لقد اجتاز العطار مدن الحبِّ السبع، بينما لا أزال أنا في الزاوية من دهليز ضيق.
بعد العودة من مكة، استقرت عائلة الرومي في أرْزَنْجان، وهي مدينة في أرمينيا، احتلِّها علاء الدين السلجوقي، ومنها دعا بهاء الدين وَلَد، والد جلال الدين، إلى قونية. عاصمة الدولة السلجوقية في تركيا اليوم، تتلمذ جلال الدين على يد برهان الدين محقِّق الترمذي، ثم توجَّه إلى حلب للدراسة، ومنها انتقل إلى دمشق، وكان الشيخ محيي الدين بن عربي يمضي بها السنوات الأخيرة من عمره. ويُروى أن ابن عربي رأى الرومي من قبلُ يمشي خلف والده بهاء الدين، فقال: "يا سبحان الله! بحر يمشي خلف بحيرة!"
عاد جلال الدين إلى قونية، فاستقرَّ في مدرسته وتولَّى فيها تعليم الشريعة ومبادئ الدين، حتى عرض له حادثٌ غيَّر مجرى حياته وجعله صوفيًّا محترقًا، كما عبَّر عن حاله بالقول:
كنت نيئًا، ثم أُنضجتُ، والآن أنا محترق.
ترجع بداية ذلك عندما التقى جلال الدين الرومي بشمس الدين التبريزي، الذي وصل قونية سنة 1244م وأقام في أحد خاناتها منقطعًا إلى نفسه....
كان الرومي عالما بالدين الإسلامي وخطيبا مفوها، ويقال انه أول من رقص الرقصة الصوفية الدائرية الشهيرة حاليا برقصة الدراويش، وقد شجع على الإصغاء للموسيقى فيما سماه "سمع" فيما يقوم الشخص بالدوران حول نفسه. فعند المولويين، التنصت للموسيقى هي رحلة روحية تأخذ الإنسان في رحلة تصاعدية من خلال النفس والمحبة للوصول إلى الكمال.
باختصار، جلال الدين الرومي خرج عن سياق انه شاعر التصوف والحب، يمكن ان تخلق الروايات الكثير من الأوهام، هي لعبة الرمز في الميديا التي تكثر التأويلات حولها، سواء في الروايات أو في الأفلام السينمائية او الثقافة الشعبية وحتى الغناء والاستهلاك.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها