المفاوضات النووية قد تُمدد حتى الأربعاء

تسابق المفاوضات النووية التي تجريها إيران مع مجموعة دول "5+1"، الوقت في لوزان، قبل انتهاء المهلة المحددة عند منتصف ليل الثلاثاء، وسط غموض حول حقيقة التقدم، أو اللاتقدم، الذي أحرزه المفاوضون حتى الآن.

في هذا الإطار، أوضح المتحدث باسم البيت الابيض، اريك شولتز، إنه يجري اطلاع الرئيس الأميركي باراك اوباما بصورة متواترة على المحادثات الدولية الجارية في سويسرا، وإنه يقدم الارشادات للمفاوضين الأميركيين حين يلزم الأمر. أما عن التقدم التي بلغته المحادثات، فقال  "لن أفترض الفشل مسبقاً. هذه المفاوضات ستستمر حتى اللحظة الأخيرة".

في المقابل، أعلن كبير المفاوضين الايرانيين عباس عراقجي، عن إمكانية استمرار المفاوضات حتى يوم الأربعاء المقبل، لكنه أقرّ بأنه "لا توجد ضمانة لحصول ذلك". وأوضح عراقجي أن الجلسة التي جمعت بين وزراء خارجية ايران ومجموعة "5+1"، الاثنين، كانت مختلفة عن سابقاتها التي اقتصرت على المواضيع "العامة"، وأكد أن هذه الجلسة كانت "مهمة جداً"، بحيث إنه "تم خلالها بحث المواضيع التي لم يتم التوصل الى حل لها بجدية".

وأضاف: "لدينا حلول لأغلب المواضيع، وهناك بعض المواضيع مازال البحث بشأنها مستمراً، وقد تم الاستماع إلى آراء الوزراء، وتقررت مواصلة المباحثات على المستوى السياسي ومستوى الخبراء".

أما عن مدى الاقتراب من التوصل إلى الاتفاق، قال عراقجي إنه "لا يمكن الإدلاء برأي قاطع في هذا الشأن"، مضيفاً: "لقد حققنا تقدماً جيداً خلال الجولات السابقة، ولكن في هذه الجولة لا يمكن بعد القول انه تحقق تقدم ملموس، لكننا عملنا على مختلف الافكار، وتم بحث الحلول المحتملة لبعض مواضيع الاختلاف بشكل جاد". وكشف المسؤول الإيراني أنه إذا تم التوصل إلى تسوية، فمن المقرر عقد الجلسة النهائية في مقر منظمة الأمم المتحدة في جنيف.

نائب الرئيس الإيراني اسحاق جهانكيري، أبدى من جهته تفاؤلاً بالتوصل إلى اتفاق، وقال "يبدو من الأجواء الظاهرية للمفاوضات، اننا بالتأكيد يمكننا التوصل الى الاتفاق"، لكنه أشار إلى أن "الحكومة خططت أيضاً لظروف عدم التوصل إلى اتفاق، وقد أعددنا أنفسنا لإدارة البلاد تلك الظروف".

من جهته، قال وزير الخارجية الصينية، وانغ يي، إن هناك احتمالاً لإنجاز الاتفاق حتى يوم الثلاثاء، وأشار إلى أن "الفجوات بين مواقف الطرفين آخذة بالتقلص"، مضيفاً إنه يشعر "بتفاؤل حذر"، فيما أشار دبلوماسي غربي في لوزان إلى أنه لم يتضح بعد ما إذا بات التوصل إلى "اتفاق الإطار" ممكناً حتى يوم الثلاثاء، ولفت إلى إنه لاتزال هناك ثلاث قضايا رئيسية عالقة، وهي مدة سريان مفعول الاتفاق ومسألة رفع العقوبات الدولية عن إيران وإمكانية إعادة فرضها إذا تجنبت إيران تطبيق الاتفاق.

في هذا الإطار، وصف مساعد وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، جلسة المباحثات التي عقدت الإثنين بأنها كانت "مكثفة للغاية"، في حين غادر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لوزان عائداً إلى موسكو، وتحدثت الأنباء أنه سيعود إلى سويسرا الثلاثاء "إذا أحرز تقدم" في المحادثات.