الجمعة 2015/03/27

آخر تحديث: 12:40 (بيروت)

"عاصفة الحزم" تتصاعد..والخليج يحشد لقرار دولي ضد الحوثيين

الجمعة 2015/03/27
"عاصفة الحزم" تتصاعد..والخليج يحشد لقرار دولي ضد الحوثيين
مشروع القرار يمهل الحوثيين 3 أيام للانسحاب من المناطق التي سيطروا عليها. ( أ ف ب)
increase حجم الخط decrease
تواصل طائرات تحالف عملية "عاصفة الحزم"، لليوم الثاني على التوالي، شنّ غارات مكثفة على مواقع جماعة "أنصار الله" الحوثية في المدن والمحافظات اليمنية. وأدّت هذه الغارات، حتى صباح الجمعة، إلى مقتل 39 شخصاً وجرح العشرات. 


المتحدث الرسمي باسم غرفة عمليات "عاصفة الحزم"، العميد السعودي أحمد عسيري، أعلن أن قوات التحالف "العشري" الذي تقوده بلاده ستواصل ضرب أهداف الحوثيين "إلى حين تحقيق أهداف تلك العملية" المتمثلة في "دعم الشرعية في اليمن وتخليص البلاد من سيطرة الحوثيين". عسيري وإذ أوضح أن السعودية لا تخطط حالياً إلى الدخول برياً إلى اليمن، إلا أنه لم يستبعد اللجوء إلى هذا الخيار "إذا استدعى الأمر"، مؤكداً أن التحالف "سيمنع وصول أي إمدادات للحوثيين"، وأن السعودية "لن تسمح لهم بالاقتراب من الحدود مع المملكة".

مقاتلات التحالف، استهدفت في غارات جديدة فجر الجمعة، قاعدة جوية في محافظة مأرب النفطية، التي تضمّ قوات موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، مما أسفر عن تدمير محطة رادار تقع بالقرب من حقل صافر النفطي. وأفادت وسائل إعلام يمنية، نقلاً عن مصادر عسكرية، عن مقتل نجل الرئيس السابق، خالد علي عبدالله صالح، في إحدى غارات "عاصفة الحزم"، دون أن تعطي تفاصيل إضافية.

قبائل مأرب كانت قد أصدرت بياناً، أيّدت فيه العملية العسكرية ضد الحوثيين، وقالت إن موقفها "يأتي في ظلّ فقدان الثقة بجماعة الحوثي للعودة إلى الحوار، واستمرارها في حشد مجموعات مسلحة لاجتياح مأرب والتربص بسكانها". وعبّر البيان عن "شكر" قبائل مأرب لدول الخليج العربي و"مسعاها في مساعدة اليمنيين لاستعادة دولتهم وإيقاف التمدد الإيراني".


أما في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فاستأنف التحالف ضرباته، الجمعة، وقصف محيط المجمّع الرئاسي ومقرّ القوات الخاصة بالإضافة إلى مقرّ قيادة المنطقة السادسة وسط العاصمة. كما شنّت طائرات التحالف غارات في محافظة صعدة، استهدفت سوقاً في "كتاف البقع" ومنطقة شدا في المحافظة التي تُعدّ معقلاً للحوثيين على الحدود مع السعودية.

وفي محافظة تعز وسط البلاد، استهدفت غارات جوية في ساعات متأخرة من ليل الخميس، قاعدة طارق العسكرية، التي نقل إليها الحوثيون أسلحة وعتاداً وطائرات عقب سيطرتهم على المنطقة قبل يومين.

وعلى الأرض، تمكن جنود اللواء 35 من السيطرة على اللواء وطرد قائده الموالي لصالح، فيما شهدت مدينة تعز، الخميس، تظاهرات حاشدة دعماً للعملية العسكرية، رُفعت فيها الأعلام السعودية واليمنية وصور الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز والرئيس عبد ربه منصور هادي.

