السيسي يريد انتخابات "من دون مخاصمة"..والأحزاب "حاضر يا ريّس"

وعد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بإجراء الانتخابات النيابية قبل نهاية العام الحالي، معلناً استعداده التام "لمساندة ودعم قائمة موحدة لجميع الأحزاب والقوى السياسية"، التي ستشارك في الانتخابات البرلمانية التي طال انتظارها بعد تأجيلها في آذار/مارس الماضي، عقب حكم صدر عن المحكمة العليا بعدم دستورية بعض المواد في القانون الانتخابي وتقسيم الدوائر.

كلام السيسي جاء بعد اجتماعه الأربعاء مع ممثلين عن الأحزاب السياسية، حيث تسلّم المشروع الذي أعدته حول إدخال التعديلات على قوانين الانتخابات. وخلال اللقاء أعلن السيسي أنه سيكون على مسافة واحدة من الجميع، وإنه لن يدعم أي قائمة في الانتخابات المقبلة إلا في حالة اتفاق الأحزاب السياسية على قائمة واحدة، وهو ما فسره البعض بأنه محاولة لإضعاف الأحزاب بشرذمتها وتوزيع ثقلها بغية الوصول إلى برلمان مفكك وضعيف.

وصرح المتحدث باِسم الرئاسة علاء يوسف، بأن السيسي أشار إلى أن مبادرة المشروع الموحد لتعديل قوانين الانتخابات، بتوقيع 38 حزباً، "كانت محل تقدير، وتمت إحالتها إلى رئاسة مجلس الوزراء لدراستها، وفقا لما نص عليه الدستور". وأضاف أن السيسي "أكد أهمية التكاتف الوطني في المرحلة المقبلة، لانتخاب مجلس نواب قادر على الاضطلاع بمهمتي الرقابة والتشريع على الوجه الأكمل، آخذاً في الاعتبار أن دقة المرحلة الراهنة تستلزم أن تُنحي الأحزاب خلافاتها جانباً، وأن تعلي المصلحة الوطنية"، فيما رحبت الأحزاب بنتائج اللقاء، ووصفته بالإيجابي والمثمر، خاصة أن السيسي وعد بإجراء الانتخابات قبل نهاية العام الحالي.

مشروع "القائمة الموحّدة" كان طرحه السيسي على الأحزاب في اجتماعات ماضية، ولقي ترحيباً من الأحزاب إلا إن الجهود التي بُذلت بغية التوحيد تحت قائمة واحدة لم تصل إلى نتيجة بسبب اختلافات تُصنّف بأنها طبيعية وبديهية في أي نظام سياسي متعدد الأحزاب.

وبعد اللقاء الأخير، باشرت الأحزاب المصرية أعمالها لتلبية مطلب السيسي، ودعت إلى عقد اجتماعات من أجل بحث المبادرات اللازمة للتوصل إلى قائمة موحدة. في هذا الإطار، دعت "الجبهة المصرية" إلى عقد "اجتماع عاجل" الأسبوع المقبل "لدراسة الاستجابة لدعوة الرئيس السيسي للأحزاب المصرية للتوحد خلال الانتخابات البرلمانية"، وقال عضو الجبهة يحيى قدري إن "الجبهة المصرية يهمها في هذه المرحلة نجاح المبادرة وتوحيد الأحزاب حول تحالف انتخابي يغلب المصلحة الوطنية ويعلي من قيمة مصلحة الوطن في ظل الظرف السياسي الراهن الذي تعيشه مصر"، مؤكداً على أن هذا الائتلاف لن يكون سياسيًا وإنما "ائتلاف انتخابي".

بدوره، أعلن "حزب المحافظين" استجابته لدعوة السيسي، ودعا في بيان "جميع الأحزاب للمشاركة في المبادرة الثانية للجمعية العمومية والخاصة بتدشين" القائمة الوطنية الموحدة سواء الأحزاب التي شاركت أو التي لم تشارك فى المبادرة الأولى، من أجل أن نصطف جميعاً اصطفافاً وطنياً، يعلي المصلحة العليا للوطن".