أول أمس، عند حوالي العاشرة مساءاً، قُبض على أربعين شخصاً من مختلف الأعمار في حمام عام في قلب القاهرة بمنطقة رمسيس، بوشاية من مذيعة تلفزيونيّة تدعى منى عراقي. تم سحب هؤلاء عراة بعد ضرب بعضهم في الداخل، أمام كاميرا العراقي..
لا تنُتج الفنون، في فراغ، بل تتشكل بحسب الحيز المكاني. فسؤال الإبداع يَطرح بالضرورة سؤال المدينة. الأفق المتجاوز الذي يسعى إليه الإبداع دوماً، رهن بما تفرضه المدينة على قاطنيها
الفن الثوري، كما هو مطروح، بلا مهرب فن رومانسي؛ يفصل بوضوح (واختزال؟) بين الخير والشر، بين الطيب والشرير، ويري الصراع مبسطاً ثنائياً في عالم ملحمي ينسجه بمفرداته الحادة وفورانه
مدينة مخلوقة خلقاً وبأكثر الملابسات التاريخيّة إحراجاً واعتباطيّة، ولذا فهي تسقط في ذاكرة فارغة بلا قرار، فـ"عمّان لا تعني شيئاً محدداً... إنها خدعة: كمين اشترك في نصبه الجميع ونجوا منه كلهم".
حين كنت أقدم محاضرة عن لاجدوى مدينة القاهرة من منظور المشاركة في المجال العام، لأقول إن المجال العام المصري طارد للمرأة، وفيه تجليّات فشل المدينة ومحدوديتها وتفسخها، رفع مستمع يده وقال: كيف هذا والمرأة موجودة في كل مكان ...