الغارات استهدفت أيضاً محافظة الضالع الجنوبية، حيث شنّت طائرة حربية غارة على معسكر الصدرين المؤيد لصالح. وتزامناً مع الغارات، اندلعت اشتباكات في الجنوب بين مسلّحي القبائل والحوثيين وقوات موالية لصالح، تمكن على إثرها مسلحو القبائل من السيطرة على موقع الهضبة ومعسكرات تابعة للحوثيين في منطقة قانية بين محافظتي مأرب والبيضاء. 


وفي عدن، وقعت اشتباكات عنيفة في مديرية دار سعد شمالي، بين قوات "اللجان الشعبية" الموالية لهادي وعناصر من "الحراك الجنوبي" من جهة، والحوثيين وقوات صالح من جهة أخرى، أسفرت عن سيطرة قوات هادي على معسكر اللواء "31 مدرع" في منطقة بئر أحمد غربي المدينة. وتمكنت قوات هادي، في وقت سابق، من استعادة مطار عدن ومقرّ القوات الخاصة، كما استعادت مدينة الحوطة في محافظة لحج، وتمكنت من السيطرة على قاعدة "العند" العسكرية.

في الشق السياسي للأزمة، يحشد سفراء دول مجلس التعاون الخليجي في الأمم المتحدة لاستصدار قرار دولي في مجلس الأمن، بموجب الفصل السابع، بوقف الأعمال العسكرية وإمهال جماعة الحوثي ثلاثة أيام للانسحاب من صنعاء وكل المدن التي احتلوها منذ الصيف الماضي، خاصة البيضاء وتعز ولحج، وعدم التقدم باتجاه أي مدن أخرى في البلاد. كما يدعو مشروع القرار الخليجي الدول للتعامل حصراً مع "السلطة الشرعية" المتمثلة في الرئيس هادي وحكومته، كما ويعتبر أن كل الاتفاقيات التي أبرمتها الدول مع الحوثيين "غير شرعية".


في هذا السياق، نقلت "قناة الجزيرة" عن مصدر دبلوماسي شارك في المحادثات الخليجية مع السفير الروسي لدى مجلس الأمن، قوله إن "الأجواء كانت إيجابية"، وأن هناك تفهماً من جميع دول مجلس الأمن لخطورة الأوضاع في المنطقة.

وفي إطار قوات التحالف المشاركة في "عاصفة الحزم"، جدد المغرب التزامه بتقديم الدعم العسكري واللوجستي للعملية، وأكد العاهل المغربي الملك محمد السادس، خلال اتصال هاتفي مع الملك سلمان أن بلاده تقدم "كل أشكال الدعم والمساعدة إلى التحالف من أجل المساهمة في حل للأزمة في اليمن وعادة الشرعية لهذا البلد"، وأوضح أن القوات الجوية الملكية المغربية المتواجدة في الإمارات العربية المتحدة وُضعت "تحت تصرف التحالف".


أما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فأعلن استعداد بلاده تقديم الدعم اللوجيستي للعملية، مجدداً انتقاده لإيران واتهاما بالسعي للسيطرة على المنطقة. وقال أردوغان إن "إيران تبذل جهودًا للهيمنة على المنطقة. كيف يمكن التسامح مع ذلك؟"، وأضاف "التصرفات الإيرانية في المنطقة تجاوزت حدود الصبر".

في المقابل، وبعدما أعلنت باكستان استعدادها للمشاركة في العملية، قال وزير الدفاع، خواجة آصف، الجمعة إن بلاده "لم تتخذ قراراً" بشأن ما إذا كانت ستقدم دعماً عسكرياً للتحالف التي تقوده السعودية. وأضاف في كلمة أمام البرلمان "في سوريا واليمن والعراق يجري إذكاء الانقسامات وينبغي احتواؤها.. الأزمة لها تداعياتها في باكستان أيضاً".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها