الإثنين 2017/04/03

آخر تحديث: 13:15 (بيروت)

رئيس تحرير مجلة نروجية يبيع القرآن وسط أوسلو

الإثنين 2017/04/03
increase حجم الخط decrease
فيما تواجه أوروبا تحديات خطاب الكراهية تجاه اللاجئين، والإسلاموفوبيا، يُقدِم رئيس تحرير مجلة نروجية على بيع القرآن وسط العاصمة أوسلو، حيثُ قام رئيس تحرير المجلة النروجية الفصلية العريقة "المعاصر"، وهو الناقد والمترجم كريستيان شيلستروب، ببيع نسخ القرآن بترجمته النروجية. أعلنَ شيلستروب عن مشروعهِ في صفحتهِ في "فايسبوك". وفي غضون ساعات، لاقى الإعلان استجابة كبيرة من متابعيه. ولأهمية المشروع في هذا التوقيت، وإذ تناولتهُ الأوساط الإعلامية النروجية كحدث ملفت للنظر، اتصلت "المُدن" برئيس التحرير واستفسرت منهُ عن فكرة المشروع والأسباب والنتائج.

جاءت فكرة مشروع بيع القرآن الكريم، في كرفان متنقل، وسط البلد، متزامنة مع تقلّد شيلستروب وظيفة رئيس تحرير مجلة "المعاصر"، وهي من أعرق المجلات الفصلية وتصدر عن أكبر دار نروجية Aschehoug، المعروفة بإنفتاحها على حوار الأديان في كثير من مطبوعاتها. وتضمن العدد الأول الذي أشرف عليه شيلستروب كرئيس تحرير، ملفاً متكاملاً حول القرآن والإسلام، شارك فيه باحثون ومتخصصون، قدموا وجهات نظر مختلفة ومتباينة حول الموضوع. عند سؤالهِ عن دوافعهِ لإقامة المشروع، قال شيلستروب إن "القرآن ليس مجرد كتاب مقدس وقديم فحسب، بل هو كتاب أصبح يرتبط بالقضايا السياسية وحياتنا اليومية، مضيفاً أن البعض يدافع عن الإسلام أو يعاديهِ من دون أن يقرأه. وأظنُ أن على مَن يدعم فكرة أو يعاديها، أن يكون ملمّاً بها أولاً، وفي الإسلام هذا لا يتم من دون قراءة القرآن". ويضيف: "هناك كثيرون ممن يعادون الإسلام، وهم لم يقرأوا القرآن أو أي كتاب آخر عن الإسلام. يعادونهُ فقط لأن بعض الوسائل الإعلامية والحوادث توحي لهم بذلك. وهناك من يدعم الإسلام ويدافع عنهُ من دون أن يعرف شيئاً عن هذا الكتاب، القرآن".

لقد كان مهماً لشخصية مثل شيلستروب أن يبدأ مشروعهُ هذا ويمضي فيه، كونه ناشطاً في النقد السياسي والاجتماعي، رغم بعض المضايقات التي صادفتهُ من عنصريين، بحسب قوله. إلا أن الاستجابة كانت جيدة جداً، مقارنة بما يحدث في أوروبا. يعتبرُ شيلستروب بلده، النروج، مكاناً مثالياً لحرية التعبير وطرح مشاريع لتقارب الثقافات والأديان. وهذا كان مشجعاً لفكرتهِ في الأساس. ويؤكد في حديثه أنه ليس مسلماً، ومشروعه ليس دعوة لاعتناق الإسلام، بل للتعرف على ديانة وكتاب صار لهما دور مهم على الصعيد السياسي والاجتماعي حول العالم.

ومن خلال متابعة الحدث، يتضح لنا التباين في تلقيه، بين المسلمين وغير المسلمين في النروج. كان إقبال النروجيين من غير المسلمين، على شراء الكتاب المقدس، من باب الاطلاع وحب المعرفة. بينما استغل بعض المسلمين الحدث للترويج على أنّه نصرة للإسلام! برغم تأكيد صاحب المشروع أن غايته معرفية، ولإشاعة روح الحوار والتعارف. وهذا يدعونا لإعادة النظر في ثقافة مجتمعاتنا العربية - الإسلامية. فهل كانت لتتلقى مثل هذه المشاريع بروحية النروجيين نفسها لو كان الأمر متعلقاً بكتب مقدسة لديانات أخرى؟ والسؤال مستَلهَم مما طُرح في مشروع شيلستروب نفسه: ماذا لو بِعتُ القرآن بهذه الطريقة في روسيا مثلاً، أو بِعتُ كتباً مقدسة غير القرآن في دولة إسلامية؟!

في خلال أيام معدودة، باع المُحرر النروجي، مئات النسخ من القرآن، وكان زبائنهُ من مختلف الأعمار والأجناس والتوجهات، وبينهم مَن يعادي الإسلام بشكل واضح. وهذه كانت غاية صاحب المشروع؛ أن يحرّض على المعرفة قبل اتخاذ موقف، حتى لو كان معادياً.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها