الأربعاء 2017/12/13

آخر تحديث: 12:56 (بيروت)

آخِر أيام المعرض

الأربعاء 2017/12/13
آخِر أيام المعرض
increase حجم الخط decrease
في اليوم الأخير لمعرض بيروت للكتاب 61، يبدو المشهد روتينياً مثل كل الأيام. قوافل من الحافلات تنقل الطلاب لزيارة الكتب، يترجلون ويمشون في طوابير وتتوزعون في أروقة المعرض بين الكافتيريا وأجنحة الألعاب وكتب الأطفال، بعض أحاديثهم العابرة تبين اتجاهات العلاقة بالكتاب والثقافة، أحدهم يقول لرفيقه "علاقتي بالكتاب مقطوعة"، وآخر يسخر من رفيقته بأنها سريعاً ما اشترت كتاباً، تجيب "هذا ليس لي إنه لأمي"، هناك بعض المتحمسين للقراءة وإن بطرق غير تقليدية. 

الأجنحة السورية
ثمة جوانب تشير إلى تحولات في معرض الكتاب، هناك الأجنحية التقنية العلمية والحرفية أو الفنية التي يقدم أصحابها الخط العربي وأشكاله من خلال لوحات او خشبيات، وهناك الأجنحة التي تخص الجمعيات الدينية، وألعاب الأطفال، والكتب العتيقة والمجلات، يترافق ذلك مع خفوت المشاريع الثقافية لدور النشر الأدبية.

يمكن الانتباه سريعاً إلى الكثير من الأجنحة السورية في أروقة المعرض، وهذا لا ينم عن ازدهار الطباعة والنشر في سورية، فالأجنحة المشاركة معظمها (باسثناء بعض الدور مثل "التكوين" و"ممدوح عدوان"...) مكتبات لم نعهد حضورها من قبل، تبيع العشوائيات وكتب مختلف دور النشر المنوعة (الطبخ)، أو الكتاب التراثية (كتاب الأغاني) أو المجلات القديمة (سوبرمان) والأدبية والمترجمة(أعمال كافكا). ومشاركة الأجنحة السورية إشارة بارزة إلى واقع الأزمة الاقتصادية التي تعيشها العاصمة السورية بسبب محيطها الملتهب وعلاقتها المتأزمة مع دول الخليج العربي، ولهذا لجأ أصحاب المكتبات إلى المشاركة في معرض بيروت كمكان قريب وغير مكلف ربما يعوض جزءاً من خسارات متراكمة...

تواقيع
في اليوم الأخير من المعرض، شبه غياب للتواقيع، وبدء أصحاب دور النشر جردة عن أيام المشاركة، بين الخسارة والربح والوقائع والنتائج استخلاص العبر والتفكير بالمستقبل. أحد الناشرين قال إن داره تعتاش من كتب بعض المشاهير، أو بعض الأسماء، فهناك روائية سعودية مثلاً باعت 25 طبعة من روايتها، وهناك أحد الاعلاميين باع عشر طبعات، أما باقي الكتّاب فيردون التكلفة من خلال التواقيع.

ثمة الكثير من العناوين اللافتة في معرض الكتاب، تتراوح بين الترجمات والروايات والكتب النقدية، يمكن العودة لمتابعتها لاحقاً. واذا كنا على مدى سنوات، نسخر نحن أهل الثقافة، من كتب الطبخ والأبراج التي تتصدر الأكثر مبيعا، فيبدو أنها شبه غائبة هذه السنة، أو تقصلت إلى جحمها الطبيعي ضمن واجهة الأجنحة، مع التذكير أن "الهوى الإيراني" بدا كأنه يقول على الملأ "هذا زمني"... فحتى بعض دور النشر غير الموالية لإيران، تجد فرصة في الاهتمام بما هو إيراني أو يتلقى المال النظيف منها.

عدا الجموح السياسي الذي يتبدل في كل مرة، هناك الأنترنت الذي خلط الأرواق، وبات يحتّم البحث عن قوالب جديدة لمعارض الكتب، وربما للثقافة نفسها.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها