الانتخابات الرئاسية التونسية إلى دورة ثانية

تتجه الانتخابات الرئاسية التونسية إلى دورة ثانية من التصويت، الشهر المقبل، بعد جولة أولى من التصويت المباشر من الشعب، بيّنت، حسب نتائج أولية غير رسمية، تقدّم رئيس حزب "نداء تونس"، الباجي قائد السبسي بنسبة 47,6 في المئة من الأصوات، مقابل 32,6 في المئة لمنافسه الأبرز الرئيس الحالي المنصف المرزوقي. ومع عدم حصول أي مرشح على الأغلبية المطلقة، فسيكون التونسيون على موعد جديد من الاقتراع في الدورة الثانية يوم 28 ديسمبر/كانون الأول المقبل، بعد أن وصلت نسبة الاقتراع في الدورة الأولى إلى 64 في المئة.


وبعد وقت قصير على إغلاق مكاتب الاقتراع في مختلف أنحاء تونس، أعلنت حملات كلّ من السبسي والمرزوقي الفوز بالدورة الأولى، إذ قال مدير حملة السبسي إنه متقدم في انتخابات الرئاسة بفارق عشر نقاط على الأقل، فيما أعلن المتحدث باسم حملة المرزوقي إن المرشحيَن حصلا على نسبة متقاربة من الأصوات، وأشار إلى احتمال تقدم المرزوقي على منافسه بفارق نقطتين إلى أربع نقاط مئوية.

ودعا المرزوقي منافسه إلى مناظرة تلفزيونية "ومواجهته مباشرة أمام الشعب التونسي"، وقال إنه ينتظر من السبسي "عدم التهرب من هذا التحدي". ومن المتوقع أن تعلن النتائج الرسمية للانتخابات خلال 48 ساعة من إغلاق المراكز الانتخابية وبدء الفرز.


إلى ذلك، أشاد الاتحاد الأوروبي بإجراء الانتخابات، ودعا الناخبين إلى "إكمال العملية الانتخابية بشفافية واحترام"، وأكد استعداده دعم تونس "في جهودها نحو الاستقرار والتنمية الاقتصادية والاجتماعية".


يُذكر أن هذه الانتخابات هي آخر خطوة لإنهاء مرحلة الحكم الانتقالي التي دامت قرابة الثلاث سنوات بعد ثورة "الياسمين" التي أطاحت بحكم الرئيس زين العابدين بن علي، وهي تمهد لولادة الجمهورية التونسية الثانية، بدستور وآلية حكم جديدين. وواكب الانتخابات استنفار أمني واسع لمختلف أجهزة الدولة لتأمين عملية اختيار قرابة 5 مليون تونسي لرئيس يحكم لمدة 5 سنوات.

في هذا السياق، تحدثت صحف تونسية عن إحباط عملية "إرهابية" لخلية مكونة من 40 مسلحاً خططوا للنزول من جبل الشعانبي من محافظة القصرين على الحدود الجزائرية، والتوجه نحو المدن والانتشار داخلها، للقيام بعدد من العمليات الإرهابية. وقالت مصادر أمنية إن "الإرهابيين" كانوا يخططون لاغتيال السبسي قبل موعد الانتخابات الرئاسية، وتنفيذ هجمات متتالية ضد مراكز أمنية تزامناً مع عمليات الاقتراع.