الخميس 2015/09/03

آخر تحديث: 16:53 (بيروت)

الاقصى: إبعاد الفلسطينيات..سلاح الاحتلال الاخير

الخميس 2015/09/03
الاقصى: إبعاد الفلسطينيات..سلاح الاحتلال الاخير
شرطة الاحتلال منعت دخول 40 فلسطينية إلى المسجد الأقصى (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease

كانت الفلسطينية أم محمد الريحاني، تُصر كل يوم على الذهاب باكراً إلى المسجد الأقصى للقيام بما تسميه واجبها في الرباط والدفاع عن المسجد في وجه الاستفزازات الإسرائيلية، التي تترافق عادة مع الاقتحامات شبه اليومية من قبل المستوطنين الإسرائيليين. لكن أم محمد، المقيمة في حيّ سلوان، باتت ممنوعة من دخول المسجد الأقصى للصلاة، مع أربعين امرأة أخرى بزعم تصنيفهن من قبل شرطة الاحتلال الإسرائيلي على أنهن "مثيرات شغب".

وقالت أم محمد لـ"المدن"، إنّها لم تفتعل أي مشكلة في المسجد، وأنها كانت فقط تحاول بين الحين والآخر منع المستوطنات الإسرائيليات من دخول المسجد الأقصى والتجول فيه، مشيرةً إلى أنّ سلاحها كان الهتاف بـ"الله أكبر"، ولم يكن معها أي سلاح آخر، حتى الحجارة. وأوضحت أنّ الاحتلال يحاول ابعاد الفلسطينيين عن المسجد الأقصى بكل الوسائل، فبعد ابعاد العشرات من الرجال والمسنين، جاء الدور على المصليات والمقدسيات منهن خصوصاً، مؤكدة أنّ "كل إجراءات الاحتلال لن تنجح في ابعادنا عن الأقصى".


وكانت شرطة الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس، وزّعت الخميس، قائمة بأسماء أربعين فلسطينية تم منعهن من دخول المسجد الأقصى، بزعم "افتعالهن المشاكل"، وذلك في إشارة إلى تصديهن لمحاولات الاقتحام النسائية الإسرائيلية للمسجد. ونشرت قوات الاحتلال أفرادها على الحواجز الحديدية المحيطة بالمسجد الأقصى، وأحكمت إغلاق الطرق المؤدية إليه، للسماح لمجموعات من المستوطنين باقتحامه من جهة باب المغاربة، وهو الباب الذي تجرى منه معظم عمليات الاقتحام.


وقال أحد حراس المسجد الأقصى لـ"المدن"، إنّ الإبعاد بات واضحاً منه تفريغ المسجد الأقصى من رواده والمدافعين عنه، وخاصة في ظل تزايد الاقتحامات للمسجد من قبل المستوطنين المتطرفين مدعومين من شرطة الاحتلال، والتمهيد الإسرائيلي لتقسيم الأقصى. وأوضح أنّ المسجد يتعرض لأشرس هجمة صهيونية منذ زمن، وأنّ هناك سباقاً إسرائيلياً مع الزمن لتفريغ المسجد من كل رواده في سبيل تسهيل مهام السيطرة عليه من قبلهم، محذّراً من أنّ الوقت ينفد بسرعة، وأنّ المسجد يعيش اليوم أخطر أوقاته.


من جهته، ذكر مدير المسجد الأقصى عمر كسواني في تصريح وزّع على وسائل الإعلام، أنّ الشرطة الإسرائيلية منعت مجموعات من النساء من الوصول إلى المسجد الأقصى لأداء الصلاة فيه، مستنكراً في الوقت ذاته مواصلة السلطات الإسرائيلية فرض قيودها على دخول المصلين للمسجد الأقصى بحجج واهية.


ويأتي إبعاد النساء عن المسجد الأقصى، في الوقت الذي حذّرت فيه "الحركة الإسلامية" في الداخل الفلسطيني المحتل، من تصاعد إعتداءات الاحتلال والمستوطنين بحق المسجد، ومحذرة كذلك من بدء محاولات تقسيم الأقصى زمانياً تمهيداً لتقسيمه مكانياً.


وقال رئيس "الحركة الإسلامية" رائد صلاح، إنّ المرحلة القريبة ستكون صعبة في الأقصى وعليه، وأنه ربما نشهد في الوقت القريب تزايداً في سلوكيات الاحتلال ضد المسجد متزامنة مع اعتداءات غير مسبوقة بحقه، مطالباً الفلسطينيين بالارتقاء إلى مستوى الحدث، والعرب والمسملين بالتعجيل في الضغط من أجل إنهاء الاحتلال ووقف سياساته العدوانية. ولفت إلى أنّ الاحتلال يحاول أن يدعي طوال الوقت أنّ هناك اتفاقاً بينه وبين الحكومة الأردنية على كل تصرفاته وإجراءاته التي ينفذها الآن في المسجد الأقصى، بل أبعد من ذلك، فهو يحاول الادعاء بأنه يقوم بهذا الدور بناءً على وجود لجنة مشتركة ما بينه وبين المسؤولين بهذا الخصوص، وتحديداً في قضية الأقصى. وأوضح أن المطلوب من الحكومة الأردنية نفي "افتراءات الاحتلال بهذا الصدد"، وأن تمارس سيادتها الكاملة التي تعطيها إياها المواثيق الدولية، إضافة إلى دورها كراعية للمسجد الأقصى منذ عقود.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها