتنفّس ونعبّر"
increase حجم الخط decrease
"تأسسّت فرقة الصعاليك في بيروت عام 2013 من قبل عازف الغيتار السوري أحمد نفوّري وعازف الإيقاع السوري محمد خياطة. انضمّ اليها في البداية موسيقيّون من جنسيات مختلفة الى أن استقرّت على شكلها الحالي. فالفرقة مكوّنة اليوم من خمسة عازفين ومغنيَين سوريين وعازفة نروجية. أما مؤسسها أحمد، فقد اضطر الى مغادرة لبنان لعدم قدرته على تجديد إقامته وهو مقيم اليوم في هولندا، كما يخبر عبودة جتل، عازف الإيقاع السوري في الفرقة الذي أتى الى لبنان العام 2008 ليدرس علم النفس في الجامعة اللبنانية، وانضم الى "الصعاليك" في 2015. 

"نحن في الفرقة نشبه الصعاليك الذين كانوا مجموعة من الشعراء والفرسان المنتفضين على الطبقية والعادات السيئة السائدة في مجتمعاتهم وقبائلهم والذين نبذتهم قبائلهم، فعاشوا في الطرق والساحات والصحاري. كانوا يسرقون المال من الأغنياء لإعادة توزيعها. نحن لا نسرق، لكننا نشبههم في نمط عيشنا ونقدنا لعادات وظواهر سيّئة تُحيط بنا، وبأننا أصبحنا خارج بلدنا ولو بسبب الحرب"، يقول عبودة.

تصوّر الفرقة أغانيها وتنشرها في صفحتها في فايسبوك. في الفيديوهات، أربعة شبان وشابّتان (إنغِر هانيسبال ومنى الميستاني ونرير سلامة وسام عبدالله ومحمد خياطة وعبودة جطل) يعزفون ويغنّون بعفوية وفرح وتناغم، أغاني التراث السوري، وأخرى خاصة بهم. أعمارهم تترواح بين 22 و32 سنة وخلفياتهم متنوعة. فثلاثة منهم فنانون تشكيليون، عبودة معالج نفسي، إنغِر تركت دراستها للعلوم السياسية لتتخصّص في الموسيقى.

"نعزف لنفرح ونتنفّس ونعبّر"، علّق عبّودة. وتابع أن الموسيقى التي تؤدّيها الفرقة تمزج أشكالاً موسيقية عديدة، كلاسيكية وشرقية وصوفية وأفريقية.

يؤدّي "الصعاليك" أغاني تراثية سورية من مناطق مختلفة، كالرقة والسويداء ودير الزور وحوران وغيرها: "نحافظ فيها على الروح التراثية ونضع لمستنا الخاصة في التوزيع وطريقة الأداء"، يشرح عبّودة. ويؤدّون أيضاً أغاني خاصة بهم من كلمات وألحان أحمد النفوري ووسام العبدالله.

هذه الفرقة بالنسبة لعازفة الكمان النروجية، إنغِر، المولعة بالموسيقى الشعبية، هي مكان حرّ لقول ما يجول في البال وللإحساس به.

أتت إنغر الى بيروت منذ ثلاث سنوات، وهي تعزف مع الفرقة منذ سنتين. تدرس الموسيقى المشرقية في الجامعة الأنطونية، وتعلّم العزف على الكمان لأطفال وشباب في مخيم البرج الشمالي للفلسطينيين في جنوب لبنان. "للموسيقى قوة وسحر وقدرة على تغيير الناس وإنعاشهم". 

تعزف إنغِر مع الفرقة على الكمان، في الأغاني الخاصة، وعلى الربابة في الأغاني التراثية، وأحياناً على الدّف. "عندما أتعلّم آلة جديدة أشعر أن شيئاً ما في حياتي قد تغيّر". وهي تعلّمت العزف على آلة الربابة حديثاً. "هذه الآلة رهيبة، عزفها ليس صعباً أبداً، أي شخص ممكن أن يعزف عليها. صوتها يشبه صوت الناس الذين يغنّون من دون أن يتعلّموا الغناء، صوت عمره مئات السنين. وكأن لهذه الآلة روحاً".


بالرغم من صعوبة العيش في بيروت لسكانها وللوافدين إليها، كما يصف عبّودة، إلّا أن بعض أماكنها فتحت المجال للصعاليك، ولفرق شبابية أخرى، للغناء والتجريب والتطوّر مثل "مترو المدينة" و"راديو بيروت" و"باك دور": "عرضنا مؤخراً في الجامعة الأميركية في بيروت بدعوة من النادي العلماني فيها، وسنقدّم عرضاً شهرياً في مترو المدينة إبتداء من 21 أيار\مايو".

تتمنّى إنغّر وعبودة وباقي أعضاء الفرقة أن يتمكنّوا من العزف والغناء في مدن أخرى عربية وأجنبية، وتجد عازفة الكمان والربابة أنه من الظلم أن تتمكنّ هي فقط من السفر دون باقي الفريق ليس لسبب سوى لأنها أوروبية.  

وبانتظار أن يتغيّر الوضع الحالي والى حين "تسهيل إعطاء تأشيرات الدخول للسوريين"، سيتابع "الصعاليك" من بيروت، ومن خلال عزفهم وغنائهم التنقلّ بين المناطق السورية والعمل على تطوير موسيقاهم الخاصة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها