الجمعة 2017/11/17

آخر تحديث: 13:07 (بيروت)

"السينما الجوالة"... البحث عن التغيير

الجمعة 2017/11/17
"السينما الجوالة"... البحث عن التغيير
لا تزال قدرات المجموعة المادية محدودة،
increase حجم الخط decrease
لأن للجميع الحقّ في مشاهدة السينما، ولأن البعض غير قادر على الوصول إلى الصالات، بادرت مجموعة شبابية إلى نقل عروض السينما الى الناس، وذلك بخلقها سينما متنقلة تجول القرى والبلدات في المناطق اللبنانية، كاسرةً احتكار بيروت للفنّ السابع.

"السينما الجوالة"movies on the move هي مجموعة الشبان والشابات بأعمار متفاوتة، من مناطق متعددة، واختصاصات واهتمامات ثقافية مختلفة ومتنوعة لا تقتصر على السينما. ولدت المجموعة من اقتناع أعضائها بأن الشباب يشكّل العنصر التغييري في بلد يعيش حالة توتر متواصلة، ما يخلق الحاجة إلى متنفس ومساحة نقاش وتلاقً بين المواطنين المختلفين. كانت هذه المساحة هي السينما وذلك لقربها من جميع الناس ومن إهتماماتهم.

ومنذ أربعة أشهر، شرعت "السينما الجوالة" بزيارة قرى لبنانية في أكثر من منطقة، لعرض أفلام متنوعة، تاركةً للجمهور فرصة اختيار فيلم من أصل ثلاثة خيارات مقترحة. وفي حديثٍ لـ"المدن" مع ريم المهتار، إحدى مؤسسات المجموعة، أشارت إلى "واقع المركزية التي يعيشها بلدنا خصوصاً في مجال الثقافة، حيث تكاد بيروت تتفرّد بجميع الأدوات والوسائط الثقافية، ما حملنا إلى إخراج السينما من هذه المركزية". كما تذهب المجموعة في اختيارها لمواقع العروض إلى المساحات والحدائق العامة "وذلك إنطلاقاً من إيماننا بحق المواطنين في هذه المساحات التي تسلب منهم واحدة تلوى الأخرى".
تنطلق "السينما الجوالة" في اختيارها للأفلام التي ستعرضها من "واقعنا ومحيطنا وهمومنا اليومية، فنختار الأفلام التي تحاكيها". وقد عرضت في أول نشاط لها فيلم "Into The Wil يتناول قصة شاب قرّر ترك حياة المدينة والعيش وحده في كنف الطبيعة. وقد اختير ليكون فيلم الإفتتاح لما يطرحه من "نقاش حول المحيط وأهميته، كما يستعرض شخصية ثورية اختارت العزلة لكنها أيقنت في النهاية أن التغيير يحتاج تضافر جهود الجميع. إن هذه الشخصية تشبه كثيرين منا"، وفق المهتار.

لا تزال قدرات المجموعة المادية محدودة، فهي لم تتخذ شكل جمعية بعد، وتقتصر مصادر تمويلها على مساهمات أعضائها وأصدقائهم. حتى إنها لا تمتلك الأجهزة القليلة التي تتطلبها نشاطاتها من projector وشاشة ومكبّرات صوت، فيقدّمها لها صديق المجموعة كمساهمة مجانية لهذه المبادرة. وفي كلّ نشاط، تحمل المجموعة هذه المعدّات القليلة وتتجه بها إلى بلدة لبنانية جديدة، لكن نشاطاتها لا تزال اليوم مقتصرة على محيط منطقة عاليه، لكنها تعزم على تغطية كافة المناطق اللبنانية في المستقبل.

من جهةٍ أخرى، تسعى "السينما الجوالة" إلى الترويج للصناعة السينمائية المحلية التي تراها جديرة بذلك، وتشير المهتار إلى وجود "الكثير من الأفلام اللبنانية الجيدة التي لا يسلّط الضوء عليها ولا تسوّق لها. لذا نسعى إلى التواصل مع مخرجي تلك الأفلام، فنعرض أفلامهم ونستضيفهم في حلقات نفاش". وقد عرضت المجموعة حلقة من مسلسل "زيارة" اللبناني، وستعرض حلقة أخرى منه في السابع عشر من الشهر الجاري.

تستقبل المجموعة في نشاطاتها الحالية ما بين 50 و100 مشاهد، يشاهدون فيلماً ثمّ يناقشونه، وهو أمر جديد على كثيرين منهم، وفق المهتار. تعرّف المجموعة دورها هذا على أنه "محفّز للتغيير التراكمي، وذلك عبر جعل الثقافة في متناول الجميع، وفتح مساحة دائمة للنقاش".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها