الأحد 2015/06/21

آخر تحديث: 16:14 (بيروت)

درعا: "جيش فتح" للجنوب.. من دون مقاتلين وأسلحة؟

الأحد 2015/06/21
درعا: "جيش فتح" للجنوب.. من دون مقاتلين وأسلحة؟
"حركة المثنى الإسلامية" غابت عن التشكيل الجديد لعدم رضاها عن معركة "النصرة" و"الأحرار" ضد "شهداء اليرموك" (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease

حمل الإعلان عن تشكيل "جيش الفتح" في المنطقة الجنوبية صدمة للبعض، عندما جاء عكس التوقعات التي كانت تنتظر أن تقوم الفصائل الإسلامية بالإعلان عن غرفة عمليات ترفد العمل العسكري المرتقب على مدينة درعا، لا مجرد الإعلان عن تشكيل قوة عسكرية جديدة تضمّ "جبهة النصرة"، و"حركة أحرار الشام الإسلامية"، و"إحياء الجهاد"، و"تجمع مجاهدي نوى"، و"أسود التوحيد"، و"أنصار الحق"، و"لواء العمرين الإسلامي".

نائب قائد "جيش اليرموك" سيلمان الشريف قال لـ"المدن" إن "جيش الفتح" في الجنوب هو أدنى من طموح الجنوب السوري، وهناك استعجال في هذا الإعلان، وتفرّد، لاسيما وأنه حصر اسم "جيش الفتح" في جهة واحدة من قوات المعارضة في الجنوب، وغُيبت القوى الحقيقية على الأرض.


ولعل أول تساؤل يبرز أمام هذا الإعلان، هو مدى إمكان تعاون فصائل الجبهة الجنوبية مع هذا التشكيل الجديد، خصوصاً مع وجود "جبهة النصرة" كفصيل رئيسي ضمن "جيش فتح الجنوب"، وهي جهة تقاطعها الجبهة الجنوبية وترفض التعاون معها. حول هذا الموضوع يقول الشريف إن "لكل عمل ظروفه الخاصة، وقد تكون هناك أعمال لا يمكن الخيار فيها" في إشارة إلى المعارك التي قد تميل فيها الكفة لصالح النظام ويكون من الضروري مؤازرة فصائل الجبهة من قبل أي جهة. ويؤكد أن "قوة ونجاح وصدق أي تشكيل (يقاس) بالعمل على الأرض لا بالإعلانات والتسميات".


من جهة ثانية، لم يتوقع أحد القياديين البارزين في الجبهة الجنوبية أن يكون لهم مشاركة ضمن المعارك مع "جيش الفتح". وقال لـ"المدن": "هناك عقبات كثيرة تحول دون العمل معهم"، موضحا أن الجيش الحر خاض "العديد من المعارك من دون تلك الفصائل التي ضمها جيش الفتح"، معتبراً أنه من غير الضروري "أن يكون جيش الفتح (في الجنوب) مشابهاً لجيش الفتح في إدلب، إلا إذا توافرت له الإمكانات اللوجستية والقتالية التي توفرت في إدلب".


وكان من اللافت غياب "حركة المثنى الإسلامية"، التي تعد من أبرز الفصائل الإسلامية في درعا وتتفوق على "جبهة النصرة" و"أحرار الشام" من حيث عدد مقاتليها وأسلحتها، وهو ما برره مقربون من الحركة بعدم رضاها على تصرفات "جبهة النصرة" و"أحرار الشام" في قتالهم للواء "شهداء اليرموك"، المتهم بمبايعة تنظيم "الدولة الإسلامية" في الريف الغربي من درعا.


ويرى ناشطون في درعا أن تشكيل "جيش الفتح" في الجنوب، في هذا الوقت ومن دون مراعاة الحجم الحقيقي للفصائل التي أعلنت عن تشكيله، وهي في أحسن الأحوال لا تتجاوز أعداد مقاتليها مجتمعة 1500 مقاتل، يدل على استغلال الاسم ونجاحات "جيش الفتح" في الشمال، وهي محاولة لكسب تعاطف الناس ومحبتهم أمام التراجع الكبير في شعبية الفصائل الإسلامية في درعا، مقارنة مع الاحترام الذي اكتسبته فصائل الجبهة الجنوبية، أو تشكيلات أخرى للجيش الحر.


ولا يتوقع أن يشهد "جيش الفتح" انضمام أي فصائل جديدة، خصوصاً أن "حركة المثنى الإسلامية" هي الفصيل الإسلامي الوحيد في درعا الذي بقي خارج التشكيل، أما التشكيلات العسكرية الأخرى فهي تابعة في معظمها إلى الجبهة الجنوبية للجيش السوري الحر، وهي شبه مقيدة بالتعاون مع الفصائل الإسلامية بحكم شروط الدعم الذي تتلقاه من الدول الغربية والعربية، فضلاً عن أنها خاضت معظم المعارك الكبرى من دون أن يؤثر غياب، أو اشتراك، تلك الفصائل على مجريات المعارك.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها