الخميس 2015/01/29

آخر تحديث: 14:46 (بيروت)

مجازر في ديالى رغم "تحريرها" من داعش

الخميس 2015/01/29
مجازر في ديالى رغم "تحريرها" من داعش
بدأت مليشيا الحشد الشعبي باستدعاء شباب النازحين، لتتكوم بعد ساعات جثث العشرات منهم أمام مقر شرطة بروانة. (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease
احتفت وسائل الإعلام الحكومية في العراق، بإعلان قائد شرطة ديالى جميل الشمري، وقيادة عمليات دجلة، الأحد، محافظة ديالى خالية من داعش. وسارع زعيم ميليشيا بدر هادي العامري، إلى زفّ البشرى للعراقيين بعودة الأمن والأمان إلى المحافظة. ولم يمنع ذلك استمرار العمليات العسكرية في مناطق المحافظة؛ كما تجلى في هجوم مسلحي التنظيم، الثلاثاء، على قوة للجيش في منطقة سد العظيم، أدت إلى قتل سبعة جنود حكوميين، أو في عمليات قتل منظم طالت عشرات المدنيين، وتدمير شامل لقرى وبلدات "حررتها" ميليشيات الحشد الشعبي.

تركزت عمليات "التحرير"، في محيط قضاء المقدادية في ديالى. وتعتبر قرى سنسل وعرب جبور وشيروين، من المناطق الأبرز التي شهدت تواجداً مكثفاً لفصائل مسلحة "سنية" مناهضة للحكومة. ثم تحكّم بها تنظيم الدولة، الذي فرض سلطته على مناطق واسعة فيها، في تموز/يوليو 2014، ما أدى إلى نزوح سكان تلك القرى بشكل كامل إلى مركز المقدادية، وإلى قرى مجاورة، وخاصة قرية بروانة الكبرى التي شهدت مجزرة مروعة راح ضحيتها أكثر من 70 مدنياً، جلهم من النازحين.

النائبة عن كتلة ديالى هويتنا ناهدة الدايني، اتهمت ميليشيا الحشد الشعبي بتنفيذ مجزرة بروانة، فيما دعا محافظ ديالى عامر المجمعي، لفتح تحقيق في الحادث. وأكد عدد من سكان القرية والنازحين إليها، ضلوع ميليشيا الحشد ومجاميع تتبع لزعيم ميليشيا العصائب قيس الخزعلي، بتلك المجزرة. وروى نازح يدعى أبو حسن الجبوري، دخول عدد من السيارات المظللة، لا تحمل أية لوحات رقمية، عقب إعلان الجيش العراقي تحرير قرية سنسل المجاورة، وقيام عناصر يرتدون الزي الأسود ويضعون شارات خضراء على أذرعهم "زي ميليشيا العصائب" بشغل حواجز الجيش ومقرات الشرطة في القرية، الفارغة من عناصرها، بداعي تأمينها من تسلل عناصر تنظيم الدولة الهاربين. وبدأت تلك العناصر باستدعاء الشباب من عائلات النازحين، بحجة تسجيل بياناتهم بتكليف من الجهات الحكومية في المحافظة، لتتكوم بعد ساعات جثث العشرات منهم أمام مقر شرطة بروانة، وعدد من نقاط السيطرة.

أحد عناصر "الإسناد العشائري السني" جمال المهداوي، ممن قاتلوا إلى جانب قوات الجيش والحشد الشعبي، تحدث عن إبعاد متعمد لهم، مارسته ميليشيا الحشد الشعبي في قرى شيروين وسنسل. وبحسب المهداوي، فإن المجموعة التي كان فيها، والمؤلفة من أكثر من أربعين مقاتلاً، أعطيت أوامر للتمركز في محيط ناحية أبو صيدا الأمنة نسبياً، لتحييدها عن مهمتها الأساسية وهي الانتشار في منطقة شيروين بعد تحريرها، لتقوم ميليشيا الحشد بتدمير المنازل ونهب الممتلكات. وأضاف المهداوي بأن معظم منازل شيروين قد سويت بالأرض، بينما لا تزال عمليات تفجير المنازل ونهبها في سنسل وقرية الإمام مستمرة.

وعن فتوى المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني، والتي حرمت تدمير المنازل ونهبها، قال المهداوي بأن عناصر الحشد غالباً لا يلتزمون بتلك الفتاوى، حيث لم يسجل أي تحسن في هذا المضمار، عقب صدور الفتوى بعيد عملية جلولاء والسعدية، وإنما تصاعدت بشكل ملحوظ في المناطق الأغنى من المحافظة.

من جهته، نفى قائد عمليات دجلة عبد الأمير الزيدي، حدوث أية مجزرة في بروانة، ودعا وكالات الأنباء إلى عدم تصديق ما وصفه بـ"الشائعات". ويناقض كلام الزيدي، تصريحات عدد من المسؤولين الحكوميين الذين أكدوا حدوث المجزرة. كما أكد أحد منتسبي قوات حماية المحافظة في حديث لـ"المدن"، صدور أوامر من بغداد للمباشرة بإجراءات التحقيق، والوقوف على ملابسات الحادث، وتكليف لجنة تحقيق مشتركة من بغداد ومحافظة ديالى، كما نشرت مصادر صحافية أسماء ضحايا المجزرة.


increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها