سيكون على اللبنانيين، ولِرَدْحٍ من الزمن، أن يختاروا، بين أفراد هوامش، وأحزاب هامشية، وأن يجدّدوا البيعة من خلالهم لزعماء الطوائفيات، الذين يُؤْثِرُونَ الاحتجاب خلف براقع زاهية
يشير الواقع اللبناني إلى أن "الانتظامات" السياسية الراهنة باتت كلها إلغائِيّة في يوميّات صناعة قراراتها، فهي تلغي إرادة داخلها، عندما تتمركز قراراتها بين يدي أبٍ قائد وتلغي خارجها من الكيانات، عندما تجعل مقياسها مرجعيّة ...
إن سلاح المقاومة الإسلامية اللبنانية، ليس سلاح حزب، بل هو سلاح كتلة أهلية مذهبية، وهذه الكتلة، ومن دون مواربة باتت ترى في سلاح "المقاومة" ضمانة داخلية لها، أي ضمانة مصالح وسلامة وموقع ومركز حول طاولة القرار.
التصدي للمسائل العربية العامة يتطلب نقاش اللحظة الراهنة كما هي، واقتراح ما هو ممكن للعمل المباشر، وما هو ضروري للمستقبل القريب جداً؛ هذا يعني نقاشاً مركَّباً يقيم التوازن بين العام الآني وقواه، وبين الهدف المستقبلي والبرنامج. ...
هو ذلُّ عارم وبؤس غامر ومهانة ساحقة، أن يُصرف العرب من ميدان إنسانيتهم فيصبحون عاطلين من الكرامة، ومنزوعي عصب الغضب، ومجردين من حماسة التحضير لرد الفعل، أو للثأر لذواتهم المهدورة.
يحمل الراهن، ما يدفع إلى الاعتقاد أن الانشطار الطائفي الإجمالي السابق، شكل "ظاهرة تقدمية" في إزاء التفتّت المذهبي الذي بات له أكثر من تجلٍّ، وصار له أكثر من عنوان!!
بين العجز العربي، والرعاية الأميركية، واستنزاف المقاومة الفلسطينية، وانفلات الوحشية العسكرية الإسرائيلية، يجب الاعتراف باختلال ميزان المواجهة في صالح القوى المعادية.