الأربعاء 2017/10/18

آخر تحديث: 12:25 (بيروت)

عن رونيه جيرار.. داروين العلوم الإنسانية

الأربعاء 2017/10/18
عن رونيه جيرار.. داروين العلوم الإنسانية
increase حجم الخط decrease
لغرض بحثي، أعيد بمتعة قراءة بعض أعمال رونيه جيرار (René Girard) الذي قال عنه ميشال سير (Michel Serres) بأنه "داروين العلوم الإنسانية". على كل روائي أن يقرأ رائعته "الكذب الرومانسي والحقيقة الروائية" (غراسيه، 1966). إنه بمنزلة "إنجيل" كل الروائيين في معرفة إواليات الرغبة في المحاكاة ولاشعور التنافس والحسد. 
الحق أن جيرار أغضب العلمانيين والمتديّنين في الوقت نفسه، أي، بشكل ما، أعطاهما في نهاية المطاف الحق معاً.

- أغضب العلمانيين، عندما قرّر أنه لا يمكن البحث عن أصول الثقافة الإنسانية من خارج باراديغم الدين كما تبدى في الطقوس والشعائر والمقدسات؛ وأن الثقافة هي بنت الديانة.
- أغضب المتدينين، عندما قرّر بأن العنف يلتف دائماً حول المقدس، وأن الأديان كلها تحمل معها إما بذور فنائها أو تحوُّلها بالعلمنة.

أحاول بنظريته حول "الرغبة في المحاكاة" (le désir mimétique) وكبش الفداء (le bouc émissaire) قراءة فصل من كتاب "الفتنة" للمؤرخ التونسي هشام جعيط، لأن في هذه النظرية (التي اعتبرها جيرار عالمية وتنطبق على جميع الثقافات والأديان) يمكن أن نكتشف حجم الرغبة الجامحة في المحاكاة والصراع التنافسي في احتكار المقدس الذي انجرَّ عنه تعيين كبش الفداء وانقسام الديانة إلى طوائف هي التجسيد الفعلي لهذه الرغبة في المحاكاة، أصل الإنسان الأنطولوجي وفصله الأنثروبولوجي والتاريخي.


(*) مدونة كتبها الباحث الجزائري محمد شوقي الزين في صفحته الفايسبوكية.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها